جراسا -

المال يسبق الشهرة في صفقات الاحتراف

يبدو أن جماهير الكرة الاردنية وتحديدا فريقي الوحدات والفيصلي، تتابع باهتمام شديد ما يتردد بشأن صفقات الاحتراف الجديدة وحركة التنقلات من وإلى الناديين الكبيرين، من دون ان تغفل تلك الجماهير عن الحركة الدؤوبة التي يشهدها الغريم الثالث "شباب الاردن"، والتي تشير التوقعات الى انه سيكون احد المنافسين الاشداء في الموسم الجديد 2009/2010 الذي سينطلق بعد نحو اقل من شهرين.

ولعل من الطريف والغريب في آن واحد ان الجماهير ورغم دخول الاحتراف حيز التطبيق للعام الثاني على التوالي، ما تزال ترفض فكرة التخلي عن بعض النجوم من فريقها، رغم انها في ذات الوقت لا تمانع بل تحبذ فكرة استقطاب بعض نجوم الأندية الاخرى، طالما ان المسألة كلها خاضعة لحسابات "العرض والطلب"، وان قيمة العقود هي التي ستحدد وجهة اللاعب، بعيدا عن مفاهيم الولاء والانتماء للاندية، التي لم تعد "سلعة رائجة" ولا "تطعم خبزا".

تسخين وحداتي وشبابي مبكر

التسخين المبكر من قبل الفرق للموسم الجديد، جاء انعكاسا أكيدا لمجريات الموسم الماضي الذي شهد تفوقا وحداتيا تاريخيا، وهذا الامر فرض العديد من الاعتبارات على الفريق وادارة النادي معا، بحيث بات الحديث عن وجهة المدرب اكرم سلمان الشغل الشاغل للجماهير، وتساءلت فيما اذا كان سيرحل بعد الانجاز أم يبقى ويقود الفريق الى مزيد من الانجازات.

وتحول الامر الى اللاعبين المحترفين، فالنادي لم يوفق في كل المرات السابقة في الحصول على خدمات لاعب محترف بمعنى الكلمة سوى الهداف فادي لافي الذي ترك الفريق بعد عام واحد وهو متوج بلقب الهداف، وغير ذلك جاء صفقات الاحتراف اقل مما هو متوقع، ويبدو ان الامور حاليا تسير في اتجاه ضم محترفين فلسطينيين احدهما المهاجم احمد كشكش، الذي احترف مع شباب الاردن ولم تتح الفرصة الكاملة للوقوف على مستواه الحقيقي، في الوقت الذي تناهى لمسامع النادي ان الهداف العراقي علي صلاح جاهز لتلقي عرض احتراف جدي.

أما بالنسبة للاعبين المحليين، فيبدو ان الوحدات يحاول فتح قنوات اتصال مع اندية شباب الاردن والجزيرة واليرموك، بشأن التوافق على صفقات تبادل لاعبين او بيع وشراء، فقد ذهب لشباب الاردن الرباعي موسى حماد واحمد البنا ومحمد ابو زيتون وخليل فتيان ثم تبادل محمد المحارمة بالمدافع طارق الكرنز، ويريد الوحدات الحصول على المدافعين شادي ابو هشهش ووسيم البزور، في الوقت الذي تردد فيه أن نادي شباب الاردن يريد شراء اللاعب احمد عبدالحليم بمبلغ كبير جدا، فيما يحاول الوحدات استرداد لاعبه الذهبي عبدالله ذيب، الذي لم يحسم امره بعد بين التجديد مع شباب الاردن او العودة للوحدات او الانتقال لناد ثالث.

ويسعى الوحدات الى ضم مهاجم العربي ماهر الجدع ولاعب وسط الجزيرة اشرف شتات الذي باعه الوحدات قبل ثلاث سنوات، مقابل التخلي عن اللاعب محمد جمال، في الوقت الذي قيل فيه ان الجزيرة يرغب بضم لاعب الوسط رامي ردايدة والمهاجم الواعد عامر ابو حويطي، لكن الوحدات يرفض التخلي عن الاخير ويقبل بالتخلي عن الحارس محمود قنديل، كما يتردد بأن الوحدات يرغب بضم اللاعب مالك البرغوثي.

هذه التحركات التي أخذت شكل الاتصالات المباشرة او غير المباشرة "جس نبض"، باتت في نظر المتابعين مجرد "شائعات" ما لم تترجم الى ارض الواقع، كحال الصفقة التي تمت مؤخرا بانتقال خماسي الوحدات الى شباب الاردن.

حركة في الفيصلي

وفي المقابل ينتظر جمهور الفيصلي ما اعلن عنه في وقت سابق، بشأن قيام احد وكلاء اللاعبين بعرض استقطاب لاعبين نيجيريين وثالث برازيلي لتعزيز صفوف الفريق خلال المشاركة المقبلة في المسابقات المحلية ودوري ابطال العرب الى جانب الجزيرة، بعد ان ذهبت المشاركة الآسيوية من نصيب الوحدات وشباب الاردن.

الفيصلي الطامح بالعودة الى الانجازات المحلية التي غابت عنه في السنوات الخمس الاخيرة الا من حصاد قليل ومتقطع، تدارك نفسه باستعادة بعض اللاعبين المحترفين، فعاد حسونة الشيخ وبهاء عبدالرحمن وخالد سعد، ولم يعد المحترف محمد خميس بعد، الذي لم يعط النادي جوابا قاطعا بشأن تأكيد التحاقه بالفريق او اتجاهه صوب ناد آخر داخل او خارج الاردن، كذلك الحال بالنسبة للاعب قصي ابو عالية الذي ما يزال غاضبا ويرفض العودة للنادي ما لم يصدر بيانا رسميا يعيد له اعتباره على حد قوله.

حركة الفيصلي كانت منطقية في اتجاه استقطاب حارس مرمى شباب الحسين بلال ابو لاوي والمدافعين محمد خير ونبيل ابو علي، في الوقت الذي ودع فيه رزاق فرحان صفوف الفريق بانتهاء عقده الذي لا يرغب النادي في تجديده.

ومن اللافت للنظر أن اللاعبين لم يعودوا يبحثون عن الشهرة في ناد كبير، بمقدار ما يبحثون عن عقد احترافي يسيل له اللعاب وينعش الجيوب، واستقطاب الاندية للنجوم مرهون في اخراج ما اخفته في وقت سابق من مداخيل، وبما تستطيع بيعه من لاعبين تراه نفسها في غنى عنهم