في المساء وقبل موعد ذهابها للنوم أبلغتني إبنتي أن غدا صباحا يجب أو أوصلها لمدرستها في سيارة البيت ، وعند سؤالي لها عن السبب لأنها تذهب دائما على الأقدام والمدرسة لاتبعد عن البيت مسافة النصف كيلو متر قالت أن المدرسة طلبت من الطالبات أن يحضهرن جميع كتبهن معهن في اليوم التالي دون بيان الاسباب .
وفي المساء وبعد رجوعي للمنزل سألت إبنتي هل عرفت لماذا طلبت المدرسة منها ومن بقية الطالبات إحضار كل الكتب صدمتني إجابتها التي قالت فيها أن المدرسة قامت بسحب الكتب الجديدة من الطالبات وإستبدالها بكتب قديمة شبه هالكة وذلك يعود لقيام وزارة الرتبية والتعليم بتقديم الكتب الجديدة للطالبات السوريات في المدارس الحكومية التي تدرسهن بنظام الصف المشترك لكافة المستويات وعن طريق صفوف مسائية .
إذا وصل الكرم الأردني الحكومي لدينا بأن قمنا بإستبدال كتب أبنائنا الجديدة بكتب قديمة وإعطينا الكتب الجديدة لطلاب أخواننا السوريين ؟ ، وهنا لابد من سؤال حكومتنا الكريمة جدا ما هو المقابل المادي الذي تقاضته كحكومة من الجهات المانحة إلى الاجئين السورين لطباعة كتب دراسية جديدة لهم ؟ وأنها كحكومة وجدت في عملية الاستبدال تلك نوع من التوفير المالي الذي يؤدي إلى الاحتفاظ بقيمة الدعم نقد في خزينة الدولة الأردنية التي لايعلم المواطن عنها شيء ؟ .
وفي جانب أخر علينا أن نحدد أن هذا الأمر لن يمحى من ذاكرة إبنتي لأنها إكتشفت أن كتابها القديم ينقصه عدد من الصفحات في معظم المواد الدراسية ، وهنا سوف لن تنسى هذا العملية الاستبدالية على مدار العام ،وكم طالب وطالبة في الأردن سوف يعانون من تلك الصفحات الممزقة ؟ ، فكتاب إبنتي الجديد هو حق لها من الحكومة وليس منة منها عليها وإذا رغبت الحكومة أن تكرم فعليها أن تكرم من كيسها أو كيس الجهات المانحة وليس من كيس إبنتي وحقها في كتاب جديد لاتنقصه صفحات ؟ .