حكي السرايا وحكي القرايا


تطل علينا كل عدة شهور أحاديث يطلق عليها أحاديث الصالونات السياسية حيث يبدأ نشر الشائعات والتكهنات ، ويصبح المعظم إن لم يكن الجميع خبراء في التحليل والتقاط الإشارات والبث الفضائي والأرضي والكواكبي وتدور الألسن بحديث وتمضغ بالكلام  ، حيث لا يوجد حلقة أولى ولا أخيرة وكأننا بأحد المسلسلات الأجنبية ذات الألف حلقة وحلقة أو نسيج من قصص ألف ليلة وليلة ، حيث يغرد لنا شادن هنا او هناك بان الحكومة سترحل وخلال فترة محددة وبأن مجلس النواب سوف يحل وبأن القادم من الأيام يحمل تغييرات في مناصب عليا وإقالة لمن سيقال وترقية لمن سيرقى وتأخذ الأحاديث داخل هذه الصالونات سمة القطعية والتأكيد وكل متحدث يدعي بالعلم الأكيد والخبر الصادق الصدوق ويصبح الجميع كهدهد سيدنا سليمان عليه السلام يأتي بالخبر الأكيد ، ثم تنتشر الأقاويل والتحاليل ( التحاليل السياسية وليست التحاليل الأخرى!) وتتضخم كرة الكلام كلما زادت تدحرجا بين الألسن وثنيات العقول والجميع ينقل عن مصدر مطلع ومطلع جدا والكل هنا عارف بالخبايا وما تخفيه أدراج المكاتب وظهورها .

هذه الظاهرة التي تسري في مجتمعنا الأردني تحتاج إلى دراسة بعد أن أصبحت تسري في عقولنا كما تسري النار في الهشيم ، وفي معظم هذه الأحاديث إن لم اجزم بأنها كلها لا تمت لواقع بصلة وإنما هي نسج من خيال من ابتلاه الله  بعقدة الأهمية وبأنه شخص (واصل) ، لماذا لا نترك الشأن لصاحب الشأن ؟ ولماذا لا نعتق القرار لوجه الله تعالى ونوليه لصاحب القرار ؟...

لو أمعنا التركيز قليلا بنتائج هذه الظاهرة السلبية لوجدنا أن أثرها قد يكون مدمرا وللمثال هنا إذا انتشرت موضة جديدة داخل احد هذه الصالونات ( السياسية وليست صالونات الحلاقة ) بأن مديرا عاما أو حتى وزيرا سوف يقال خلال عديد من الأيام مع تحديد للتاريخ وربما حتى للوقت نجد ان جميع القرارات التي تصدر عن هذا المسؤول وبمجرد أن يتناهى لمسامعه ويطرق باب أذنيه الخبر تكون جميعها متسرعة وبغير دراسة فيبدأ التخبط وتشتيت الفكر والطاقات ويبدأ قصفا بالذخيرة الأخيرة قبل أن يحتل موقعه التالي في القائمة  ..

لنترك الأمر دائما لصاحب الأمر والولاية ولنترك التنظير والتحضير وليلتفت كل ذي حمل إلى حمله فربان السفينة لديه بوصلته التي لا تضل ولا تخيب ولتكن أهميتنا نابعة من إتمام عملنا وتأدية الواجب بأبهى صوره وأجملها وأحسنها ...

ملاحظة : أنا لست مصدرا مطلعا وليس لدي مصادر خفية ولا اعمل في صالون سياسيا او حتى صالونا للحلاقة الرجالية او النسائية ..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات