هرمجدون ومؤتمر موسكو للسلام !


*أي مؤتمر / اقليمي أو دولي / يهدف عادةً الى تجميع وتوحيد الأرادات والسياسات الدولية و/ أو الأقليمية من أجل التوحد والتمركز باتجاه تحقيق هدف ما , وهو في حالة مؤتمر موسكو الدولي القادم , تحقيق السلام في الشرق الأوسط أو على الأقل دفع عملية السلام - التي صارت بحاجة الى عملية سلام أخرى لتحريكها - قدماً الى الأمام .

*ولمّا كان الأمركذلك - كما يفترض علم المنطق وعلماؤه - فعلى صاحبة الدعوة ان تشرك كافة الأطراف الحقيقية المعنية بالصراع العربي – الأسرائيلي دون استبعاد و/ أو اقصاء أي من القوى السياسية الفاعلة ذات العلاقة والدور المباشر بجوهر الصراع الانف ذكره ... قوى فاعلة من غير الدول NON STATE ACTOPS  مثل حماس وحزب الله ... حيث موسكو على قناعة تامة أنّه بدون حماس لا يمكن الوصول الى حل لمشكلة الصراع – العربي الأسرائيلي , كون حماس تمثل وجهة نظر غالبية الشعب الفلسطيني وهي جزء من الحل لا جزء من المشكلة للتوصل الى الحل المتعارف عليه ... وموسكو / الدولة تنفرد باعترافها بأنّ حماس قوّة حقيقية في الميدان وعلى ارض الواقع  .

*وعلى مؤتمر موسكو أن يكون مختلف من حيث الأسس التي يقوم عليها ,  والنتائج عن آنابولس , بشرط ان لا يقوم بدور ( المحّاية ) التي سوف تمحو نهائيّاً البنود الأساسية لمبادرة السلام العربية , حيث وقف العرب موقف موحد خلفها , حتّى لا يضيع الجميع في متاهات اللعبة السياسية الأسرائيلية واضاعة مزيد من الوقت الحرج , وحتّى على قاعدة احراج الآخر الضارب بعرض الحائط كل شيء .

*اذاً المنطقة الشرق الأوسطية والعملية السياسية فيها المتعلقة بالصراع العربي – الأسرائيلي , شئنا ام ابينا هي تماثل وتساوق أجواء ما قبل حرب تشرين 1973 م التي كانت مصرية – سورية أساساً ( سياسيّاً ).... وتداعيات الأحداث الآن بظل حكومة عصابات متطرفة بالكيان العبري تدفع بالمنطقة بأن تكون مفتوحة على كل شيء الاّ السلام ! وباقي الساحات السياسية العربية الضعيفة ستكون رهينة الأرهاصات والأحتقانات والأزمات الداخلية أحياناً , واحياناً رهينة العلاقة الفلسطينية - الأسرائيلية .

*من هنا يجيىء مؤتمر موسكو للسلام كفرصة أخيرة , كونه من المتوقع أن يكون مؤتمراً ذومؤشرات سياسية وأمنية وعسكرية فارقة لما سيليه ( حرباً أم سلماً ) في الشرق الأوسط الساخن عبر محركه الصراع العربي - الأسرائيلي , لذلك قد تسعى موسكو جاهدةً الى خلق  أفق سياسي أممي - نحو التسوية السياسية في الشرق الأوسط - بحيث يكون لأول مرة اتجاه دولي شبه موحد يضم : روسيا الفدرالية , أوروبا , أمريكا , وآخرين .... وهذا ما يقلق  دولة الكيان العبري / كيان العصابات والتحالفات المتطرفة / تحالف نتنياهو - ليبرمان - باراك – يشاي , ويتم بحثه في دوائر مطابخهم السياسية والأمنية والعسكرية ويجعلهم اكثر تطرفاً وجنوحاً نحو الكوارث بالمنطقة .

*وتؤكد موسكو لكافة الأطراف المعنية , أنّ المؤتمر يعقد  على أساس مفهوم حل الدولتين على الآراضي المحتلة لعام 1967 م  وعلى أساس المرجعيات الدولية ذات العلاقة والصلة  وعلى مبدأ الأرض مقابل السلام , وليس السلام مقابل السلام أو بعض الأرض مقابل السلام , وان بيانه الختامي سيتضمن جدول زمني يحدد المهام والواجبات والمسؤوليات التفصيلية المتعلقة بعملية انجاز السلام ,  وسيكون بلغة واضحة ومحددة بالصياغة والألفاظ ... على أن يأتوا قادة الكيان العبري الى موسكو وهم يمحون ما تعشعش طويلاً في اذهانهم على حركة التاريخ , مشروع دولة الرب اليهودي أو ( هرمجدون ) كما يحلو للمعتوه ابن المعتوه جون بولتون النطق بها .

*ولا بدّ من التحذير من أي ضغوط / أمريكية أو اسرائيلية أو اخرى / تمارس على موسكو من الآن  لأستبعاد كل من حماس وحزب الله من حضور المؤتمر , لأنّ ذلك سوف يؤدي الى عزلة المؤتمر نفسه خاصةًً عن موضوعات الأجندة التي ينعقد المؤتمر من أجل نقاشها  , لا عزلة هذه القوى السياسية الفاعلة , عن المجتمع الدولي والبيئة الأقليمية الشرق الأوسطية..... ونعتقد أنّ موسكو لم ولن تستجيب لمثل هكذا رؤى قاصرة تختبىء خلفها أجندات دولية واقليمية تبحث عن مصالحها الضيقة بالمنطقة ولو على حساب حقوق الشعوب في الحريّة والتحرر والأنعتاق من الهيمنة ... فسبب مشاكل العرب خاصةً , والعالم عامةً يعود الى دسائس أمريكا والصهيونية العالمية , ومن جهة أخرى , ستدرج موسكو المشاكل الحقيقية ضمن أجندة المؤتمر وعدم تغيب أطراف الصراع الحقيقية , كون فكرتها من عقد مؤتمر موسكو للسلام يتمثل في جمع كل الأطراف الأقليمية المتخاصمة : فتح , حماس , اسرائيل , سورية , لبنان , حزب الله .... حيث تريد وبقوّة  روسيا من أن يكون صوتها مسموعاً لتتجاوز مسألة التناقضات العربية والدولية والأقليمية العميقة .

*وتبذل موسكو جهوداً لتجنب وقائع مقتل مؤتمرها القادم / في حال عدم تبنيها وهي :

مسألة حل الدولتين في فلسطين التاريخية المحتلة , مسألة الأحتلال الأسرائيلي للجولان السوري – العربي المحتل , حيث يمثل أحد المشاكل الميدانية ويجب ان يكون في اجندة المؤتمر وهذا ما اكد عليه فخامة الرئيس السوري بعد لقائه وزير الخارجية الروسي مؤخراً , قضية القدس , قضية اللاجئين والنازحين في الشتات الفلسطيني , حدود الدولة الفلسطينية , وحدود الكيان العبري , موضوعة المياه , مزارع شبعا اللبنانية بما فيها قرية الغجر .

*فنتائج لقاء بيبي – أوباما , تظهر بجلاء مبلج أنّ لا آفاق سياسية حقيقية لحل الصراع بالمنطقة وسيبقى الجميع يدور في حلقة مفرغة , كما يؤكد أنّه من الصعب دفع عملية السلام قدماً في الشرق الأوسط , خاصةً وأنّ الأمريكان  متوحدون بتمركز على مصلحة الدولة العبرية , دون الأخذ بالأعتبار لمصالح وحقوق العرب والمسلمين والفلسطينيين في المنطقة وخاصةً فلسطين المحتلة والقدس الشرقية والمسجد الأقصى .... فهم / أي الأمريكان / ورغماً عن انفسهم ورئيسهم غير قادرين وغير فاعلين لوحدهم لحل الصراع – العربي الأسرائيلي , فهناك قوى مؤثرة في السياسة الدولية يتم اقصائها ... فلجنة الرباعية الدولية للتعامل مع الصراع العربي – الأسرائيلي , تعمل واشنطون على استبعادها وتهميشها , اللّهم الاّ ممن يملكون المال اللازم والوفير / الأوروبيون /  فهم يوظفون هؤلاء لدفع الأموال لأعادة بناء غزّة والضفة الغربية مثلاً , باعتبارهم ( بقرة حلوب ) !.

 *فحماس موقفها بات يتسم بالمزيد من الواقعية السياسية ( غير المفرّطة ) وباتت حماس على طريق فك طوق العزلة الدولية عنها ..... وحماس ليست القاعدة ولا بدّ من اشراكها في العملية السياسية الجارية للوصول الى حل متوازن و واقعي يرضي كافة الأطراف .... والغرب الآن يسعى الى اعادة انتاج موقفه من حماس عبر تصحيحه واجراء مباحثات سريّة ومعلنة معها ... كما انّه مشاركة الحكومة اللبنانية القادمة وبعد الأنتخابات , بوجود ممثلين لحزب الله فيها أمر وارد وبقوّة , وعلى المجتمع الدولي ان لا يكرّر الأخطاء التي ارتكبت عقب فوز حماس في الأنتخابات الفلسطينية ..... وموسكو مستمرة بالأتصال مع حماس وتعمل على اقناعها بالتركيز على الخطوات التي تتفق وتستجيب لمصالح الشعب الفلسطيني , بما فيها تحقيق وحدة الصف الفلسطيني .

*وسيشارك في هذا المؤتمر كل أعضاء اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط وأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامي , وممثلوا الجهات المانحة ودول أخرى تقدم دعماً ماديّاً وانسانيّاً أو حتّى معنويّاً للتسوية السياسية بالمنطقة .... فمؤتمر موسكو القادم يشكل / كما اسلفنا / نقطة فارقة لما سيليه / حرباً للتحريك  أو سلماً ! .

Mohd_ahamd2003@yahoo.com

عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية


 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات