سآكاشفيلي يكذب للمرة الاخيرة أمام العالم


انسحب الوفد الروسي من جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس أثناء كلمة ألقاها الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي، وذلك احتجاجاً على ما اعتبره الوفد خطاباً حاقداً على روسيا، حسب فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة.وأشار تشوركين إلى أن كلمة سآكاشفيلي حملت ليس فقط " كرهاً لروسيا بل و طابعاً معادياً للمسيحية الأرثوذكسية"

واعتبر تشوركين أن سآكاشفيلي بات في آواخر حياته السياسية وبحاجة إلى تقييم نفسي، وقال:" من حسن حظ الشعب الجورجي أن هذا الإنسان الذي يحتاج إلى تشخيص وتقييم اختصاصيين نفسيين لحالته الصحية بات اليوم في غسق حياته السياسية".

وانتهز الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي آخر خطاب له أمام محفل دولي بهذا الحجم ليفرغ ما في جعبته ويصب جام غضبه على الجارة الكبرى روسيا، متهماً إياها بأنها "بخلاف الدول الأخرى ليست لها مصلحة في بسط الاستقرار في الدول المجاورة لها"

واعتبر سآكاشفيلي أن القيادة الروسية تستاء من فكرة قيام "حكومات قوية في جورجيا وأوكرانيا ومولدافيا"، متطرقاً إلى ما أسماه " الحرب التجارية" التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، وإلى ما اعتبره " احتلال القوات الروسية لأراضي جورجيا". و نسي سآكاشفيلي أو تناسى سياساته الاستفزازية تجاه روسيا و تدخله في شؤونها الداخلية في منطقة القوقاز عندما اعطى اوامره لاجهزته الامنية بتطوير العلاقات و تجديد الاتصالات بين السلطات الجورجية من جهة وبين الجاليات القوقازية في أوروبا والشرق الأوسط من جهة اخرى و دعمه للحركات الانفصالية في شمال القوقاز لإشعال المنطقة من جديد. و دعنا نستذكر حديث السياسي الجورجي " شالفا خاتشابوريدزي"عندما قال إذا كانت جورجيا ستواصل تنظيم اجتماعات مماثلة من ممثلين لشمال القوقاز، ومع جماعات تصنفها دول العالم كمنظمات ارهابية، فدعنا لا نغضب من ردة فعل جيراننا لإنه سيكون ردا فورياً وقاسياً.

ساكاشفيلي يكذب، والجميع يعرف ذلك و ليس من الصعب معرفة الفرق بين الكلمات والأفعال في السياسة، فكلما زادت المسافة بين هذين المفهومين زاد التناقض و الكذب،كما قال الرئيس الامريكي الراحل "أبراهام لينكولن": "يمكنك خداع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت".

فالسيد ساكاشفيلي استخدم بمهارة عامل التوتر و اسلوب خلق الصدامات مع جارته روسيا ليضمن جلوسه في الحكم لاطول فترة ممكنة، و لكن و مع كل هذا الحقد و الكره الاعمى لروسيا من طرفه و الحرص كل هذه السنوات على تصوير روسيا كعدو للشعب الجورجي ,اتى التغيير من داخل جورجيا نفسها و من خلال انتخابات ديمقراطية قال فيها الشعب الجورجي كلمته ، عندما صوت بعدم الثقة على سياسات ساكاشفيلي ضد البلدان الصديقة المجاورة و صوت لصالح تحالف " الحلم الجورجي" الذي يتزعمه رئيس الحكومة الحالي بدزينا إيفانيشفيلي منهياً بذلك العزلة التي عاشتها جورجيا بسبب سياسات الأرعن ساكاشفيلي.


فجورجيا ستشهد في الـ27 من الشهر المقبل انتخابات رئاسية. ووفقاً للدستور الجورجي لايحق لسآكاشفيلي المشاركة فيها وبالتالي الترشح لولاية ثالثة. وهذه هي الانتخابات الرئاسية السادسة التي ستجري في جورجيا منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في العام 1991، والثانية لزعيم حزب " الحركة القومية الموحدة"، سآكاشفيلي الذي يشغل هذه المنصب على مدى الولايتين الأخيرتين.وتنص التعديلات الدستورية الأخيرة التي أجريت في جورجيا على أن تنتقل السلطة عملياً بعد تنصيب الرئيس الجديد من رئيس الجمهورية إلى برلمان البلاد والحكومة التي ستصبح أعلى سلطة تنفيذية في البلاد.

محمد عودة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات