اقتربت ساعة الانفجار في الاردن


بعيداً عن المواقف والأيدلوجيات السياسية وبعيداً عن المناكفات ومن يخالف ومن يعارض ، يجب أن نقترب أكثر من الحقيقة التي نعيشها معاً على تراب هذا الوطن ، ويجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها ونكون صادقين مع أنفسنا أولا ونضع ورائنا انتماءاتنا السياسية التي وإن حدث مكروه لهذا الوطن لا قدر الله ، فإنها لن تزيد الشرخ إلا شرخ ولن تزيد الفجوة سوى اتساع ، يجب علينا أن نقف ونقول كلمة حق لا نريد بها إلا الحق ، وكلمة الحق أن (( الأردن في خطر )) والسؤال الحقيقي والذي يجب طرحه على أركان الدولة وبلا استثناء : حينما كانت وما زالت الحكومات الأردنية تفشل في إدارة الدولة كان الرهان دائماً على ( جيب المواطن ) ليسدد فاتورة فشل الحكومات ، ولكن هل المواطن الأردني أصبح ( كبش فداء ) ليسدد فاتورة ما يحدث في دول الجوار ؟.

فـ في الآونة الأخيرة خرجت علينا الإحصائيات والدراسات التي تشير إلى أن عدد سكان المملكة الأردنية بعد الربيع العربي قد تجاوز ( 10 ) ملايين ونصف المليون نسمه يشمل ذلك ( الأقلية الأردنية ) بالإضافة إلى ( المستوطنين ) من اللاجئين الذين دخلوا الوطن جراء ( الخريف العربي ) ، والإدارة ( الفاشلة ) لهذا الملف البالغ التعقيد والذي انعكس سلباً على التركيبة الاجتماعية الأردنية .

فأي سياسات تلك التي تأخذ الوطن نحو المجهول ، فـ زيارة واحدة إلى مدينة مثل ( المفرق ) كفيلة بأن تجعلك تقسم بالله انك لست في الأردن ! ، وما ينطبق على المفرق ينطبق على الرمثا واربد وباقي محافظات ومدن المملكة وبنسب متفاوتة ، الأردنيين وبما لا يقبل الشك أصبحوا في وطنهم ( أقلية ) ، وكأن صناع القرار يريدون من ذلك ( طمس ) الهوية الأردنية ، من خلال ولادة كيانات جديدة تكون جاهزة لتكون بديلة عنهم وقت الحاجة ، لست هنا للنيل من مأساة أحد ، فما يحدث في ليبيا وسوريا ومصر وغيرها من الدول العربية يدمي القلب ، ولكن يجب أن لا يكون الحل هو إيواء اللاجئين في وطني الأردن عبر تشريد الأردنيين من منازلهم وبيوتهم ، لا يجب أن يكون الحل عبر زيادة أعداد العاطلين عن العمل من الأردنيين لأن هناك لاجئين يعملون بنصف الدخل الشهري ، فالوطن يسير نحو الفوضى ، فوضى اقتصادية واجتماعية وأمنية وصحية ، نسبة الجريمة والسرقة ارتفعت لأرقام قياسية ، حالة من اللامفهوم تسيطر على المواطن الأردني ، ولم يتوقف الحال عند هذا وحسب ، فالآمن والآمان يبدو بأنها وعلى هذا الحال ستكون أغنية نستذكرها ونبكي على أطلالها إذا لم يتم حل ملف اللاجئين من جذوره ، وإعادة الكرامة للأردنيين الذين اكتووا بنار القرارات الحكومية التي جعلتهم ( يشحدوا الملح ) .

ربما تكون الدولة الأردنية قد نجحت منذ بداية الربيع العربي في كبح جماح الربيع الأردني أو تأخيره ، ولكنها إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه ، فإن الفوضى ستجتاح الوطن وحينها لن تبقي ولن تذر ، وهنا يجب أن يتنبه صناع القرار إلى أن الوضع أخطر مما يضنون ، وبأن حساباتهم قاربت إلى الفشل ما لم يتم تدارك هذا الملف بإجراءات سيادية سريعة لا تحتمل التأجيل أو التأخير ، ويجب عليهم أن يفهموا جيداً بأن انعكاسات هذا الملف قد جعل الوطن والمواطن على فوهة بركان مشتعل قد ينفجر في أي لحظة ، فـ الأوضاع الاقتصادية حدث ولا حرج ، فـ الأردنيين الآن فاض بهم الكيل والنهر والبحر ، ولم يتوقف عند هذا وحسب بل إن معدلات الجريمة بارتفاع ، والانجاز هو الوقاية من الجريمة الجنائية قبل حدوثها أو وقوعها ، وليس الانجاز سرعة اكتشاف الجاني .

ناهيك عن ( الجرائم السياسية ) قد أعدمت آمال وتطلعات وطموح الأردنيين ، لا بل الأردني الآن ( ضايع ومغترب ) في وطنه ، ويبدو بأن الدولة في واد والشعب في واد ، لا يسمع أحدهما الأخر ، ولو كانت الحكومة الأردنية ( مستوردة ) من الخارج لراعت ظروف المواطنين الأردنيين الذين تحملوا ما لا طاقة لهم به ، حتى ناخ الجمل ومات صبرهم .

للوطن أعداء ليسوا تقليديين ، فـ العدو الأول للوطن هو المسئول الفاشل ومن تاجروا على جراح الأردنيين وتباكوا عليها ،العدو الأول للوطن الذي باع ضميره فأصبح مستتراً خلف قرارات أجحفت بحق الأردنيين ، فهم أعداءٌ للوطن أكثر من أي عدو أخر ، فمن يُحمل المواطن أكثر مما يتحمل فهو لا يريد مصلحة الوطن ، ومن يرمي وراء ظهره معاناة الأردنيين ويدوس عليها فهو لا يريد مصلحة الوطن ، ومن كان يظن بأن الشمس تغطى بغربال فهو واهم ، الوطن أمانة في أعناقهم قبل أعناقنا ، فنحن لم ندير شؤون الدولة ، بل هناك فئة فاسدة أجهزت على كرامة الأردنيين ، ومن يقول غير ذلك ، فليخرج من قصره العاجي وليمشي في الشوارع ، ولينظر إلى الأردنيين سيعرفهم بسيماهم رغم كثرة اللاجئين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات