سوريا بين فكي جيفة تسمى النظام وعدو يتربص ..


منذ أكثر من عامين والشعب السوري الأعزل ! يعيش تحت وطأة المصالح التي يكيدها أطراف النزاع على أرض الأمويين ، وبلا أدنى شك هو الخاسر الاكبر من كل ما يحدث اليوم وسيبقى في أسوأ الظروف منتصر واحد فقط هو من سيصول ويجول في ربوع الشام مزهوا بنصره ، وفي حالة إنتصر النظام السوري بقيادة بشار الأسد تكالبت على هذا الشعب ويلات الثأر والسحل لأبناءه وإن إنتصرت حشود الغرب وإعوانها من المستعربين تاهت سوريا الى حد لا يمكن تصوره من أي مواطن عربي لا قدر الله ، المصيبة في الأمر أن بعض المتشدقين بممانعة هذا النظام ومقاومته يصرون على إتحافنا بهذه الكلمات التي تم تجييرها من طرفهم لغاية ترعف دما فلم يكتفوا بمتاجرتهم بالقضية الفلسطينية وحسب بل أعتبروا أنفسهم أوصياء على مشروع العروبة في الوطن العربي وصوروا أنفسهم وكانهم الباب الوحيد الذي يشرع لطريق الوحدة المرجوة لأبناء هذه الأمة ! وبأي حال من الأحوال فهو مجرد كلام ممجوج وبالمجان لم نرى منه عملا واقعيا ملموسا قبل وبعد الثورة التي يرفض الأخر اعتبارها ثورة ويصر إصرارا شديدا على وصفها بالمؤامرة الكونية ! .
لو قرانا الحدث السوري منذ بدايته حين كانت الشعوب متأثرة بإنتفاضة البوعزيزي في تونس لم يكن بمقدور الشعب السوري ببعض مكوناته أو أغلبها إن صح التعبير إلا أن تقف بنفس الطريقة التي أرادهها غيرهم وهم بالتأكيد يملكون من المبررات والحجج ما يدفعهم للخروج ضد النظام السوري الذي أسس كيانا امنيا مخابراتيا للسيطرة على الشعب وعلى مفاصل الدولة متذرعاً بحزب البعث وتاريخه الذي لم يكن له كنظام أي علاقة به من حيث الافكار وها هي مؤلفات ميشيل عفلق ما زالت موجودة حتى يومنا هذا ولم نجد بها ما يحدث اليوم من بطش وسحل وسفك لحقوق البشر ومن حالة تدمير المنجز ما لم يكن مسخرا لي ولحماية عرشي ، وهم كنظام يدعي بانه بعثي كان من الذين سجنوا وقتلوا البعثيين الاصلاء الذين بنوا فكريا نظرية هذا الحزب في أوج قوته وعنفوانه وبكل خسة وقذارة إنقلبوا على مبادئه وأخذوا منه الإسم فقط .
منذ اللحظة الأولى التي خرج بها بعض أبناء درعا للتعبير عن رأيهم بحرية كما هو غير معهود في بلادهم حتى كان الحل الامني هو المنطلق الوحيد للنظام السوري لان من شب على شيء شاب عليه ، وعقليته كانت مؤسسية على هذا النحو و بالطبع فلهم العذر هنا لانهم لا يدركون غير هذه اللغة وجهلهم بالافكار الأخرى لم تكن واردة عندهم ، وتطايرت الرصاصات من بنادق حماة الديار على صدور أبناء الشعب وتوالت الإعتقالات وعمليات التعذيب الممنهجة ، ولم تكن بعد جحافل التدخلات الخارجية قد بدأت عملها ولم تكن قد تجاوزت الحدود بعد ، والجميع يعلم ان التدخل من اطراف خارجية بكافة مسمياتها كانت بعد أشهر من الحلول التي طبقها النظام بحق كل من يعبر عن رأيه ، وبهذا الامر لم يفكر هذا النظام الغبي بأي طريقة يجنب بها شعبه و امنه وإستقراره كل السيناريوهات المتوقعة بل أصر على التحدي والبطش بشعبه ومنذ اليوم الأول قال بالمؤامرة الكونية وضرب مشروع المقاومة و تيار الممانعة !!!! وكأن النظام السوري لو إبتدع خريطة لنقل السلطة بسلاسة ومهنية سيجعل من الشعب السوري يقدم اعراضه وعزته للأجنبي والصهاينة ! وإعتبر بشار ومن حوله بأن الشعب خائن للقضية الفلسطينية وإن تسلم الحكم بديمقراطية فستضيع فلسطين وتنتهي المقاومة وأضفى على نفسه شرعية بائسة فوضته بقتل شعبه ودك حصون الأطفال والشيوخ في أسرتهم وهم نائمين حذرا من ضياع الممانعة والمقاومة بأيديهم !!!!!!!!!!
لم يكن من الصعب الخروج الامن لبشار و الجيف التي تحوم من حوله اليوم وان يبادروا منذ اللحظة الأولى لتجنيب بلدهم هذه الويلات ، ولم يكن لديهم العجز عن كسر شوكة من يتربص بسوريا لو أقدموا على حلول منطقية تجعل من الأخر اصما أبكما لا يجد له ما يبرر وجوده على أرض الشام الأن ، ليقاتل حماة الديار او حسب وصف اليوم طغاة الديار ! ولكنه وللأسف الشديد أصر على الكرسي وإمتهنوا سذاجة القذافي واعتبروا ان الاخر هو مجرد قلة من الجرذان تطمع بالسلطة ! و سوريا اليوم تنتظر وعيدا من عدونا جميعا امريكا واتباعها من الذين سحقوا العراق عن بكرة أبيها قبل عقد من الزمن ويصرون على دس أنوفهم بكل شؤون هذه الشعوب ويعاونهم بعض احرار العرب من الزعامات التي لا يليق أي وصف بها نظرا لحجم ما يتلبسهم من ظلم وإستبداد ، ورغم ذلك فبشاعة هذا النظام لن تجعلنا نحن امة العرب نقبل اطلاقا من اوباما وصحبه أن يقدموا لنا هذه المساعدة فلا اهلا ولا سهلا بهم ، وأعتقد ان كل من يجد بهذه الضربة العسكرية ملاذا امنا للشعب السوري فهو مخطئ تماما ، وعلى كل من امتهن سياسة التطبيل والتزمير في قمرة من يسمى بهجت سليمان سفير نظام المقامرة بالعروبة ان يضع في عينه حصوة ملح او لعله يقدم على صنع نظارة طبية من أفخر الأنواع وفي أفخر المراكز الطبية المتقدمة لعله يرى بعين الحقيقة ما يحدث في سوريا اليوم بانه عبارة عن صراع بين نظام تقوده الجيف وسماسرة الدم وبين الأجنبي الذي اصبحت الأبواب والذرائع المقدمة له ملاذا حتى ينقض على فريسته والضحية هو الشعب العربي السوري فقط .



تعليقات القراء

نسرين
فوضنا أمرنا الى الله
01-09-2013 09:31 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات