فوضى الأبناء .. منْ المسؤول؟؟


لن ابدأ منذُ ان يستيقضوا ولكن سأبدأ من ساعات ما قبل النوم,, تبدأ الأم باقناع الابناء الذهاب الى أسرّتهم للنوم تحضيراً لليوم التالي للذهاب الى المدرسه, يتململ الكبير ويبدأ بتذكار اماكن ضربه قديمه ليشتكي من ألم,,ويضحك الصغير على اعتبار انه لن يُجبر على ذلك متذرعاً بأنه نام بعد الظهيره وليس بنعسان واحياناً يقول انا جيعان برغم رفضه اثناء النهار للطعام متذرعاً بالشبع,, وهكذا حتى تعلو وتيرة المطالبه من الأم مهدده باعلام الأب وإن كان موجوداً ترمقه بنظره بمعنى استخدم سلطاتك..

يتم دفشهم(عذراً على استخدام التعبير) مرغمين منهم من يبكي وآخر يولول,,ويبدأون بترك أسرّتهم تارة لشرب الماء وتارة للشكوى,,لكن مع صبيحة اليوم التالي يعلو الهرج ارجاء البيت والتهديد والوعيد بتطبيق احكام صارمه للنوم المبكر ويرفع اللحاف وتجد الصغير متمسكاً به بكل ما اوتي من قوه راجياً أمه فقط خمس دقائق يا ماما وهكذا حتى تقترب ساعة لاتخاذ اجراءات تعسفيه بحقهم فيتراكضوا تباعاً الى الحمام, وما ان ينهوا يبدأ الصوت يعلو مجدداً فهذا لا يجد كتاب العربي وذاك الانجليزي متهمين الشغاله بعدم وضعهم في الشنطه ومكررين السؤال اين دفتر الجغرافيا الأحمر وذاك يسأل عن حافظة اقلامه او ممحاه وهكذا ...فليس منهم من حضّر كتبه واشياءه قبل نومه..

يخرجوا تباعاً وزامور الباص لا يتوقف ولربما يشتمنا, منهم من يصل الى الباص والثاني يعود لاصطحاب المطره او الساندوتش خاصته..تتشاهد الأم لانتهاء مراسم توديعهم ليبدأ يومها بترتيب أسرّتهم وغرفهم وحاجياتهم ووضع الأمور في نصابها ان لم تكن عامله وإن كانت فتترك الأمور على ما هي عليه لحين عودتها.. لا اريد ان اتدخل في تبعات ذلك وهموم الأم ولربما واجبات الأب وهكذا.. ولكن لربما لغياب التربيه والتخطيط السليم وتعليم الابناء واجباتهم قبل المطالبه بحقوقهم أثراً سلبياً لربما يرافق الأبن او الابنه مستقبلاً في العمل وعند تكوين أُسره جديده..

هنالك ثوابت تربويه تُعلّم وفيها مساقات ربما يعرفها التربويون ولكن يهملونها عند التطبيق يجب التركيز عليها اذا ما أردنا الحصول على نشىء وجيل منتمي يراعي ابجديات الحياة ويعمل على وضع خطط وبرامج تساعدهم في كيفية التعاطي بجديه مع الحياة بدءاً من الصغر,, فالجيل الذي نعيش معه لا أبالي يسهر ليله في متابعة التلفاز والنت وغيرها من ادوات الرفاهية التي يؤمنها الأباء لابناءهم وينام النهار ,, لربما يستسهل الأهل هذا التصرف للشعور بالهدوء اثناء نومهم لكن ذلك سيعود بالويل مستقبلاً لأننا أهملنا متطلباتهم وقصرنا في تربيتهم ورعايتهم وتوجيههم الوجهه الصحيحه خوفاً من الاصطدام بهم حالياً,, الاصطدام حاصل ولكن بعد حين..فلن ينفع حينه الندم..

هنالك ثوابت يجب فرضها على هذا الجيل بدءاً بمواقيت النوم والصحو مروراً بالقيام بواجباتهم في الوقت والزمن المحددين ومن ثم اللعب واللهو ومراقبة ادواتهم وكيف يستخدمونها بالطريقه التي تعود عليهم بالنفع , وعلى الأهل ان يتوافقوا فيما بينهم لتطبيق اراءهم دون جدال امام الابناء وإن كان ولا بد فليكن بعيداً عنهم للوصول بهم الى بر الأمان ليكونوا جيلاً واعياً ومن ثم اعطاءهم قسطاً من الثقه لممارسة حياتهم لاحقاً وبرقابه بعيده قد تستدعي التدخل ان لزم الأمر..

لقد أخذتنا الحياة وبهرجها وضيق العيش والغلاء وادوات الحضارة المتسارعه في ظل غياب دور التربية الذي كان من الواجب ان تضطلع به المدرسه قبل التعليم, لكن المدارس اليوم لا تُربي ولا تُعلم, جُل همها الحصول على المال فحسب بعيداً عن دورها الأساس في تربية الاجيال,, المسؤوليه مشتركه على عاتق الأهل والمدرسه والاعلام والدوله وجميعهم منشغلين في ما لا يلزم.. أترحم قبل ان أختم على ايامنا فلا غير الكتاب المدرسي نجد, ونحترم الأستاذ ونهاب المدير ..لا يعلو صوتنا في حضرة الأب ولا الأم ايضاً, ونأكل من الموجود ولا نتذمر..ودمتم



تعليقات القراء

متابع
نصر الاول ج فالقرئ واع
29-08-2013 02:31 PM
د مازن صباح
ابدعت د نصر. للاهل دور مهم ويجب ان يوضع حد لتجاوزات الابناء. زميلك د مازن من رحلة رومانيا.

29-08-2013 06:09 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات