تدمير المدمر في سوريا


على مدى الاسبوع الماضي وحتى اليوم والآلة الاعلامية الغربية ومعها الحليف الامريكي وهي تعمل على تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل ضربة عسكرية الى سوريا بحجة تأديب او معاقبة الاسد ونظامه على مجازر لم يثبت حتى اليوم صحتها ، بل تقوم على تكهنات وتوقعات لا تعلم دوائر الاستخبارات في هذه الدول مدى دقتها ، فمن اعطى هذه الدول وكالة عامة او وصاية على شعوب الارض؟. استخدم" بالضم على التا" الكيماوي لا شك في ذلك ولكن من الذي استخدمه؟ الامر لا زال غامضا، مجرد حدس مقرون بكراهية وحقد شديدين على نطام بشار الاسد.
لست من مؤيدي النظام السوري ليس من الاحداث الاخيرة وانما من سنوات طويلة تعود ربما الى ثمانينات القرن الماضي وخلافي عقائدي وليس شخصي لاني لا اؤمن بالقومية والقومجية التي يطرحها البعث بشقيه ، ولكن وبعد اكثر من سنتين ونصف من الحرب الاهلية الدائرة على ارض سوريا وما نشاهده من تداخل وتضارب للانباء وفي ظل التهديدات الاخيرة التي يطلقها الغرب وامريكا فاني استهجن الصمت بل احيانا التأييد العربي الغريب لهذه الطروحات التي تسعى الى تدمير سوريا وتدمير المدمر فيها ، اعجب من الترحيب العربي بتدمير سوريا المدمرة اصلا ، فهل يرى المشايخ العرب حالة الدمار التي تعيشها سوريا ؟ هل برأيهم بقي هناك ما يمكن تدميرة بعد اكثر من سنتين من عبث الغرب وامريكا ودعم المشايخ العربية لجماعات التطرف من نصرة وشقيقاتها وجلبهم من افغانستان وليبيا ودول النفط والدولار الى سوريا ليفعلوا ما فعلوا من خراب ودمار؟ وهل يصدق اي شخص عاقل متحضر ولا اقول سياسي ناضج بان بشار الاسد ونظامه على هذه الدرجة من الغباء ليستخدم الكيماوي وتحديدا في الوقت الذي يعلم علم اليقين ان العالم باسره هدد من قبل بمعاقبته لو استخدم هذا السلاح؟ وهل يعقل ان يقدم بشار على مثل هذا التحدي وهو الاحوج الى تفهم دولي للازمة الباحث عن مخرج دبلوماسي لها وابدى استعداده للذهاب الى جنيف 2؟.
برايي السياسي المتواضع لا ارى في التهديدات الامريكية وتحريك الاساطيل الغربية الى الشواطىء السورية والقواعد القبرصية والعربية الا محاولة لبسط النفوذ الغربي والامريكي على باقي المنطقة وتقديمها لقمة صائغة للدولة العبرية في اعيادها المقبلة ، وان اقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة فانها الخاسر الاكبر لانها تفقد ثقة الشعوب العربية وتتحمل المسؤوليات الكبيرة امام الراي العام الامريكي المنقسم اصلا على ادارة اوباما وستعود السياسة الامريكية الشرق اوسطية الى مربع الحرب على العراق وتتلطخ الصورة الامريكية بالسواد والحداد ، فسوريا ليست وحيده في معركتها ولديها وسائل الدفاع الكفيلة بحماية امن شعبها ، وهناك روسيا الصديق الاكبر ليس فقط لسوريا بل للشعوب العربية باسرها والتي تتبنى منذ بداية الصراع موقفا صحيا يدعو للحوار من اجل التوصل الى حل يقبل به الجميع في سوريا ويعكس الارادة الشعبية السورية وليس رغبة الطامعين الطامحين بالسيطرة على سوريا كما فعلوا في ليبيا وغيرها .في ظل الظروف القاتمة التي تمر بها المنطقة لا بد من التريث والاستماع الى صوت روسيا الداعي لعدم التهور والانزلاق في الازمة السورية التي ستدفع الى صراع دولي طويل الاجل ومجهول العوافب ، فالحوار والحوار وحده السبيل الاوحد لحل الازمة في سوريا ان كان العرب والغرب يفكرون في حل سياسي ، اما البوارج والمدمرات والطائرات ما هي الا وسائل خراب ودما لا تحمل الا القتل والموت والدمار وبالله عليكم ايها الساسة في العالم هل بقي هناك في سوريا شيء للتمير ؟ وهل ترون الحل بزيادة الضحايا والموت في سوريا لتضيفوا للموت موتا وتدمير؟ فاتقوا الله ان كنتم مؤمنين بشعب عانى ويعاني منذ اكثر من سنتين وتذكروا ان لكم اطفالا كما هم اطفال سوريا ونساء كما هن السوريات واوطانا كما هي سوريا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات