عبد السلام المجالي التفاهم بين فتح وحماس يبدو أمرا مستحيلا في هذه المرحلة .. وإسرائيل تسعى إلى تغذية الخلافات بين الطرفين حتى لا يتفقا


جراسا -

خاص - اعتبر رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي أن التفاهم بين فتح وحماس يبدو أمرا مستحيلا في هذه المرحلة ، لأن كلا الطرفين وصلا الى الحكم ومن الصعب ان يتنازل احدهما للآخر.


نوه المجالي في محاضرة ألقاها ليلة الخميس ، في منتدى مدارس العصرية إلى أن إسرائيل تسعى إلى تغذية الخلافات بين الطرفين ، حتى لا يتفقا ، وبما يحقق مصلحتهما بعدم وجود شريك فلسطيني يمكن التفاوض معه أمام المجتمع الدولي.

ولفت المجالي النظر الى أن الطرح الذي يسعى البعض الى ترويجه بخصوص الوطن البديل لدى الأوساط الإسرائيلية، يعبر عن شعور موجود لدى شريحة واسعة في المجتمع الإسرائيلي للتخلص من استحقاقات إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني، مشيرا الى انه بعد قيام الدولة الفلسطينية فإن فلسطين لن تعيش بدون الأردن، والأردن لن يعيش بدون فلسطين ، لما يجمع الشعبين الشقيقين من روابط اجتماعية واقتصادية وثقافية راسخة.

و قال ان المجتمعات الغربية التي كانت الداعم الرئيس لإسرائيل طوال العقود الماضية ، بدأت تتغير ولم يعد الموقف الدولي كما كان عليه في السابق ، إذ تقف إسرائيل وحيدة في كونها ترفض القبول بمبدأ حل الدولتين ، وحتى الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة اوباما تختلف عن الادارات السابقة في جديتها ورغبتها بإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين ، وتمسك اوباما بأن السلام في المنطقة يمثل مصلحة استراتيجية عليا للولايات المتحدة الأمريكية.

ولفت المجالي النظر الى ان وصول اليمين المتطرف الإسرائيلي الى الحكم في اسرائيل سيخدم القضية الفلسطينية ويكشف الادعاءات الإسرائيلية تجاه السلام ، داعيا الفلسطينيين الى المناورة السياسية عبر التلويح بإستخدام "سلاح الدولة الواحدة" ، حيث يمثل مجموع الفلسطينيين حاليا 47 بالمائة ، والإسرائيليين حوالي 53 بالمائة ، داخل فلسطين التاريخية.

واضاف ان الأردن اصبح اقدر على خدمة القضية الفلسطينية أكثر بمئات المرات بعد توقيع معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1994 ، التي أمنا من خلالها حدودنا ووفرنا 70 مليون متر مكعب من المياه سنويا ، كما انهينا حلم "تهجير" الفلسطينيين الذي يراود الإسرائيليين ، كما اعفي الأردن من مليارات الدولارات من الديون وزادت المساعدات الدولية للمملكة.


واعتبر المجالي أن تركيز السلطة في يد شخص واحد ومواصلة تطبيق وترسيخ المركزية في الإدارة العامة هو ما يفسح المجال لتسهيل الضغوط واستمرار الواسطة، مبينا ان الواسطة تتزايد في المجتمع رغم كل المحاولات لوقفها وإنهائها من الحياة العامة .

وقال أن اللامركزية من أنجع السبل للقضاء على الواسطة في القطاع العام، في مجالات التعيين والترفيع والنقل ، كما إن اللامركزية تعني إنطلاق السلطة من الشريحة الأوسع وهي المواطن من خلال تأسيس مجالس منتخبة محلية تضع الأولويات وتحدد المشاريع المطلوب تنفيذها في المناطق المختلفة بصورة جماعية.



تعليقات القراء

خوالدة
هذه عوائد السلام يا عبد السلام سلام يا عيني عالسلام
30-05-2009 10:11 PM
الكاتب الصحفي طلال ابوسير
حماس والسلطة الفلسطينية بين الممكن والمستحيل إن احتمالات الحرب في السياسة الإسرائيلية قائمة. ولا ترتبط بتفاعلات إقليمية كبرى وإنما بتهديدات مباشرة بأمن إسرائيل لكن مشكلة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أنها لا تشعر بإطمئنان دون أن تفكر بأن حرباً ما قادمة وكأنها حتمية نتيجة حدوث اختلال واضح في التوازن الاستراتيجي القائم في المنطقة وذلك بوجود تحركات سياسية لإقامة تكتل ضد إسرائيل وتحركات عسكرية تهدد أمن إسرائيل على نحو قد يؤدي إلى سلسلة تصعيد نحو حرب.
من هذا المنطلق كيف يدرك الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني موضوع غزه. وما تأثيرها على إمكانيات التعاون أو الصراع خلال الفترة القادمة. فقد وجد الرئيس محمود عباس نفسه يواجه تشدداً إٍسرائيلياً مركباً فالحكم الإسرائيلي يفتح الأبواب أمام استيطان المزيد من الأرض الفلسطينية ويفرض سياسة من الحصار على الضفة وقطاع غزة. وأن قرار الحكم الإسرائيلي استئناف الاستيطان هو ذروة السياسة المتغطرسة التي أدت بدورها إلى أن تذهب بقياس حماس إلى حد اعتباره إعلاناً من إسرائيل بالحرب واعتباره أيضاً مفجراً لثورة حماس.

حيث من المؤكد أن السلطة الفلسطينية ذاتها هي من نتائج اتفاق أوسلو وهذا يعني أن وجودها مرتبط بوجوده وأن فناءها مرتبط بفشله. وأن المصادر التي أسست عليها السلطة الفلسطينية شرعيتها السياسية هي مصادر منبثقة من الترتيبات الأمريكية الإسرائيلية وليست نابعة من مكونات فلسطينية أو عربية وهذا يعني أن ثورة غزه عند اندلاعها فسوف تكون في مواجهة هذه الترتيبات التي تعد السلطة الفلسطينية جزءاً منها.

بالإضافة إلى أن الممارسات العملية للسلطة الفلسطينية يسهل تصويرها في أذهان حماس والقواعد الشعبية الفلسطينية على أن الكثير منها يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان الفلسطيني ويعد تعاوناً صريحاً مع السلطات الإسرائيلية وهذا بحد ذاته يجعل قدرة السلطة على تحريك الشارع الفلسطيني محدودة وغير ذات فاعلية.
بالإضافة لذلك أن الإطار العربي الذي هيأ أجواء مناسبة لحماس قد تبدل وتغير مع دخول الدبابات العراقية شوارع الكويت في العام 1990 أسدل الستار على تلك المرحلة وبدأت مرحلة جديدة لم تثمر إلا أوسلو.

فهناك التطرف الكامن في العقلية الإسرائيلية إذ تتزايد ميول العنف والتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي وهي تغذي جذور الغضب على الجانب الفلسطيني. وعلى الصعيد الرسمي هناك الاستخفاف الذي تنظر به الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وهو ما يؤدي إلى حالة فلسطينية مقابلة يختلط فيها الشعور بالإحباط مع عمليات قتل المستوطنين مع الدعوة للسلاح مع تقليص مساحات الاعتدال فقد ثبت للرأي العام الفلسطيني والعربي أن حركتي حماس والجهاد وغيرهما من أحزاب المعارضة الفلسطينية لم تكن على خطأ حين رفضت مثل هذا الحل السلمي وحين قاومت من أجل الاحتفاظ بحقها في التمسك بالمقاومة المسلحة كأسلوب مشروع لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي بعد أن جاءت إعاقة السلام من إسرائيل ذاتها وبعد أن تم تجريد السلطة الفلسطينية من الخيارين معاً فلم تعد مدعوة لإقامة السلام ولم تعد قادرة على خيار الكفاح المسلح.

وإجمالاً فإن السلطة الفلسطينية تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية ودفعها للتخلي عن تشددها والمناورة لدفعها نحو تنفيذ الاتفاقيات انقاذاً للسلطة ذاتها من الفشل والسقوط وأما المعارضة الفلسطينية فتهدف من وراء الكفاح المسلح إلى مواجهة إسرائيل والسلطة الفلسطينية معاً وإعادة توحيد الشعب الفلسطيني وراء خيار المقاومة.

30-05-2009 10:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات