حكومة " بتخاف وما بختيشيش"


خبر صغير بمحتواه اللغوي وكبير بالشريحة التي يصيبها الضرر منه أوقف الحكومة على اقدام من خشب وجعلها تقول " لم ولن " ترفع الحكومة رسوم ترخيص المركبات وكذلك لن تفكر بذلك مستقبلا ، وبذلك إنتهى حديث الأردنيين على مدار ثمانية واربعين ساعة بجملة معالي وزير الاعلام والناطق الرسمي بأسم الحكومة وحروف " لم ولن " ، والتالي لذلك هو سؤال هل الحكومة الحالية بزعامة الدكتور عبدالله النسور " تخاف ولاتختشي " ؟ وما هي اسباب " لم ولن " تلك ؟ .
والاجابة هنا تمثل تحليلا للفكر السياسي المحلي والذي تمتلكه حكومة النسور ومجلس النواب السابع عشر واعيان الأمة ، فبمجرد الاعلان عن نية الحكومة لرفع رسوم الترخيص تم ربط هذا الرفع للتعويض المالي الناتج عن التكلفة التي إضافتها تقاعدات النواب الأخيرة وبقرارهم الذي أعاد المجلس والحكومة لمربع قديم ما زال عالق بذهن الشارع الأردني ، وفي مشاركة الاعيان بهذا القرار دورا كبيرا في طرح المزيد من الأسئلة لدى المواطن وابرزها سؤال يقول أن كلا السلطتين التنفيذية والتشريعية كسرتا كلام الملك .
وللربط مع ما سبق وكمحاولة لتحليل هذا الفكر السياسي المحلي لدى الحكومة سنجد أن ما هو قادم من سياسات رفع سيفوق ما ستحصله الحكومة من رفع ترخيص وتسجيل المركبات وبالتالي هنا نجد الحكومة تضحي بقرار الرفع الغير مجدي والغير متوافق زمنيا مع قرار تقاعد اعضاء مجلس الأمة وتنظر لأبعد من ذلك ، وهي في نفس الوقت تعطي الشارع شعورا بالنصر المرحلي وتصديقا للمقولة التي سيتغنى بها الشعب عند لحظة إعلان الوزير المومني لكلمة " لن ولم " أنها حكومة " تخاف ولاتختشي " أي من باب التنفيس على الشارع فقط .
وفي نهاية هذا التحليل للفكر السياسي المحلي لحكومة النسور والسلطة التشريعية نكون نحن كأردنيين قد أمسكنا بالبردعة وتركنا الحمار ومن باب الإمساك بالبردعة أفضل من الإمساك بالحمار وإن كانت هذه البردعة تمثل عبئا فكريا قادما علينا كشعب عندما تقدم حكومة النسور على رفع شيء أخر غير ترخيص المركبات ويكون هذا الشيء أكثر وأشد ألماً علينا كشعب ويخرج عندها معالي وزير الاعلام ويقول وبكل وقاحة سياسية " لاتنسوا رسوم الترخيص التي أعفيناكم من رفعها ؟ " ، وحكاية أنها حكومة " تخاف ولاتختشي " علينا أن لاننسى أن رئيسها يعرف محليا بأنه " الدغري " والكل يعرف دور الدغري في مسلسله ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات