( لا تحزن .. هنيئا لهم الجنه )


الاشياء التي تدب بها الحياه تظهر اكثر جمالا ونظاره .. لقد تعود الانسان على رؤية الاشياء وهي بوضعها الصحي .. المسأله تعويد ... مثلا لو هناك ( ورده ) نضره .. عليها قطرات من الندى ومتفتحه ويفوح منها رائحه زكيه .. هي اجمالا تسر الناظرين .. لكن ان اصابها ذبول وانقطعت عنها الحياه تظهر ( الصدمه المؤقته ) للأنسان .. أي بمعنى ( الرفض ) ... لأن الانسان لم يتعود على رؤية القبيح بأستمرار ... هي حالات طارئه واستثنائيه توقف الأنسان .. لأن مجمل حياة الأنسان يعيش بين الأشياء النضره .. الحيه .. المزهوه ... الجميله ...المألوفه .. المتعود عليها كجزء كبير من حياته ان يراها على تلك الشاكله .

رؤية الميت مثلا.. بغض النظر عن كيفية وفاته يثير بالأنسان عدة أشياء وعدة ردود افعال ( اراديه او غير اراديه ) منها ..

1- اختلاف الهيئه ... المتوفي هيئته تثير الرهبه لدى الحي ... هي من الناحيه الجسديه الأمر طبيعي من توقفت حياته وخرجت الروح منه ( يذبل الجسد ) ويتغير لونه وتتجمد اعضائه وهذا الشيء الأنسان غير متعود على تلك الرؤى .. لأنه يحيا بأستمرار مع أناس أو مخلوقات حيه ... لو أزلنا أسباب تغيير هيئة المتوفي الجديده التي اكتسبها بعد الوفاة لعاد الانسان الى طبيعته . أي بمعنى التغير الذي حصل على المتوفي هي من ذات الجسد نفسه وليس امور اصطبغ بها من الخارج .. الانسان المتوفي هو نفسه الانسان الذي كان حي قبل قليل .. ما المرعب والمخيف من هذه المسأله ؟.

2- الخوف .. لماذا يتملك الأنسان الحي الخوف عند رؤيه الميت ؟ .. او أي شيء انعدمت فيه الحياه ( أنسان / شجر /حيوان / جفاف نهر ... ) ؟ ... لنركز على الأنسان هنا ... الخوف من ماذا ؟ ... الخوف هو فطري ... يخاف من المجهول ..أي بمعنى الخوف من ما بعد الموت ؟ ... وماذا بعد الموت ؟ ... هو اجمالا لا يحمل وزر غيره .. هو يخاف على نفسه وليس على المتوفي .. الميت يثير في نفسه الأشياء التي يتنساها او تغفل عنه بأنشغاله عن الحياه .. وفجأه عندما يرى شخص متوفي امامه ( يستوقفه ) الامر ( كالصدمه ) ... وفورا يحضر الى ذهنه الخوف من المجهول .

3- ماذا يوجد بعد الموت ؟ .. الجنه والنار ... هذا لجميع البشر ... بغض النظر للمؤمن أو لغير المؤمن ... حتى الملحد يحضره الخوف وأن كابر بين الناس لكنه فعليا وداخليا ونفسيا يثير به الموت ( فطريا ) الخوف من المجهول .. الخوف من ما هو الشيء الموجود بعد الموت ؟ ... لا أحد يقنعني بغير ذلك .

4- ( المقارنه ) .. مما يعزز بنفسه الخوف والارباك والذهول هو فورا بعد أجتماع العوامل السابقه عليه يستحضر بذهنه أن يبدا بالمقارنه .. المقارنه حسب من هو المتوفي ... يبدأ بوضع الاحتمالات ماذا لو كان المتوفي أنا ؟ .. أو أحد أبناءه ... أو أبا / أمه / جده /صديقه / .... مما يرفع نسبة ( الادرينالين ) لديه ويشيح عن نظره تلك الافكار ويهرب منها ظاهريا في حين هي حقيقة تترك بنفسه غصه مؤلمه تشاؤميه تحتاج الى وقت للتخلص منها بعد يومين او ثلاث او اربعة ايام عندما ترجع حياته الى دائرة الانشغال بالحياه مره اخرى ويبدأ بالنسيان تدريجيا ... في حين ان من وقعت عليه المصيبه او الامتحان يحتاج الى وقت أكثر ... ويكون تأثير العوامل السابقه عليه أضعاف الشخص التي لم تمسه المصيبه مباشره .. كلاهما يتأثر .

5- حالة الموت ... هذا الأمر يساهم بتقدير حالة الأنسان وردة فعله .. ومدى تأثير العوامل السابقه على استقبال الأمر .. سبب الموت هو انتهاء الأجل بلا شك .. وأن تعددت الحالات ... لكن الفضول يدفع الانسان لمعرفة كيف مات هذا الأنسان لأن هذه الفكره تطغي على التسليم أن الموت سببه هو انتهاء الأجل .. من منا سمع أن فلان مات ولم يسأل تلقائيا وفضوليا كيف مات ؟ .. جرت الامور على هذه الشاكله ... حالات الموت تحدد مدى ردة فعل الستقبل للخبر .. وهي درجات .. تعتمد على عمر المتوفي .. وعلى صحته وعافيته او مرضه .. والحاله ( تسمم .. انتحار .. شهيد ... طبيعيه .. مرض .. سقوط .. حادث ... مشاجره ...حروب .... ) وحسب الحاله التي مات عليها الانسان تتحدد درجات تلقي الخبر ومدى تأثيرها النفسي على الانسان الحي .

6- العاطفه ... تتحرك بأتجاهين .. الحزن ... والحزن حاله اضطراب انعدمت فيها مشاعر الفرح ... والأنسان بطبيعته يتمتع بالفرح لأنه مصدر راحه نفسيه له .. عندما ضرب عنصر من عناصر الاستقرار النفسي والجسدي والروحي له بفقدان أنسان كان بالنسبة له مصدر فرح فترك فراغ لديه غير مشبع فتضطرب النفس ....... والاتجاه الثاني التي تتحرك به العاطفه هو ( العصبيه ) والغضب ويخرج بطريقتين أما (بالحقد والأنتقام ) أذا كان هناك فاعل ومسبب لموت هذا الأنسان..وأذ لم يكن هناك فاعل وكان ضعيف الأيمان خرج الى الرفض و ( الكفر ) وأيذاء النفس لعدم تحمله وصبره على المصاب الذي اصابه وأما تخرج ( العصبيه والغضب ) الى ( الصبر ) وتحمل الفاجعه .. وبجميع الظروف والأحوال تكون درجة العاطفه بجميع كينونتها وافرازاتها تعتمد على حالة الموت المذكوره سابقا وعلى درجه الصله ( قرابه / أنسانيه / دينيه / عرقيه / ...) .الأيمان بالله وبقضاءه وقدره له دور كبيرا في تحديد ردة الفعل أيضا.

7- السلوك ... سلوك أي أنسان يكون سبب بمقتل الناس وانهاء حياتهم يؤخذ بعين الاعتبار ... وله دور أيضا بتحديد درجة ردة الفعل ... السلوك القائم على قتل الناس بالظلم والجور وعدم مخافة الله او القائم على العداله والأيمان بالله بأخذ القصاص من القتله وقتلهم ذلك يعزز من مدى وقع الأثر النفسي على الشخص .. وهذا يترتب عليه أمور كثيره قد تدفع الأنسان الى الطاعه أو الى العصيان وبجميع الظروف الطاعه او العصيان لسلوك هذا الأنسان هي حاله نفسيه تصيب المجتمع الذي تأثر بعوامل خارجيه سببها السلوك والتي تفسر بالنهايه كردات فعل.

8- ألأيمان بالله ... الشخص المتلقي للخبر .. خبر وفاة ( أنسان / بشر ) .. اذا كان المتوفي ( شهيد ) .. أنا شخصيا أشعر بالفرح... لأنه حقيقة أهنئه على ما أختار الله له من مكارم .... وهل دخول الجنه بعد أمر الله ورحمته وأذنه هل بعد ذلك الفوز فوز ؟ .. الدنيا زائله .. مائه سنه . الف سنه .. مليون سنه .. الكل سيموت .. ولكن عند لقاء الله يوم القيامه ويكون جزاءك الجنه هو ذلك الفوز العظيم الأبدي .. مخلد بها أبدا .. حتى الاطفال الشهداء .. هم طيورا بالجنه .. هنيئا لهم .. لقد عفاهم الله من عناء الدنيا والحياه وشقائها واختارهم عنده شهداء بالجنه بأذن الله .. هنيئا لهم .. وهنيئا لكم .. ايها الشهداء الأبرار ... لا تأسفوا على حياه وأن طال عمركم بها ستموتون بالنهايه ... ولكن العتب على من سيزج به بنار جهنم مخلد بها أبدا .. أيظن نفسه مخلد .. مائه سنه .. الف سنه .. مليون سنه .. بالنهايه سيموت وسيقف بين يدي الله ويا لتلك الخساره العظيمه .. يا لتلك النهايه المفجعه .. يا لذلك المصير المشؤوم .. في نار جهنم وبئس المصير .. لعنكم الله أيها الظالمون .. أيها القتله ... أيها المجرمون ... الفوز والخساره هو يوم القيامه ... أال تدركون .. ألا تعقلون .. الا تتفكرون .. ولكن هذه مشيئة الله لقد قست قلوبكم وتجبرتم واخترتم حياة الدنيا الزائله واخترتم نار جهنم على الاخره وعلى الجنه ( الفوز العظيم ) .. أنا بقمة السعاده والفرح لأنني ميقن بأذن الله أنكم أيها المجرمون القتله بنار جهنم .. سيضحك الذين رضي الله عنهم عليكم كثيرا .. قال تعالى ..

( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين، وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون، وما أرسلوا عليهم حافظين، فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الأرائك ينظرون، هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )

ملاحظه : بأذن الله كل الشهداء هم فرحين الأن بدخولهم الجنه ويتنعمون بها .. وأنا فرحان لهم وفرحان لدخول ( قاتليهم بأذن الله النار ) لماذا الحزن ؟ .
والسلام عليكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات