جراسا -

16 لقبا كرويا خرج من العاصمة إلى الشمال خلال 65 عاما

 لعل نظرة فاحصة في سجلات شرف المسابقات الكروية المحلية الرسمية الاربع الخاصة بالكبار، تشير الى ان حصاد الاندية الممتازة من شمال المملكة من الالقاب لم يكن بالحصاد المثالي على الاطلاق، واقتصر الانجاز خلال 65 عاما "منذ انطلاق المنافسات المحلية عام 1944" على 16 لقبا فقط، ذهب معظمها لفريق الرمثا الذي كان يسمى في سنوات خلت بـ"غزلان الشمال"، ويعد الفريق الوحيد من بين أندية الشمال من نال الالقاب الاربعة، وحل بالتالي خلف فريقي الفيصلي والوحدات وسبق فريقي الجزيرة وشباب الاردن، كون هذه الفرق هي التي تذوقت حلاوة الفوز بكافة الالقاب.

فقد فاز الرمثا بلقب الدوري الممتاز مرتين عامي 1981 و1982 وفاز بلقب بطولة الكأس مرتين عامي 1990 و1991 وبلقب كأس الكؤوس مرتين عامي 1983 و1990، وبطولة درع الاتحاد 5 مرات اعوام 1989 و1990 و1993 و1996 و2001.

أما فريق الحسين اربد، فعانى من "عقدة الوصافة" لا سيما في بطولة الدوري الممتاز التي لم يستطع الفوز بلقبها أو بلقب بطولة الكأس، فيما فاز بلقب كأس الكؤوس مرة واحدة عام 2003 ولقب درع الاتحاد مرتين عامي 1994 و2005، فيما فاز العربي بلقب كأس الاردن عام 1986 ويكون اول فريق من الشمال يخرج لقب الكأس من العاصمة، بعد ان كان الرمثا اول فريق من الشمال يخرج ألقاب الدوري وكأس الكؤوس ودرع الاتحاد من العاصمة.

لكن الرمثا اليوم ليس الرمثا الذي صال وجال محليا وآسيويا، فهو يعود من تجربة هبوط قصيرة عصفت به في الموسم 2007/2008، وحولته من فريق كان منافسا على الزعامة الى فريق يطلب الثبات ويقنع بمركز متأخر، وعلى نفس الدرب يكاد يكون فريق الحسين الذي عرف بـ"غزاة الشمال"، فالموسم الماضي كان سيئا بالنسبة لـ"الاصفر" وكاد الفريق يهبط لولا انه تدارك نفسه في اللقاء الاخير ليفلت من بطاقة الهبوط الوحيدة التي نالها مكرها فريق شباب الحسين.

وفي الموسم الجديد الذي سينطلق في 12 تموز (يوليو) المقبل، ستكون نصف الفرق من شمال المملكة، أي بمعنى "نصف دزينة" من الفرق تبحث عن مكان لها في صورة المنافسة الحقيقية، وهي فرق الرمثا والحسين والعربي وكفرسوم واتحاد الرمثا والكرمل، لكن الرمثا ومن بعده الحسين اربد سيكونان الاقرب الى الاهتمام الكبير، فالرمثا له قاعدته الجماهيرية الكبيرة التي تزداد اتساعا كلما ازدادت نتائج الفرق ايجابية.

إشارات عديدة خرجت من الرمثا الذي انتخب ادارة زكى فيها رئيس النادي عبدالحليم سمارة لمرحلة جديدة، لكن الرمثا يجب ان يدرك بأن استحقاقات المنافسة على اللقب تتطلب من اللاعبين بذل الجهد والمثابرة ومن ادارة النادي توفير الدعمين المادي والمعنوي، ومن الجماهير الصبر والمؤازرة والابتعاد عن المخالفات التي من شأنها ان ترهق كاهل النادي ماديا، كما ان الرمثا يفترض ان يترك الماضي خلف ظهره لا سيما عندما يتعلق الامر بالاعتراض على قرارات الحكام ويلتفت للمستقبل، حتى لا يبقى رهينة لهاجس "الاستهداف التحكيمي".