واحد وستون عاما وما زالت النكبة مستمرة .. !


في الذكرى الحادية والستين للنكبة بامكاننا القول بأن الشعب الفلسطيني يعاني من نكبة مستمرة..فهي نكبة بوجود عدو استيطاني شرس وتوسعي, كل ما يصبو اليه هو الاستيلاء والسيطرة على ما يستطيع من الأراضي الفلسطينية وبشتى الطرق والحجج وفي النهاية التضييق على الفلسطينيين وارغامهم على الهجرة الطوعية مما بعني تحقيق هدفه وهو يهودية الدولة.
وهي نكبة مستمرة لأن الشعب الفلسطيني بلي بقيادات تتناحر وتقتتل من أجل الوصول والسيطرة على كراسي سلطة لا سلطى لها تحت نير الاحتلال..قيادات وضعت مصالحها الشخصية والحزبية الفئوية الضيقة فوق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني..قيادات تعمل بناءا على رغبات هذا النظام العربي أو ذاك.
وهي نكبة مستمرة أيضا بوجود وضع عربي وصل الى درجة من الانحطاط والذل والهوان لا وصف لها..وضع عربي تعصف به حالة من التشرذم والانقسام لم نشهد لها مثيلا منذ عقود.
واذا تجرأنا على محاسبة انفسنا والعودة الى تعرية ما جرى في غزة هاشم من حصار ظالم- وباسم الشرعية الدولية والعربية كذلك-, وتجويع وختاما بالمحرقة التي ارتكبها الصهاينة في غزة والتي تعد الأكبرمنذ انتصاب الكيان الصهيوني على أرض فلسطين..تلك المحرقة والتي حملت أسم حرب الرصاص المصهور, فمن جهة ارتكب العدو الصهيوني الشرس المذابح والمجازر واستعمل كافة أنواع الأسلحة المدمرة وحتى القنابل الفوسفورية المحرمة دوليا, مخلفا أكثر من 1500 شهيد والاف الجرحى أكثرهم من النساء والأطفال ناهيك عن تدمير البنية التحتية, وكل هذا تم على مسمع ومراى القيادات الفلسطينية والعربية والاسلامية والعالمية..انها الكبة بعينها. ومن جهة أخرى قامت بعض القيادات الفلسطينية بالاستقواء بالاحتلال  وهرولت وتهافتت وراء العدولاستعجال تصفسة الحساب مع"الشقيق" في قطاع غزة المنكوب..فهل بعد هذا الهوان الفلسطيني هوان؟.
وأما على الصعيد العربي, فنجد حالة من الحصار على غزة وما خلفه من تجويع ونقص في الأدوية ووسائل العلاج وبالتالي ارتفاع عدد الجرحى والمرضى وعدم السماح لهم بمغادرة القطاع عبر المعابر المغلقة, ونشاهد في الطرف الاخر لهذه المعابر الاف الأطنان من الأدوية ووسائل العلاج تحرق وتتلف لانتهاء صلاحيتها ومفعولها بعد عدم السماح بادخالها الى هذا القطاع المنكوب..انه تخاذل عربي مصري مخزي ومؤلم في نفس الوقت.

واذا عدنا الى النكبة فاننا نجد أن الهزال والتخاذل العربيين هما سببها وكذلك هما السبب في استمرارها وتفشيها..ففي الذكرى الحادية والستين للنكبة تتعالى الأصوات لتعديل المبادرة العربية بما يخدم مصالح الصهاينة بل بمطالبة منهم مما يعني الغاء حق العودة..وهذا الأمر يعني خضوع القادة العرب للاملاءات الصهيونية وتحقيق مطالبهم على حساب قضيتنا الفلسطينية.

وعشية النكبة لاحظنا الفوز الساحق لليمين الصهيوني في الانتخابات الصهيونية التي جرت قبل أشهر قلائل, وقد تم تشكيل أوسع وأكبر حكومة صهيونية متطرفة في تأريخ الكيان الصهيوني برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يطالب بالاعتراف بيهودية الدولة, مما يعني التخلي عن حق العودة..ويعين العنصري الحاقد والروسي الأصل ليبرمان وزيرا لخارجية هذا الكيان..ليبرمان الذي يطالب بتهجير جماعي"ترانزفير"للفلسطينيين وهو الذي طالب بقصف السد العالي في مصر..والأنكى أن يقوم بعض القادة العرب بالهرولة وراء هذه الحكومة واستقبال قادتها..فهل بعد هذا الهوان العربي هوان؟.

ان النكبة الفلسطينية مستمرة وهي كذلك مرشحة للاستمرار والتفاقم أيضا في ظل وضع فلسطيني وعربي واسلامي مأزوم, وللأسف الشديد لا نرى في الأفق ما يوحي الى عودة الوعي الفلسطيني واستعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية, فالحوار الفلسطيني وصل الى طريق مسدود ووضع مأزوم.

وفي المقابل فاننا لا نشاهد في الأفق سوى صراع الديكة على جيفة القى بها الاحتلال الصهيوني وأسمها زورا وبهتانا سلطة وحكومة وأجهزة أمنية ورموزا تدعي أنها ذات سيادة, ولكنها تفتقرلأبسط معاني السلطة والسيادة..هذه الأمور التي ذكرتها يحركها المحتل كما يشاء وكما يحرك لاعب الشطرنج الماهر حجارته.

اننا نشاهد في الأفق المزيد من التنازلات الفلسطينية والعربية..تنازلات هدفها النهائي تطيير ما تبقى من القضية.ونشاهد كذلك واحات نابضة بالعروبة ولكن ليس في بلاد العرب, بل في البرازيل وتشيلي حيث تم استقبال اللاجئين الفلسطينيين بعد أن ضاقت بهم بلاد العرب.

اننا لا نعول كثيرا على الرأي العام العالمي وشرعيته, تلك الشرعية التي على مسمع ومراى منها ارتكبت أبشع المجازر الصهيونية بحق ابناء شعبنا دون أن تقوم بادانة الصهاينة ومعاقبتهم, وفي المقابل نرى هذه الشرعية تدين وتعاقب حركات المقاومة في فلسطين ولبنان لكونهم يدافعون عن وطنهم وحقوقهم ليس الا..انه النفاق الدولي المنحاز للصهاينة وعلى الدوام.

ورغم استمرارية النكبة الا أن الشعب الفلسطيني الصامد صمود الجبال لم يكل ولن يتخلى عن حقه في المقاومة, فتراه يفجر ثورة تلو الثورة ويشعل انتفاضة تلو الأخرى, دون أن يتخلى عن أي حق من حقوقه المشروعة ودون أن يتخلى عن حق ومستقبل الأجيال القادمة, فهذه الحقوق هي ملك لأبناء شعبنا وأينما تواجدوا وليست ملكا لقائد معين أو حكرا على قيادة برمتها.

ان من ظن أن نهاية شعبنا الفلسطيني وقضيته كانت قد بدأت عام 1948 فوجئوا بصعود طائر الفينيق الفلسطيني, والذين ظنوا أن الحركة الوطنية الفلسطينية قد اندثرت وذهبت أدراج الريح بعد عقود من النضال والكفاح المسلح, فوجئوا بصعود وظهور الحركة الاسلامية النضالية الفلسطينية.

وفي النهاية أقول للذين يظنون بل يتوهمون بأنهم بمحاصرتهم غزة هاشم وبكافة طرقهم البربرية سيتمكنون من القضاء على اخر معقل فلسطيني مقاوم..أقول لهم بأنهم مصابون بداء الوهم, فالمقاومة هي حق نضالي شرعي يؤخذ ولا يعطى..وأذكرهم بما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل راشد حسين:سنفهم الصخر ان لم يفهم البشر**ان الشعوب اذا هبت ستنتصر..ومهما صنعتم من النيران نخمدها**ألم تروا أننا من لفحها سمر..وان قضيتم على الثوار كلهم**تمرد الشيخ والعكاز والحجر.

النصر والعزة للمقاومة الفلسطينية الباسلة ولشعبنا الصامد والخزي والعار للمحتلين الصهاينة ومن سار في فلكهم, وان النصر ات لا محالة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات