الغوغائي والسياسي .


أنهم يحشدون الرأي العام ويهيئونه نفسيا لضربة سوريا المتوقعة خلال ايام أو اسابيع ، هذا ما طرحة أحد زواري في البيت أمس بعد سهرة طويلة من النقاش السياسي العقيم والخير منتهي بأية نتائج تقنع إبني الصغير الذي أصر على الجلوس ومشاركتنا النقاش وحرصه الكبير على تأخير تلبية طلباتنا الكثيرة من قهوة وشاي وتسالي وبقية لزوم حرارة النقاش المرتفعة من أجل الاستماع لنهاية النقاش .
وبقي موضوع الراي العام كمصطلح هو الوحيد في ذاكرة أبني من ليلة القبض على سوريا تلك ، وقصة الرأي العام في هذه الفترة تستحق أن تذكر بتعمق كبير لأن ما يدور في ساحة الرأي العام العربي يمثل حالة من غوغائية الرأي العام وهو رأي عام لايؤخذ به أبدا من قبل صانعي القرار السياسي رغم أننا نعيش حالة الربيع العربي " المسخ " الذي يفترض به أن يقلب معادلة العلاقة بين هذا الرأي العام وتلك القيادات السياسية ، والتي تقول فيه النظريات البحثية أن هذا الرأي العام هو من يقود تلك القيادة لأنها خرجت من خلال إجماع عام .
وتلعب وسائل الاعلام دورا مهما في تشكيل الرأي العام حول قضية ما من القضايا التي تمس هذا الرأي العام بغية الوصول إلى إجماع لدى الرأي العام يعطي تلك القايدة السياسية مبررات للقيام بأية خطوة قادمة ، وتبرز أهمية هذا الإجماع أو التوافق ما بين القيادة السياسية والرأي في حالة الدخول في معارك عسكرية يحدد من خلالها مستقبل هذا الرأي العام الذي يعيش داخل مجتمع وعلى أرض وله كيان سياسي يطلق عليه في النهاية مفهوم الدولة السياسية .
وفي البحث عن مكونات العلاقة ما بين الرأي العام ووسائل الاعلام والقيادة السياسية في حالة سوريا اليوم ، نجد أن تلك العلاقة لايحكمها أي منطق أو عقلانية في الطرح من كافة الأطراف ويتم في نفس الوقت إستغلال الجانب العاطفي والديني لدى الرأي العام لكي تحصل تلك القيادة على إجماع يعطيها الحق في القيام بأية خطوة سواء المشاركة بالحرب أو الوقوف كمشاهد ومراقب لسقوط دولة ونظام سياسي أو بقائه ، وأن الخطاب الاعلامي الذي يتم طرحة من خلال تلك الوسائل يمثل رأي تلك القيادة السياسية فقط وهي في نفس الوقت لاتوفر أية وسيلة أو أداة سواء دينية أو دنيوية في ممارسة الغوغائية في هذا الخطاب من أجل الابقاء على حالة الغوغائية لدى هذا الرأي العام وبالتالي تعطي لنفسها الحق بممارسة دور الوصاية عليه لأنه لم يتمكن من الوقوف كرأي عام واحد وموحد يكون مؤثرا على قراراتها في خوض المعركة أو الوقوف كمشاهد .
وتبقى علاقة القيادة السياسية مع الرأي العام في الوطن العربي قائمة على هذه الأسس طالما بقيت تلك القيادة يتم إختيارها إما لأسباب ربانية دينية يصعب الفصل بين " الله " وبينها أو لأنها جاءت كنقذ من استعمار وبلباس عسكري تخلعه وترتدي الزي المدني متى شاءت، وطالما فقدت قدرة هذا الرأي العام على محاسبة تلك القيادة على ما ترتكبه من أخطاء بحقه ، وإلى أن يصبح هذا الرأي العام قائد لنفسه علينا أن نعيد كتابة التاريخ بكل أخطاءه لأننا لانقراء من صفحاته شيء وبغداد تشهد على ذلك منذ عهد قريب لم نكد ننساه كشعوب أو قيادات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات