بين الأزهر والإخوان .. قصة دين .


ما يحير الفرد المؤمن "؟؟" هذه الأيام هو حجم التناقض الكبير في الخطاب الديني العربي والكيفية التي أصبحت عليه علاقة الدين بالدولة وبثورات الربيع العربي وبالتالي في الشعب ، وفي قراءة لهذا الخطاب الديني نجد أنه لايخرج عن ثلاثة محاور رئيسية تصب جميعها في نقطة واحدة فقط وهي أن الدين لم يعد لله ولا للشعب بل لمن يتصدروا المشهد في هذا الخطاب .
إخوان مصر وينعكس موقفهم بالتالي على بقية إخوان العالم العرب منهم والعجم إختصروا الدين بشخص الرئيس مرسي ورموز الإخوان القيادية ، وتمحور موقفهم هذا بعودة الرئيس أو إعلان الحرب على بقية من يشاركهم بالدين وليس بالرب لأن الله ليس واحد عند الجميع ، ورجال دين السلطة السياسية كذلك إختصروا الدين بشخص الرئيس الحاكم سواء ملك أو زعيم وإن بقاء هذا الملك او الزعيم هو دلالة على بقاء الله عندهم في العقيدة وبذهابه يذهب هذا الإله ليتجسد في شخصية أخرى إما أن تأتي بالوصاية أو بالقوة ، وهذا الفصيل هنا يخشى على إنتهاء قصة الله لديه بمجرد دخول العلاقة بين الشعب وهذا الحاكم من باب الديموقراطية ويصبح لديهم ألهة كثر ولايعرفون لمن يقدمون الطاعة .
ورجال الدعوات سواء السفلية أو الجهادية إتخذوا لهم أكثر من إله وبناء على عدد القيادات أو الزعامات التي إمتلك الفكر والقدرة على التنظير ، ومنحوا أنفسهم الحق بتطبيق حد الله في الأرض كديليل نفسي لهم على قدرتهم على تطبيق شريعة ربهم في أرض ليست أرضهم والصور المتناقلة على مواقع التواصل تؤكد هذه الحقيقة التي وصل إليها هؤلاء .
وبعيدا عن هذه الثلاثية الفكرية وعلاقتها بالدين وبالتالي علاقتها مع الله ما يزال رجال حارتي يغادرون منازلهم صباحا وعند صلاة الفجر لأدائها من باب أنها مقياس مهم لقوة الدين لديهم وإكتفوا بأن أصبحت علاقتهم مع الله شخصية جدا ولايسمحون لأي من الثلاثة السابقين أن يتدخل بها .
وما سبق هو قراءة لما ذكر على صفحة وزارة الخارجية المصرية بعد حادث إغتيال وزير الداخلية الذي أعتبرت فيه الدولة المصرية بذراعها الأمني أن الأزهر الشريف هو من يمتلك الحق بتمثيل الله ودينه في الأرض والأخرين هم مجرد أتباع للشيطان سواء تمثل بشخص المرشد أو بشخص إبن لادن أو بقية الرموز الدينية التي رضيت على نفسها أن تضع السلطان بينها وبين الله وهي تؤمن بأن ذلك ليس من باب الشرك في شيء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات