ازدواجية السياسة الاميركية الغربية والكيل بمكيالين !!!


لم يعد بخاف على اي مواطن عربي هذه الايام ماتقوم به امريكا والدول الغربية من ازدواجية في القرارات السياسية تكرس مبدا الكيل بمكيالين , وواهم كل الوهم من اعتقد للحظة ماء ان العدالة تاتي من الغرب وان امريكا تسعى لانصاف المضطهدين بالعالم , فالمشرع الامريكي يعتقد بل يؤمن بأن المظلوم والمضطهد هم صهيانة العالم فقط وان باقي الخلق هم الظلمة والقاتلين , فلا استغراب لما يقومون به هذه الايام بذريعة حماية المضطهدين والمظلومين على اعتبار ايمانهم المطلق باسرائيل والقضية الصهيونية المزعومة , ولتسليط الضوء على مفارقاتهم بالتعامل مع قضايا المنطقة يجب تدارس الامور التالية :

اولا: عندما يتحدثون عن السلام في الشرق الاوسط فانهم لا يتعاملون بتجرد تام بجوهر القضية بل يستقرئوا المطالب الصهيونية للكيان الاسرائيلي ويعتبرونها اساس الحوار في المنطقة , ولذلك وبما ان شعوب المنطقة تؤمن ايمانا مطلقا بعدالة قضيتهم ومطالبهم الشرعية فان الطريق امام الحلول دائما ماتكون مسدودة , وهذا واضح وضوح الشمس كما هو الحال بالحوار الفلسطيني الاسرائيلي , فامريكا دائما ما تعزي توقف المفاوضات لتقصير الجانب الفلسطيني باستمرارية المفاوضات .

ثانيا: هم غالبا ما يبدئوا حروبهم في المنطقة بتوجيه الراي العام العربي للقضية جوهر الصراع الا وهي القضية الفلسطينية بذريعة مواصلة محادثات السلام بالشرق الاوسط وهذا حدث قبل تدمير افغانستان وقبل تغيير النظام وتدمير العراق وهاهو اليوم واضح جدا بمؤامرتهم على سوريا العربية حيث ارسلو قبل شهرين تقريبا جون كيري للمنطقة بحجة احياء عملية السلام وكنا قد اشرنا لخطورة تلك الخطوة مسبقا, والغاية العامة من تلك الممارسات هي ايهام المواطن العربي بالشرق والغرب بنزاهة القرار الامريكي وانحيازه للنظام والسلم العالمي مخفين بنفس الوقت نواياهم السيئة بتدمير الشعوب العربية .

ثالثا: يتحدثون دوما عن محاربة الارهاب واجتثاثه ويقومون بممارسات مناقضة تماما من خلال نشر الارهاب والارهابيين بالدول العربية لاضعافها وتمزيقها ثم الانقضاض عليها بحجة حماية المدنيين كما هو يحدث الان بسوريا من خلال قرارهم الجائر بتشكيل حلف للعدوان وضرب قوات النظام هناك , وكما كان من قبل بليبيا والعراق .

رابعا: لايهتمون بالشأن العربي وبقضيتهم الجوهرية فيكون الاهتمام خارج اجماع قراراتهم السياسية سواءا الامريكان او باقي الدول الغربية وهذا واضح بما يخص القضية الفلسطينية التي هي اساس النزاع وعدم الاستقرار بالمنطقة , فيتراوح قرارهم تارة بين انزال اللوم على الفصائل الفلسطينية وتارة بين اظهار اسرائيل كدولة مظلومة وهذه الممارسة المزدوجة تكرس قيام الكيان الصهيوني بالاستمرارية بالاحتلال وتغيير معالم الارض الفلسطينية لانها قد اخذت الضوء الاخضر من القرارات الامريكية والغربية بمواصلة نهجها التعسفي بالمنطقة .

خامسا: عندما يتعلق القرار بالعدوان وتدمير دولة عربية يتجلى خطابهم الاعلامي بالتصعيد حتى يكاد يرقى لقرار سياسي عندها يصورون البلد العربي المنوي ضربة وتدميره على انه مؤثر هام وخطير على امنهم القومي كما يحدث الان بما يتم تخطيطه ضد النظام السوري العربي القومي , بينما يحاولون افشال اي اجماع دولي عندما يتعلق الامر بادانة اسرائيل وعمليات القتل والتدمير للارض والانسان بفلسطين .

وخير مثال على الازدواجية بالتعامل مع قضايا المنطقة هو ما نشهده اليوم من احداث على القرار الامريكي الظالم بضر سوريا العربية, حيث كانت تحركات وزير الخارجية الامريكي الذي جاء بالامس القريب لاحياء السلام بين الفلسطينين والاسرائيلين وتركهم على طاولة المفاوضات الظالمة وبعدها توجه بكل قوة وعنف لتحريك مسار الضربة العسكرية المنوي توجيهها للنظام العربي السوري حتى انه يكاد بخطابه امام الكونجرس من التوسل من اجل الضربة بينما تخلو كواليس الكونجرس من اي ادانة للكيان الصهيوني الغاشم الذي هو من حرض امريكا والغرب على العدوان المحتمل على اخر معاقل القومية العربية بسوريا , فهكذا هم قضاينا العادلة تترك على الطاولة عندهم ورغبات اسرائيل تحرك لها كل الصواريخ والطائرات بالسرعة القصوى .........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات