إنحراف مسار الثورة السورية .. !!


بين ظلم النظام وإجرام المجموعات المتطرفة يضيع الحلم السوري بالحرية والكرامة والعيش الكريم، فالثورة السورية التي انطلقت لتحقيق اهداف معينة تهم المواطن السوري، سرقت وجيرت لأطراف أخرى وزاد على ذلك سياسة النظام في التعامل مع تلك المطالب التي قوبلت بالقمع والاعتقال

الأحداث الأخيرة في مدينة معلولا السورية في القلمون بدمشق هي خير دليل على تفشي ظاهرة التطرف ممثلة بالجماعات السلفية الجهادية من جبهة النصرة وكتيبة أحرار القلمون الذين عاثوا فساداً في معلولا وارتكبوا فيها أبشع انواع المجازر بحسب اهالي المدينة وما زاد الطين بلة تعامل النظام مع تلك الأحداث وقصفه لمعلولا ما أسفر عن هدم وحرق واحدة من الكنائس

وفي حلب أيضاً نشر بعض الناشطين صوراً لإمرأة ربطت وعذبت في العلن من قبل جماعة متطرفة وذلك لارتكابها ذنباً ما وغيرها الكثير من الأعمال في الرقة وبعض المدن والبلدات، كل تلك الأعمال تطرح تساؤلاً حول حقيقة هذه الجماعات التي تضم سوريين وأجانب من دول اخرى وعن مدى انتشارهم في سوريا

أفعال هذه الجماعات لا تبرأ ولا بأي شكل من الأشكال افعال النظام اللاانسانية بحق الكثير من المدنيين لكنني هنا في إطار الحديث فقط عن تلك المجموعات، وعن مصيرها ما بعد سقوط الأسد، تساؤلات يطرحها الكثير من مؤيدي الثورة السورية اللذين اعتبروا دخول هؤلاء ودعمهم للثورة انتصاراً في بداية الأمر بل هللوا لهم واعتبروهم جزءاً لا يتجزاْ منها

لكن ما انفكت إلا وبانت هذه الجماعات على حقيقتها ، بحيث بات لا يستطيع احد ايقافها، بل بات الصراع على الأرض بين هؤلاء وبين قوات النظام من جهة وبين الكتائب المعتدلة نسبياً من أفراد الجيش الحر، لكن السؤال الأهم حول مصير هذه الجماعات بعد سقوط الأسد، وما المقابل التي ينتظهره هؤلاء من الدولة السورية القادمة؟!

الثورة السورية خسرت الكثير من مؤيديها بسبب ارتفاع التطرف بين أفراد المسلحين ما شوه الثورة واهدافها، فالثورة يجب أن تشمل كل طوائف المجتمع السوري وأن لا تكون حكراً على فريق معين، وما زاد من الكره لتلك الجماعات هو الدعم الأمريكي لها مما طرح علامات استفهام عدة حتى شبهها البعض بالقاعدة حين دعمتها واشنطن في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي

أعتقد ان الثورة السورية تعيش مأزقاً سياسيا يتمثل في فشل سياسي تمثله المعارضة في الخارج تحت مسمى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وفشل على الأرض تمثل بعدم توحد كتائب وألوية الجيش الحر المعتدلة، واخيراً وجود جماعات متطرفة سيطرت على المشهد العسكري على الأرض ما أفسح الساحة امامها لتسيطر على المناطق المحررة من النظام وتطبق شريعتها الخاصة بها على أحرار الشعب السوري

وتكمن المفارقة في أن تلك الجماعات تؤيد وبشدة الضربة الأمريكية لسوريا ونظامها، ما يطرح تساؤلات كثيرة حول الأيدولوجيا والمبادىء التي يؤمن بها هؤلاء فمن جهة يكفرون الغرب وأمريكا ومن جهة أخرى يستعينون بها وبسلاحها لضرب عدوهم الأسد، فهل الغاية تبرر الوسيلة وماذا عن المبادىء الدينية والشرعية واعتبار امريكا حليف إسرائيل في المنطقة وعدو العرب الأول والأخير



تعليقات القراء

عهود
مقال منسوخ من جريدة لبنانية
رد بواسطة وعود
إختصري وبلا فلسفة
28-09-2013 11:53 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات