المشهد الجيواستراتيجي السوري واول الخاسرين الكيان الصهيوني


هل هي حرب حقيقة ستشهدها المنطقة العربية خلال الساعات القادمة أم هي مجرد أشباح خيال تحوم في المنطقة، وهل من مبادئ الديمقراطية الأمريكية مخالفة الرأي العام ودخول في حرب لم يوافق عليها الكونغرس الأمريكي ، أم إن الديمقراطية الحقيقية هي في بريطانيا فقط بعد أن أعلن رئيس وزرائها ديفد كاميرون عن عدم مشاركة قواته في دخول الحرب، وذلك انسجاماً مع رآي البرلمان بعدما رفض (285) نائباً فكرة الدخول إلى الحرب المرتقبة وموافقة (272) على الحرب.
وربما هنالك تغير تكتيكي للموقف الروسي حيث أكد خبراء استراتيجيون اتخاذ الحكومة الروسية إجراءات عسكرية متتالية، يُشتمّ منها تخلي بوتين عن الأسد، أهمها أنباء انسحاب الأسطول الروسي من المياه السورية، تجنبًا لأي صدام مع الغرب، وإعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لن تخوض حرباً مع أحد في حالة التدخل العسكري الغربي في سوريا، حيث أوضح أن التفكير في تدمير البنية التحتية للجيش السوري سينهي الحرب الأهلية مجرد خيال.
لقد شهدت العلاقات الروسية السورية تحولاً عسكرياً غير مسبوق استناداً الى تسريبات استخباراتية إسرائيلية، اكدت تراجع الدعم والتأييد العسكري الروسي لنظام الرئيس بشار الاسد، إذ تشير التسريبات التي يدور الحديث عنها الى أن حكومة موسكو قامت بثلاث خطوات عسكرية، تؤكد تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن توفير الغطاء العسكري للنظام السوري حال تعرض الأخير لهجوم عسكري من قبل الولايات المتحدة أو اوروبا، ووفقاً للتسريبات التي نشرها موقع NFC الإسرائيلية، سحبت روسيا سفن اسطولها البحري من مناطق في مياه البحر الابيض المتوسط مقابلة للشواطئ السورية، كما جمدت استخدام قواعد الاسطول الروسي في ميناء طرطوس، فضلاً عن قرارها وقف إمداداتها العسكرية لنظام بشار الاسد.
أما على الجانب الأخر فلقد حذرت إيران من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، قائلة إن الصراع الذي سينجم عن ذلك سيلحق بالمنطقة كلها، وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال مؤتمر صحافي: نريد أن نحذر بشدة من أي هجوم عسكري على سوريا، ستكون هناك بالقطع عواقب خطيرة على المنطقة، هذه التعقيدات والعواقب لن تقتصر على سوريا، بل ستشمل المنطقة كلها.
وعن الموقف التركي أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في حديث خاص لصحيفة ميلليت عن استعداد بلاده للانضمام إلى أي تحالف دولي ضد نظام بشار الأسد، ومن جانبه أكد نائب رئيس الوزراء بولنت آرينتش في حديث ليلة الإثنين في برنامج تليفزيوني أن الحكومة التركية استخدمت بالفعل بعض الحقوق وعلى وشك استخدام الحقوق الأخرى التي تستتبع مذكرة التفويض الممنوحة من قبل الحكومة للقوات التركية، مضيفا أنه إذا تطلب الأمر ستصدر الحكومة مذكرة بصلاحيات جديدة من البرلمان.
ومن جانبها، أشارت صحيفة صباح إلى أن تركيا ستقدم دعمها لقوات التحالف الدولي في حال شن عمليات عسكرية ضد سوريا بست طائرات حربية إف16، إضافة إلى الاستطلاع الجوي والرادار وتقديم الأسطول البحري مساعداته الإنسانية.
ويرى مدير الدراسات الاستراتيجية في أكاديمية الملك عبدالله الثاني للدراسات الدفاعية اللواء المتقاعد محمود ارديسات أن السيناريو الأبرز هو التخلص من الأسلحة الكيماوية، والسيطرة عليها، من خلال تأمين منطقة حظر جوي في البداية، وهو أمر بحاجة لقرار دولي، وقبله أميركي.
وقال ارديسات إن توجيه ضربة جوية، بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار لمناطق تواجد الأسلحة الكيماوية والدفاعات الجوية وارد ايضاً، تمهيداً لإقامة منطقة حظر جوي، لتأمين مناطق آمنة على الأرض، بعد تحييد سلاح الجو السوري ودفاعاته الجوية
معتبراً أن تأمين المناطق الآمنة على الأرض يتم من خلال إعادة تنظيم الجيش الحر، عبر دعمه بقوات وخبراء ومستشارين لتأمين مناطق الحظر الجوي، مشيراً إلى وجود سيناريو يتزامن مع السيناريوهات السابقة، يتمثل بزعم حدوث انشقاقات داخل الجيش السوري النظامي، قد يساعد على انهيار منظومة النظام العسكرية.
وبحسب ارديسات،فإن سناريوهات متعددة ديناميكية ستتطور على الأرض السورية،بناء لتطورات الوضع، وقدرة القوات السورية على التعامل مع تلك الهجمات المحتملة، فضلاً عن وضع القوات العسكرية النظامية المنشقةعلى حد تعبيره ، ومدى تأثيرها على بنية النظام وقدرته على الصمود.
فيما يقول الآمر السابق لكلية الملك عبدالله الثاني اللواء الركن المتقاعد أحمد عيد المصاروة إن المشهد السوري شارف على نهاية غير المعروفة، مرجحاً توجيه ضربة صاروخية جوية من البحر، تنفذها الولايات المتحدة ودول أوروبية على مراكز القيادات السورية العسكرية، ورئاسة الجمهورية، ومراكز الاتصالات والسيطرة التابعة للجيش العربي السوري، بهدف تعطيل الاتصالات السلكية واللاسلكية بين تلك القيادات.
وأضاف المصاروة أن تلك الضربات الصاروخية ستكون لها تداعيات وانعكاسات، على الأردن والعراق بخاصة ، مرجحا سقوط صواريخ على حدودنا الشمالية، فضلاً عن لجوء عدد كبير من المواطنين السوريين، هرباً من تلك الضربات الجوية المحتملة الى الأردن.
ورجح المصاروة أن يكون الجيش الحر هو من استخدم السلاح الكيماوي في الغوطة، بمساعدة تركية، بهدف الحصول على تدخل اجنبي، لإعادة الامور لصالحه على الارض.
من جهته، قال العميد الركن المتقاعد حافظ الخصاونة إن إمكانية التنبؤ بسيناريوهات العمل العسكري الخارجي في سورية في اللحظة الراهنة والأمد القريب تبدو مسألة غير واضحة المعالم، معللا ذلك بتبدل المعطيات وتحركها.
وأشار إلى أنه في عالم السياسة فإن التسويات تصبح ممكنة في حالة اقتناع أطراف الأزمة بعبثية استمرار سياساتها وطريقة إدارتها للأزمة، ومن ثم يجري البحث عن مخارج أكثر جدوى وأقل كلفة للخروج من الأزمة.
لكن الخصاونة راى أنه في الحالة السورية لا تبدو أطراف الأزمة قد توصلت لهذا الاقتناع، وبحسبها فإن ثمة مشهداً سورياً قادماً، يتوقع له أن يكون مختلفًا تمامًا عن الصورة التي ظهرت بها البلاد على مدار العقود الأربعة الماضية، وقال هذا المشهد نثر معطياته في الواقع الجيواستراتيجي السوري، ورسخها عبر عمر الأزمة، وتفاعل ديناميتها، وهو مرشح لأن تجر قاطرته عربات كثيرة، عربية وإقليمية، أما صورته وطريقة إخراجه، فمن الواضح أنها ستكون الجزئية الأكثر كثافة للصراع في هذه الأزمة.
واعتبر الخصاونة ضعف الموقف السوري سينعكس على جميع الأطراف، سواء من داخل سورية أو على الدول المجاورة
مرجحا أن أن تحديد موعد اجتماع رؤساء هيئات أركان لعدة دولة غربية وعربية، لم يكن عبثا وإنما تمهيدا لتدخل أوروبي أميركي لضرب سورية.
مما سبق يتضح أن سيناريوهات ما قبل السيناريو الأخير ماضية على نحوٍ متوازٍ ، تموية وتعمية وتضليل اعلامي وغير اعلامي يدفع ثمنه البعض ممن أدوارهم غائبة أو هامشية او كومبرس .. وتحريض ذكي وغبي في وقته أو غير وقته ، متفق عليه أو غير متفق عليه مرسوم او غير مرسوم محق أو باطل جراء فعل أو رد فعل .. وزرع للسم في الدسم وفي ( الشاي ) في السر والعلن .. من قبل الأعداء المباشرين والأقرباء والأصدقاء الألداء ، ومع كل ذلك رؤساء اركان يفردون خرائطهم ويتدارسون كل الاحتمالات لشن حرب عدوانية جديدة على المنطقة لاستكما ما يعتتقدوا أنهم لم يحققوه.
تلك حساباتهم وحسابات من تورط أو سيتورط معهم ، ولكن ما هي حسابات الأطراف الأخرى التي سيوجهون إليها الضربات.. ذلك فيما يبدو أنهم يعلمونه لكنهم يتجاهلونه، تحت ضغط خلايجة فقدوا رشدهم ورهنوا مستقبلهم بقدرة المال على تغيير كل شيء ، وقتها سيكون حال الغرب كالمثل العربي القديم القائل ((جديان لعبت بعقول تيوس) ويبدو أن الذين سيعتدى عليهم لا يتحدثون كثيراً عن قدراتهم ، فالنتائج ماثلة ، يعلمها الغرب دون أحاديث كثيرة عنها من الطرف المقابل .. الغرب ماض للإنتحار طوعاً واول الخاسرين الكيان الصهيوني.



تعليقات القراء

الله محيي الجيش الحر
الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر الله محيي الجيش الحر
31-08-2013 08:25 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات