نجوم الكرة يحثون الخطى لجمع الثروة ونيل الشهرة!


جراسا -

لاعب الأمس كان نجما مثاليا يعطي الكثير ويقبل بالقليل


ساق الله على ايام زمان".. بهذه الكلمات تجسدت ردة فعل احد نجوم الكرة الاردنية الذين صالوا وجالوا في الملاعب، لكن التاريخ لم ينصفهم بالكامل، ولم يعد أحد يذكرهم ويتغنى باسمهم وجمالية عطائهم.

أستذكر هذا النجم الذي أعزف عن ذكر اسمه احتراما لرغبته في ذلك، وأميل الى المقارنة بين الامس واليوم، بين جيل "نحت في الصخر" وغابت عنه "الهالة الاعلامية" واكتفى بمحبة الجماهير ولم يغنم من المال الا القليل، وبين جيل جديد ما ان يرى صورته في الصحيفة أو يسمع كلمات مديح من متفرج، الا ويصبح مثل "الطاووس" يسير في الشوارع والازقة متفاخرا ويتحدث مع الآخرين "من أنفه"، وينال من المال في عام ما لم ينله لاعبون أفضل منه حالا في اعوام عديدة.

هل أصبح الجشع الى هذا الحد عند لاعبي الكرة، أم أن المسألة مرتبطة بواقع معيشي صعب تحاول من خلاله غالبية اللاعبين استثمار الفرص المتاحة لتحسين ظروف معيشتهم وامتلاك ما يمكن امتلاكه من مال، طالما ان "العمر الافتراضي" للاعب في الملاعب قد لا يزيد على عقد من الزمان، ولذلك وجب "اغتنام الرياح ان هبت"؟.

ما الذي يجعل اللاعب الذي يمكن التعاطف معه بشأن رغبته في استثمار شهرته ونجوميته وتميزه بالحصول على عقد احترافي مع نادٍ، أن يصبح كثير المطالب مع منتخب بلاده، وهل يعقل ان 20 دينارا في اليوم "بدل تدريب" مع منتخب الوطن لا تكفي، مع ان اللاعب هذا يحصل في ذات الوقت على راتبه الشهري من ناديه وربما سلسلة من الرواتب الاخرى من جهات حكومية وأهلية، مع ان الاحتراف يفرض عليه ان يكون متفرغا للعب فقط، وهل يفترض ان تكون هناك مكافأة للاعب بعد فوز المنتخب أهم من مكافأة محبة الوطن وجماهيره الوفية؟.

ليس من قبيل المزايدة لا سمح الله، ولكنني اجد مبالغة من قبل بعض اللاعبين في التعامل ماليا مع المنتخب الوطني، الذين يفترض ان يفتخر ويقاتل كل لاعب منهم لنيل شرف ارتداء هذا القميص الرائع، وأن يعلم اللاعبون في ذات الوقت بأن المكافأة المالية مهما ارتفعت قيمتها لن تكون في اي حال من الاحوال مجالا للمقارنة مع فرحة متفرج يرى علم بلاده يخفق في الاعالي بعد تحقيق فوز غالٍ.

واتحاد الكرة ليس "بنكا" ولا "مغارة علي بابا" كلما أراد شيئا، ما عليه الا القول "افتح يا سمسم" فتنهمر الاموال والعطايا.. اتحاد الكرة لا يملك الكثير ليعطيه للمنتخبات والاندية والمدربين والاداريين واللاعبين والحكام وروابط المشجعين، فارحموا هذا "العزيز" الذي يئن تحت وطأة الديون والمطالبات والالتزامات.

عودة على بدء.. كان اللاعب في عقود خلت يلعب من اجل الكرة والمتعة ورفعة شأن النادي والمنتخب ويكتفي بالقليل ومحبة الجمهور، وكانت "كاسة الشاي بالحليب" مكافأة عظيمة ينالها اللاعب بعد المباراة، واليوم تغيرت الاحوال كثيرا "زمان أول حول"، وأصبح اللاعب يسأل عن الراتب والمكافأة قبل ان تنزل من جبينه حبة عرق واحدة، بل يفاخر بعضا من نجوم اليوم، انهم من رواد المقاهي الشعبية والحديثة وربما الاندية الليلية... فعلا "ساق الله على ايام زمان".
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات