اصر ابو محمود هذه الايام على وضع كمامة على انفه وفمه، الامر الذي دفعه الى الانقطاع عن الحديث ولم يُفصح عن السبب الذي يقف خلف فعلته هذه، التقيته صدفة، فلوح لي بيده، ولم يصافحني بحرارة كعادته عند لقائه اصدقاءه الحميمين.

اقتربت منه بحذر، مبدياً قلقي عليه، اذ ظننت للوهلة الاولى انه يعاني من مرض ما او ان وسواس الخوف من الجراثيم قد تملكه.

عندها دفعني فضولي لملاحقته بوابل من الاسئلة عن حالته غير الطبيعية وما زاد دهشتي انه اخذ يهز رأسه ويحرك عينيه دون ان يسمعني انغام شفتيه. واصررت على معرفة السبب حتى لو استدعى ان اخلع كمامته، واشاهد ما يخفي تحتها ولو كان مصاباً بانفلونزا الخنازير او الطيور او القطط وطمأنته ان البلد خالية من اي انفلونزا خطيرة.

فقال اي خنازير او طيور «اللي بتحكي عنها» «انا صاغ سليم» والكمامة هذه ما هي الا احتجاج على حكومتنا التي لا تشم الروائح النتنة التي تملأ المكان، وتزكم الانوف، حيث ارتفع منسوبها حتى عدنا لا نستطيع ان نتجاهلها او احتمالها لذلك قمت بالاحتجاج على طريقتي التي لا تحتاج الى تصريح حكومي بوضع هذه الفوطة على انفي.

لكنه استدرك بعد ان رأى الحيرة في وجهي «مالك حيران يا رجل» انا بحكي عن ريحة اخطر من انفلونزا الخنازير وهي وباء قاتل اسمه انفلونزا الصهاينة الذي يصر نتنياهو وجماعته علي ترحيله الينا بما يسمى «الوطن البديل» الذي للأسف لم تواجهه حكومتنا باكثر من احتجاج ناعم ولعل الزكام الذي اصابها من الرائحة النتنة التي فاحت مما يسمى «معاهدة سلام» شلّ قدرتها على الاستشعار بالروائح الجديدة القادمة من نتنياهو وربعه.

ابو محمود المحتج على حكومتنا طالبها بان تنبش قبر هذه المعاهدة التي اعمتنا ريحتها وتقوم بحرق عظامها ونثرها مع الريح رداً علي انفلونزا الصهاينة «الوطن البديل».