كلام مدفوع الثمن


لم يكن مفاجئا ما صرح به مدير عام أورانج من أن الحكومة تحصل من كل دينار يدفعه المواطن على فاتورة الهاتف الخلوي ما قيمته خمس وستون قرشا في أبواب عدة من الضرائب الغير قابلة للفهم أو التفسير أو التحليل في الثقافة الاقتصادية الحكومية ، ولم يكن كذلك مفاجئا أو من باب الصدفة أن يعلن السنور عن تعديله الوزاري في نفس صباح اليوم الذي صرح به عن الخمسة وستون قرشا وفاة نائب " رحمه الله " مع أنه صرح سابقا أن التعديل بعد الانتخابات البلدية .

مفارقات في الحياة الأردنية على المستوى السياسي والاقتصادي يربطها رابط واحد وهو أن جميعها تصب في صالح الحكومة مباشرة وليس في صالح الشعب ودولة النسور أصبح لعيب حريف في السياسة الأردنية وفي إدارة الأزمات التي يفتعلها مع الشعب ، وتقول بعض المصادر من كواليس الحكومة أن دولته ماهر جدا كذلك في لعبة الشدة السياسية ودون الحاجة لأية مساعدة من أحد ويكيفيه أن يلعب بورقة توزير النواب كي يبقي ملفات كثيرة في جعبته طي الكتمان أو النسيان السياسي والشعبي .

ومن أوراقه في اللعب أنه لم يصرح لأحد من المقربين ماذا سيحدث بحقائب الوزارات التي لم يتم ذكر تغييرها ، فهل ستبقى لنفس الوزراء أم أنه سيقوم بتعديل وزير بدلا من حقيبة وزارة ؟ ، وتحاول بعض المصادر أن تصيد في ماء نية النسور العكرة بأنه قام بالتسريع في تعديله الوزاري بعد أن غادر عدد كبير من النواب العاصمة عمان لحضور مراسم دفن زميل لهم توفي بالأمس ، وهذا الكلام يأتي من باب أن هاتف دولته أغلق من ساعة مغادرة النواب جماعات أو فرادى إلى مراسم الدفن بعد أن سرب للإعلام بعض اسماء الوزراء الجدد وليس بينهم أسم لنائب .

وفي العودة للخمسة وستون قرشا وفي مقارنتة مع ما تقدمه الدولة من دعم للخبز وللمحروقات وهي مبالغ متقاربة سواء التي تحصل أو التي يدعم بها المواطن نجد أن دولته يسير في إيجاد حالة من التوازن المالي في مصاريف ونفقات حكومته مع الحرص على تغطية ما يزيد من هذه النفقات عن طريق قروض ومعونات دولية تدخل في هامش الدين العام الذي لايحمل وزره لوحده كحكومة بل يشاركه فيه المواطن بنصيب الأسد .

وتقول بعض المصادر المقربة من الحكومة أن دولة النسور يحتفظ من الصحف اليومية فقط بما ذكر عن قيم ما ينفقه المواطن الأردني من أموال سواء على اللحوم والمكياج والعطور والأجهزة الخلوية والسجائر وبقية المواد الكمالية على الشعب والضرورية للحكومة ، ويجمع قيم هذه المبالغ ويضربها بنسب بسيطة جدا ليعرف كم سوف يتحصل لجيب الحكومة منها كلما رن هاتف المواطن أو فكر في أكل اللحمة أو في وضع " الحمرة " أو في تدخين سيجارة وهنا يطبق دولته مقولة عادل إمام " الساعة بخمسة جنيه والحسابه بتحسب " وإنشاء الله بتنعدل امور الشعب كما إنعدلت الوزراة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات