"العَقيد" بشار الأسد .


ربط العالم ككل وخلال الايام الماضية بما سيصدر من فم الرئيس الأمريكي بخصوص سوريا وكان الحديث يطرح " بضرب ولا ما بضرب " ، وفي تتبع ردود الفعل وخصوصا العربية منها نجد أن السياسة العربية العربية تقوم فقط على ردود الفعل وليس إتخاذا مواقف وخصوصا في حالة سوريا ووصلت الأمور بلأن يصرح وزير خارجية السعودية ويقول " إذا رضي السوريين بضربهم سوف نوافق " ومصر أظهرت تناقضات مواقفها من القضية السورية بوضوح رغم أن نظامها الحالي يقف على قدمين من خشب وبمساعدة دول الخليج وعلى رأسها السعودية .
ومن هذه الموقف المصري يظهر بوضوح ميل النظام الحالي في مصر للتطبيق النموذج السوري بمن خلال حكم الرجل الواحد والمستنسخ بصور وزراء وحكومات ، وفي نفس الوقت لايمكن لمصر اليوم وبنظام السيسي أن تنسى كسر ظهر إخوان وسوريا في الثمنينيات وعلى يد حافظ الأسد كما فعلت حسني مبارك ويسير على طاه السيسي وبمباركة خليجية قوية ، ومصر التي ضربت بعرض الحائط المطالب الامريكية والاوروبية بالتوقف عن قمع الإخوان ووقف العمل بالاحكام العرفية وإعادت الديموقراطية للبلد وهي ضامنة أن ظهرها مسنود بالخليج ونفطة وفائض ميزانياته الخرافي .
وعلى مستوى الدول الغربية فقد لعب النظام في سوريا بالذاكرة الأوروبية واعاد لها أحداث افغانستان والعراق كبؤور مشتعلة منذ سنوات وقد حرقت من أبناها الكثير ومع ذلك بقينت الأمور كما هي ، والدول الأوروبية تعلم علم اليقين أن زمن الاقتصاد القائم على الحروب قد ولى والذي تقوده شركات تصنيع السلاح والأن هو زمن الاقتصاد التكنولوجي القادر على تحقيق الارباح الخرافية دون أية جهود لوجستية على أرض الواقع بل يكفي أن تتصدر تلك الدول واجهة التكنولوجيا الرقمية اتعيد للإقتصادها مرحلة الانتعاش المنتظرة .
والمتتبع للمشهد السوري اليوم يجد أن الثورة السورية بقسميها المخملي والخشن وقعت من أتون معركة السياسة الدولية وهي ما تزال بكر ولاتمثل أي كيان سياسي يمكن الدخول معه بإتفاقات أو أن يقد ضمانات لتلك الدول بعدم سيطرة إخوان سوريا المخمليين أو ثوار سوريا الخشنين على الأمر السوري وإعادت تجربة مصر بحكم الإخوان أو التجربة العراقية أو الأفغانية مرة أخرى .
وإن كان النظام السوري الأن يسجل لنفسه إنتصارات وإن كانت وهمية ولكنها تعطي من يقف في صفه في الداخل السوري المزيد من القناعة بقدرة هذا النظام على الدخول في معركة مع أكثر من 85 دولة لأنه يسند ظهرة بعقائدية دينية تنتفي عندها كل مفاهيم الولاء العسكري التقليدي وسيطر عليها حكم الإمام ومفتاح الجنة الذي بين يديه يعطيه لم يشاء كما حدث في الحرب الإيرانية العراقية ، وفي نفس الوقت علينا أن نعيد مشاهد مسلسل باب الحارة في ذاكرتنا وكيف إستطاع العقيد فيها أن يختفي ومع ذلك بقي حاضرا في عقل سكانها .. فهل يلعب بشار الأسد دور العقيد في مسلسل الثورة السورية ويغادر المشهد السوري كما تطلب منه معظم دول العالم وهو المطلب الأمريكي والإخراجي للخروج من آزمة وجود " العقيد " في مسلسل الثورة السورية الأخير مع ضمان وجود وبقاء تأثيره على الشعب السوري وفي ذاكرة مشاهدي مسلسل الثورة السورية ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات