غضبة أوبما لمن ؟؟؟


نحن نعلم السياسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وتجاه العالم بأسره ، هدفها الوحيد دائماً المحافظة على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة وفرض هيمنتها وجبروتها على مختلف الدول العربية والعالمية والمحافظة على ربيبتها اسرائيل .

لم تكن غضبة الرئيس الأمريكي لملاين المهجرين ومئات الألوف من القتلى والمعتقلين ولا إلى أرواح شهداء الكيماوي من أطفال ونساء ، بل كانت غضبة الرئيس من أجل تنامي المخزون الكيمائي الذي يخشى وقوعه بأيدي الجيش الحر أو ما يسمونه بالمتطرفين لضرب إسرائيل التي تعتبر الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية التي تربطها مصالح ومطامع كبيرة إلى جانب وجود دولة الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة وهي الدولة التي وصفها أحد وزراء الدفاع الأمريكيين السابقين بأنها (حاملة الطائرات الامريكية التي لاتغرق) معبراً عن عمق العلاقة ومتانة التحالف الذي يربط الكيان الصهيوني بإمريكا والذي جعل الولايات المتحدة تعتبر حماية هذ الكيان وضمان أمنه هو من اولويات السياسة الامريكية في الشرق الاوسط ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم والولايات المتحدة تسعى بكل الوسائل والطرق غير المشروعة الى بسط نفوذها وهيمنتها العسكرية والاقتصادية على دول المنطقة عبر استراتيجية طويلة المدى وكان لانتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي الاثر الكبير في افساح المجال للولايات المتحدة كي تحقق استراتيجيتها في الشرق الاوسط وتعربد في المنطقة كيفما تريد مستغلة لأي نزاع او توتر قد يحدث بين دول المنطقة لزيادة سيطرتها ونشر المزيد من قواتها للسيطرة على الشرق الاوسط ونهب ثرواته وموارده .

لا شك بأن الولايات المتحدة قد لعبت الدور الرئيسي الفاعل باقتدار ذاخر بالمؤامرات في هدم الإمبراطورية السوفيتية وهو درس استوعبته القيادية الروسية الحالية جيدا خاصة في ظل قيادة رجل مخابراتها الثعلب القطبي فلاديمير بوتين ، وهو ما لابد سيترك آثاره السلبية قبل الإيجابية على القرارات المصيرية لروسيا .

لا شك أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها العديد من الأسباب التي تدعوها لتسرع من تنفيذ مخططاتها الرئيسية لتنفيذ حلم السيطرة على العالم ، بل وتوحيد إدراته الفيدرالية تحت قيادتها منفردة ، سواء كان من يديرون الولايات المتحدة بالفعل من اليهود أو من ينتمون للصهيونية العالمية المعاصرة والتي تحوي داخلها كاثوليك اليهود والمسيحيين المؤمنين بضرورة سيطرة أبناء صهيون على العالم قبل نهايته .

إن الولايات المتحدة لا تزال بارزة، إلا أن شرعية وفعالية وديمومة قيادتها موضع شك بشكل كبير على مستوى العالم، وذلك بسبب تعقيد تحدياتها الداخلية والخارجية ، كما يرى أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن ينافس ليكون القوة العالمية الثانية، لكن ذلك يتطلب اتحاداً سياسياً متيناً أكثر، مع سياسة خارجية مشتركة وقدرة دفاعية مشتركة ، ويجد أن أي تصنيف متسلسل للقوى الرئيسة الأخرى وراء القوتين الأوليتين غير دقيق، فأي قائمة لابد أن تتضمن روسيا، اليابان، والهند، بالإضافة إلى القادة غير الرسميين للاتحاد الأوروبي بريطانيا العظمى، ألمانيا، فرنسا .

يبدوا بأن الرئيس الامريكي الذي بدا متذبذبا في البداية، الا انه بعد ذلك بدأ بالصرامة نتيجة الضغوط الدولية وخاصة الاسرائيلية التي تعتبر نفسها المعني الاكبر باقناع اوباما بضرب سوريا لتدمير الاسلحة الكيماوية التي تعتبرها خطرا عليها.

ان باراك اوباما الذي تعهد بضرب سوريا وتوجهه لاقناع الكونغرس والشعب الامريكي في هذا الشأن يدل على ان قرار الحرب صعب جدا، واراد اشراكهم في اتخاذ هذا القرار المهم، اوباما شعر انه في ورطة ولا يريد توريط امريكا مجددا في اي حرب، الا انه على ما يبدو يفضل عدم اقدام الولايات المتحدة على ضرب سوريا، وخاصة اذا وجدت اي حلول سياسية مقبولة من الممكن التوصل اليها مع روسيا، لانه يدرك مخاطر اندلاع حرب في هذه المنطقة والتي يعارضها الكثير من الامريكيين الذين ما زالوا يعانون من نتائج الحرب على العراق وافغانستان وخاصة على الصعيد الاقتصادي.

إن جميع الاطراف تبحث عن حل سياسي مناسب لأن الحرب ستكون كارثة على الجميع، ان تدمير الاسلحة الكيماوية بواسطة ضربة عسكرية أو عن طريق فرض مراقبة دولية عليها وتدميرها بعد ذلك، فإن المستفيد الاكبر من تحييد هذه الاسلحة بغض النظر عن طريق الحل السياسي ام العسكري هي اسرائيل، لان الاسلحة الكيماوية هي المشكلة وليس الضحايا السوريين الذي يقتلون وتدمر بيوتهم منذ سنتين ونصف وقد دفعوا الكثير من فواتير الدماء من أجل الحرية والعيش بكرامة .

تكمن الأن المشكلة الحقيقية في آمرين لا ثالث لهما الأول تسليم جميع الأسلحة الكيمائية السورية وتدميرها ، وتخلي النظام السوري الحالي عن السلطة ومحاسبته على كل الجرائم والمجازر التي ارتكبها ضد الشعب السوري الباسل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات