المرحلة الحالية صعبة فأين رجالها؟


يعيش الأردن مرحلة صعبة وحرجة بوجوده في قلب منطقة مضطربة ، ما أن يهدأ فيها بركان حتى يثور فيها بركان آخر، فما بين الأزمة في الشقيقة مصر وضربة امريكية منتظرة لسوريا ، يعيش الأردنيون حالة من القلق والارتباك نظراً لعدم قناعتهم بمقدرة الحكومة ورجال النظام على إدارة مخاطر المرحلة الصعبة و الحرجة التي يعيشها الأردن والمنطقة العربية.

لقد أثبت رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ترسخ الغباء السياسي في حكوماتنا المتعاقبة ، فبدلاً من أن يبث الطمأنينة بين ارجاء الشعب الأردني و خاصة في هذه المرحلة ، يستمر في استهتاره بكرامة الأردنيين ويضغط عليهم برفع الأسعار ، بدلا من أن يؤجل ذلك حتى يتجاوز الأردن هذا الظرف الاقليمي الذي لا يعرف غيرالله عز وجل أبعاده.

فبقاء هذا الشخص في سدة رئاسة الوزراء خطأ كبير ترتكبه القيادة ، فلا فرق بين السيسي وعبد الله النسور سوى الرتب العسكرية ، فإذا كان انقلاب السيسي المصري على شرعية الرئيس محمد مرسي – فرج الله عنه وعن أهل مصر كربهم – أدخل مصر وأهلها في أتون حرب أهلية ، فإن النسور انقلب على الملك و على خطابه المهم في تخريج الفوج السادس والعشرين من طلبة الجناح العسكري في جامعة مؤتة ، عندما أكد الملك ان العدالة مطلب شعبي أردني ويجب على الحكومة أن تحققها ، فما كان من النسور إلا أن فعل عكس رغبة الملك فضرب بالعدالة عرض الحائط وفعل ما استنكره على غيره ، فعين نسيبه مديراً عاماً للاقراض الزراعي متجاوزاً المستحقين لهذا الموقع ، كما خرج علينا بتعديل وزاري أكد فيه أن مصالحه الشخصية هي من تقوده لا مصلحة الوطن , وأبقى فيه نضال القطامين زوجاً لوزارتين.

كيف يطمأن الشعب الأردني على مستقبل بلده والمنطقة على أبواب حرب ، وفيه رئيس للوزاء لم يكن أبداً قدوة صالحة للشعب الاردني ،اذ كنا نتمنى أن يخفض من راتبه ورواتب وزراءه دعماً للموازنة العامة ، إلا أن حب الدنيا طغى على قلبه و لم يقتدي حتى ببعض رؤساء الوزارات في قبرص و اليونان و غيرهما الذين ضحوا برواتبهم ومصالحهم من أجل مصالح بلدانهم ، ولكنه بلاء يسأل الأردنيون الله – عز وجل – أن يؤجروا عن صبرهم عليه.

ومما زاد الطين بلة وفاقم من خوف الأردنيين على وطنهم أن صلة الوصل بين الملك وشعبه طغمة حاجبة لا واصلة بين الشعب والقيادة ، فرئيس الديوان الملكي فايز الطراونة خدع الملك قبل ان يخدع الشعب ، عندما خرج علينا بنتائج مشاورات برلمانية مزيفة ابتلى بها الشعب بإختيار النسور رئيساً للوزراء ، وابعد فيها رجل يحظى بقبول شعبي وهو الدكتور عوض خليفات .

و ما بين عماد فاخوري مدير مكتب الملك ، صاحب الأدوار المشبوهة في شركة تطوير العقبة ، و ما بين مشعل الزين قائد الجيش الذي لا يحظى بأي حضور أو هيبة بين ضباط وأفراد القوات المسلحة ،وكذلك بين المتقاعدين العسكريين ، تأكد خوف الأردنيين على مستقبلهم.

إن هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن تدعو جميع الاردنيين مهما كانت انتماءاتهم السياسية أوالحزبية أو الفكرية أوالثقافية ، أن يتحدوا في هذه المرحلة من أجل الأردن و حتى نجتاز – بإذن الله تعالى – المخاطر القادمة للمنطقة ، على الملك أن يطمأن الأردنيين بإختيار رجال مؤهلين لقيادة سفينة الوطن إلى شاطىء أمن – بإذن الله تعالى – فالأردن بحاجة إلى حكومة إنقاذ ، لا حكومة جباية ، حكومة مع الشعب لا ضده ، نحتاج لرئيس للوزراء يكون خبيرا اقتصاديا حقيقي ، لا خبير تخدير فالأردن يستطيع أن يكون افضل بدون الدغري .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات