هذا ما قاله المطرب المصري علي الحجار في أخر أغانيه الوطنية بعد سقوط حكم الإخوان وعودة حكم العسكر ؟ ، مفارقة كبيرة تطرحها كلمات هذه الأغنية وهي تؤكد على أن مصر أصبحت مصرين ولايمكن أن يجتمعا معا تحت سماء وفوق أرض أم الدنيا ومصر النيل .
وبمجرد أن يخرج هذا الكلام من قبل مطرب مصري فهو يؤكد على حجم الكارثة التي أوقعت مصر نفسها فيها وكيف سيكون عليه مستقبلها ، والشعب المصري عرفه التاريخ أنه يجمع بالطبل ويفرق بالعصا وفكيف إذا كانت عصا عسكر وغناء مطرب عرف عنه في زمن مبارك بأنه نسر مصر الطائر لقوة صوته ورجولته .
ولم تكتفي مصر بمهزلة الفضائيات " الرداحة " والهبوط الحاد للإعلام المصري بعد أن تربع لسنوات على عرش الاعلام العربي كمدرسة وكفاءات وإنتهى به الأمر بصناديق بلاستيكية يجمع بها كل أصناف العنصرية والطائفية والحقد وكراهية الأخر وإن كان أخيك أو جارك أو من يعترض معك بالرأي فقط .
والمطرب علي الحجار إستفاد من اللقطات التلفزيونية للإعلام المؤيد للعسكر أثناء الانقلاب ليرسم للمشاهد مصر كما إريد لها أن تكون وليس مصر الحقيقة والواقع ، ولايمكن المرور عن كلمات هذه الأغنية مرور الكرام لأنها تمثل مرحلة حاسمة ومفصلية في الطرح الفكري السياسي الشعبي المصري والذي سيؤدي إلى مرحلة جديدة من تاريخ هذا الشعب الذي رفض أن يحكم بالديموقراطية وتغتنى لعودة العسكر ، وهنا لايعني هذا الكلام أننا مع الإخوان بل يؤكد على حقيقة هي أن الديموقراطية تقتضي أن تؤمن بنتائج صندوق الإقتراع وتراقب الأخر وتنتظر اللحظة التي يعاد بها القرار للشعب وايظا عبر صناديق الإقتراع .
والحقيقة الأخرى التي تؤكدها كلمات هذه الأغنية نشرها عبر وسائل الاعلام المختلفة تؤدي إلى أن لارقابة في مصر اليوم على أي شيء بخلاف من يقول أن الإخوان حكموا مصر لأقل من عام وبالتالي لابد من شطب هذه الفترة الزمنية من تاريخ مصر بأية وسيلة كانت وإن حوت تلك الوسيلة العوامل الرئيسية للإنهيار مصر الكامل .