أطفال الحجارة وأطفال الإشارة


المسؤول عن يتم أطفال الحروب, وتشرد الطفولة لدى مواقع التسول على الاشارات وفي الحارات ومجمعات السيارات والباصات , هو الحاكم على معادن الأرض وكنوزها في حدود جغرافيا المسلمين, التي يجب وبحسب فتوى الدين الحنيف أن تعود لكافة المسلمين كحقوق وليس على شكل هبات , ويتحكم هذا المسؤول بهذا المال السائل أو الصلب أو الورقي وفق الهوى والطيش مصحوبا بعنجهية وأُمّيَّة وغياب أخلاقيات تولي السلطة على رقاب العباد .

فبعد أن تيتَّم أطفال شهداء الأراضي التي باعوا قضيتها ـ أولئك المتسلطون على المال العام للمسلمين ـ , وتحولت براءة الطفولة الى ثقافة العنف المتأصل في نفسٍ بشريةٍ الأصلُ فيها أن تعيش حقها بممارسة البراءة حسب طبيعة خلق الله لعالم الطفولة من سيكولوجيات هذه المرحلة ومراحل تطورها الطبيعية, ونشوء فكر سياسي ناضج لدى طفل أو حدث يجعل من براءة هذا السن كائناً مقتولاً لا يعرف الا عهر السياسة وغصب الحقوق, بدل ان يعرف كيف يندمج مع أقرانه في لعبة الحي الشعبية, أو تلقِّي قسطٍ من علوم تتناسب ومرحلته العمرية ترهق تفكيره بتجاوز امتحان المعلم وتجاوز عقابه , بل بدأ يعي كيف تكون حروب الشوارع وفنون القتال ثم يعايش ما ينتج عنها من مخرجات العنف الدولي الممنهج في الدول التي تعاني من ويلات الحروب , ودائماً حسبما نعرف أن من يخسر في الحرب هم الابرياء فقط.

وأضف الى مشاهد قتل البراءة لدى الطفل عندما تراه متسولاً بين الاشارات وغيرها من الاماكن التي ترى فيها طفلاً يمارس التسول بغض النظر إن كان مُستغلَّاً أو تُغيِّب الدولة دورها في الرقابة فأنا لست بصدد الحديث عن ظاهرة التسول واسباب نشأتها من منظور علم الاجتماع بل من منظور السياسة الدولية التي افتعلت دولاً وليس فقط أطفالاً في تلك الدول يمارسون التسول ويتربَّون ويترعرعون في منابت وعلى سيقان الإشارات الضوئية, بفعل غياب الحكمة الشرعية في ادارة اموال المسلمين.

وهنا أقصد الدول التي تهدر حق شعوب يُتم الاحتلال والاقتتال , ويُتم العَوَز والمأوى بما لا يخطر على بال ابليس في أساليب نثر المال وهدره, فلا اريد ان اتحدث عن كيفية سعي الافراد في هذه الدول للتفنن في هدرالمال في امور تافهة كامتلاك ايفون 5 بالملايين حتى لا يحصل عليه غيره , أو في الانفاق المتغطرس على قططهم وكلابهم , وصديقاتهم , وتبديل سياراتهم وغيرها الكثير من فجور البذخ الشخصي الذي تربوا عليه من سياسات دولهم المتغطرسة ايضا, ولا اريد ان ألطم على وجهي لذهاب اموال المسلمين الشّحّادين لصالح لاعبي الاندية الاوروبية المحترفين حيث أصبحت أندية اوروبا الشهيرة كلها ملك لمؤسسات وشخصيات عربية نفطية تدرُّ أموالها درَّاً لزيادة أرصدة لاعب اوروبي من مال ايتام الحجارة والفقر والعوز والشهداء والمتشردين , ولتجميل الملعب الاوروبي ودعم اعلامه الرياضي, وملابس لاعبيه ,واكسسوارات وسهرات ومكياجات وكريمات مشجعاته الشقراوات الاوروبيات برعاية من يسمي نفسه شيخ يتَّشح بالسُّمرة الشرقية وقلة الهيبة الشيخاوية التي يدعيها.

بل سأتكلم عن المال الذي يُنفَق على الجيوش والمرتزقة من أعداء الأمة لتصفية حسابات شخصية بين شيوخ النفط ليثبت كل منهم أنه شيخ شبه الجزيرة وليس الآخر بسباق دفع للمرتزقة لقتل مزيد من البراءة التي تقل وتقل وربما بعد وقت ليس ببعيد ستتلاشى مساحتها في دول الضاد , وتتسع محلها دائرة التنشئة النفسية المرتكزة على مسلسل الحروب لكل جيل ينشأ , وإن لم تطاله اآالة العسكرية وطقوس الحرب بالتمويل المالي من النفط الشقيق فسينشأ جيل شحَّادي الاشارات ومتسولي الحارات والساحات.

اطفال الحجارة بدل اطفال البراءة , واطفال الشوارع بدل اطفال المدارس والملاعب , انشأهم مستشيخوا العرب الذين يؤدُّون دور الشيخ الحاكم ( وهو في الحقيقة المتسلط على النفط العربي تسلطا) ويبذخ على تصفية الحسابات بتنفيذ فكر الامريكان والاوروبيين غير الاصدقاء بقتل الشعوب قبل ولادتها والتمويل من عباءة الشيخ الهامل.

ياريت تنفقوا أموال وتحركوا جيوش على من رمى أطفال غزة بالكيماوي وليس فقط من رمى أطفال الغوطة!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات