إدارات الأندية مطالبة بالتوقف عن استقطاب محترفين غير مؤهلين


جراسا -

إذا ما أرادت الاندية الممتازة لكرة القدم الاستفادة من عثرات المواسم الماضية، فعليها بالدرجة الاولى ابعاد الادارات عن انتقاء اللاعبين وخاصة المحترفين، كما حدث في المواسم الماضية عندما كلفت بعض الادارات نفسها بالتعاقد مع لاعبين ومحترفين، بعيدا عن تدخلات المدرب صاحب الشأن والاختصاص في هذا المجال.

وإذا ما اقتنعت الادارات بهذه الخطوة، فإنها بالتأكيد ستنام قريرة العين، بعد ان تترك الامر للمدرب الذي سيتحمل نتائج اختياراته.

ولكن ثمة لغز في تصدي الادارات لاستقطاب المحترفين، وثمة احداث تجرى خلف الكواليس وصراعات ادارية تجر بعض الاداريين للتنازع فيما بينهم للفوز باستقطاب لاعب ما، وربما كان الموضوع المادي هو احد ابرز الاسباب التي تدفع البعض الى الهرولة للتعاقد مع لاعب، يتم الاتفاق بينه وبين ذلك الاداري على حصول الاخير على حصة مالية اذا ما سارت امور الصفقة كالمعتاد.

وهناك صراعات خفية داخل الادارات لفرد العضلات، ومحاولة كل عضو من اعضاء مجلس الادارة لفرد عضلاته، وإثبات انه الاقوى وأن رأيه هو النافذ.

في المواسم الماضية الكثير من الامثلة التي وقعت صناديق الاندية ضحية لها من خلال التعاقد مع محترفين غير أكفاء، والمقصود بالانحراف هو الانحراف الفني.

فريق الحسين اربد في الموسم الماضي تعاقد مع المحترف الفلسطيني علي نصار الذي كلف صندوق النادي 10 آلاف دولار بحسب العقد المبرم بين الطرفين، فكان ان جاء هذا المحترف الى مدينة اربد وانضم الى صفوف الاصفر كضيف شرف شارك في عدد محدود من المباريات من دون ان تكون له فاعلية تذكر، فكان ان جاءت الادارة التالية لتعلن اقصاء هذا المحترف، محملة الادارة السابقة مسؤولية التعاقد مع هذا اللاعب.

أيضا المدرب العراقي لفريق الوحدات اكرم سلمان كشف في حديث سابق لـ"الغد" عن تعاقد ادارة ناديه مع المحترف السوري معن الراشد من دون علم من الجهاز الفني، مؤكدا انه ليس مسؤولا عن استقطاب مثل هذا المحترف الذي وصفه سلمان بأنه لو لعب مباريات أكثر لخرج هدافا ولكن في مرمى فريق الوحدات في مؤشر على ضعف مستواه الفني، فكان ان عاشت ادارة النادي في انقسام حول التمسك بهذا اللاعب أو اقصائه طيلة الموسم الكروي، من دون ان تتمكن من الوصول الى قرار.

كثيرة هي الامثلة التي تؤكد تغييب صاحب الشأن في اختيار محترفيه، ويبدو ان بعض الاندية لم تتعلم من دروس الماضي، وذهبت للتعاقد مع لاعبين ومحترفين قبل ان تتعاقد مع مدير فني للموسم الكروي المقبل، الامر الذي يعد مؤشرا سلبيا على اخفاق تلك الاندية في القريب العاجل.

مشكلة أنديتنا وإداراتها تتلخص في غياب الخبير والمستشار الفني، فغالبية ادارات الاندية مع احترامنا لها تخلو من لاعب سابق أو رياضي معروف قادر على البت في الامور الفنية، مما يفقد الادارة قدرتها على اتخاذ قرارات صائبة تتعلق بالاجهزة الفنية، ويبقى الاجتهاد وأشياء اخرى هي الفيصل في مثل هذه القرارات.

أخيرا أود الاشارة الى انه وفي الاندية المتقدمة العربية والعالمية، يتم اخضاع المحترف لاختبارات فنية وبدنية وصحية، قبل التفكير في التعاقد معه، بينما تقوم بعض انديتنا بالتعاقد مع لاعب محترف عن بعد وقبل وصوله الى الاردن بناء على توصية "سمسار لاعبين"، أو اشادة مقرب لهذا المحترف، أو صورة جميلة لهذا المحترف تناقلتها وسائل الاعلام، لدرجة ان احد المحترفين الذين تعاقد معه نادٍ ممتاز في السابق كان يصلح لأي شيء الا لممارسة كرة القدم بعدما نالت الاصابات من جسمه، فهل يعقل ان تكون انديتنا بهذا السوء في الاختيار؟.

عموما اغلب انديتنا فشلت في اختيار محترفين على سوية عالية، وقلة هم اللاعبين الاجانب الذين لعبوا في الاردن وأثبتوا حضورا مميزا ولافتا امثال المصري علاء ابراهيم الذي لعب للوحدات، والسوري معتز كيلوني الذي احترف الموسم الماضي في الجزيرة ومرشح للعودة الى الاردن.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات