ملك متخفي


لولا ايمان الملك الأكيد بان اغلب وزراء قومنا ومسؤولي الشعب يتعاملون مع الوظيفه العامه بصفة التشريف ويصرون مع سبق الاصرار على انتهاج سياسة    ( الباب العالي ) مع الجمهور لما سمعنا بين فتره واخرى بتخفي الملك لتلَّمس واقع الحال المرير بدون ترتيبات بروتوكوليه يصِّر اصحاب المعالي والعطوفه على ممارستها لتزييف الواقع بغير حقيقته , ولولا قناعة القائد الاعلى الاكيده بان اولي الامر من خريجي مدارس الفساد المحلي كللوا مؤسسات الدوله ووزاراتها الخدماتيه بالبيرقراطيه والمحسوبيه ورتعوا في حقوق الشعب ظلماً وجوراً واستطاعوا توزيع حقوق الناس على المحسوبين وابناء العمومه جغرافياً حين أسسوا للقواعد النيابيه على حساب الوظيفه العامه وهم على رأس الهرم الوظيفي لما رأينا هذا الاصرار الملكي المتكرر دوماً لسبر اعماق واقع الألم الذي يكابده المواطن .

انا اعتقد بان الملك يعلم كثيراً من التفاصيل والخبايا بحكم زياراته المتخفيه الكثيره والتي يكشف النقاب عن القليل منها ويعلم جيداً بان الوعود الحكوميه ونوايا من يقسمون على المصحف ( ولا يقيمون حروفه ) باتت غيمه لا تمطر لا سيما وان الرسائل الملكيه دعت الحكومه واصحاب المعالي اكثر من مره للوقوف على تفاصيل دقيقه لا تعلمها الحكومه نفسها , فهل كانت الحكومه الرشيده لتعلم بان مقاس المعاطف الشتويه للطلاب الفقراء غير مناسب لولا التوجيهات الملكيه بذلك؟؟ وهل ستصل سيارة وزير التنميه الاجتماعيه لجيوب الفقر والجلوس مع ابناء الوطن الفقراء على فراش الحرمان لولا وصول سيارة الملك اولاً ؟؟

هناك الكثير من التساؤلات من المواطنين تحرج اصحاب المسؤوليه بفضل الجهود ( الاستباقيه ) للقائد الاعلى فالمواطن البسيط الذي ارهقته الشكوى للمسؤول       ( لتزفيت شارع او انارة لمبه ) يشعر تماماً بان جهوده ستذهب مع الريح حتى يشاع عبر الاعلام بان الموكب الملكي سيقوم بزياره تفقديه لذلك المكان وحينها سيرى المواطن بعينه المسؤول العتيد حين يشارك العمال وقفتهم على ارض الميدان سمعةً ورياءاً وسيحصل المسكين على حقه المفترض بطريق غير مباشر كنتيجة الخوف من زيارة الملك .

التخفي الملكي اسلوب عمل فريد يراد به اعطاء اصحاب المعالي دروساً في الوطنيه ودعوه لهم للعمل الصادق والوقوف على احتياجات المواطنين وتلَّمس شكواهم عن قرب وبعيداً عن اسلوب الفزعه الاداريه لان الملك يعلم جيداً بان دائرة شؤون المرضى او اية دائره حكوميه تحظى بزيارته تقوم بعمل مجموعه من الاجراءات الطارئه بعد مغادرته كردة فعل وحفظاً لماء الوجه وبعدها تعود المياه لمجاريها السابقه مما حدا بالمواطن لتبَّني امنية وجود الملك في كل وزاره ودائرة خدمات حتى يُعامل بطريقه تحترم انسانيته وتسهل عليه معاملته ولا ننسى ان طريقة الاختيار الخاطيء للكثير من مسؤولينا والتي تعتمد على التوزيع الجغرافي او الوراثه والمحسوبيه ولا تأتي اعمالاً لقاعدة ( ان خير من استأجرت القوي الامين ) ستبقى الحاضره بقوه في المشهد المحلي وترتب آثاراً سلبيه سيبقى المواطن يعانيها دوماً مع شريحة مسؤولين لا نراهم الا بنشرات الاخبار وامام العدسات .

Majali78@hotmail.com




تعليقات القراء

من الشمال
يسلم ثمك يا كبير على هالحكي
الله يخليلنا سيدنا ابو حسين وفعلا انه بعرف كثير من التفاصيل والخبايا ما بتعرفها الحكومه ولا اصحاب المعالي
مقالاتك جريئه
كل الشكر
02-06-2009 01:26 PM
حسان مكاحله
كل الشكر على المقال الرائع والمتواضع بكلاماته وانا شخص ممن كنت اعمل لدى احدى الوزارات وفي مكتب وزير ولغاية الان موضوع على مقعده وهو سبب الفساد القائم للوزارة ولكن لمين نشكي ياصاحبي اتركها على الله
02-06-2009 04:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات