الاندية الجماهيرية تطالب اتحاد الكرة بـ"حرية" التسويق والحصول على الريع


جراسا -

الدعم لا يتناسب وحجم المصروفات ويضع الجميع في سلة واحدة

ربما تشهد الايام القليلة المقبلة نوعا من "التصعيد الاعلامي" بين بعض اندية الكرة الممتازة واتحاد اللعبة عقب سلسلة من الاتصالات والمشاورات الهادئة، على خلفية القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة في جلسته الاخيرة، والقاضي بتقديم مبلغ 152 ألف لكل ناد من الاندية الممتازة البالغة عددها 12 ناديا في الموسم المقبل 2009/2010 الذي سينطلق في الثالث عشر من شهر تموز (يوليو) المقبل، بحيث ينال كل ناد مبلغ 80 ألف دينار كمعونة احتراف تقدم على 8 دفعات بمعدل 10 آلاف دينار في كل مرة، ومبلغ 72 ألف دينار بدل بث المباريات وريع تنظيمها، مما يعني ان الاتحاد سيدفع مبلغ مليون و 824 ألف دينار، ويضاف اليها جوائز البطولات الاربع الكبرى والتي تصل قيمتها الى 190 ألف دينار، مما يعني ان الاتحاد سيدفع مبلغ 2 مليون و14 ألف دينار في الموسم المقبل للاندية الممتازة نظير نشاطها في بطولات دوري المحترفين وكأس الكؤوس وكأس الأردن ودرع الاتحاد.

لماذا الرفض؟

رفض بعض الاندية للصيغة التي وضعها اتحاد اللعبة في جلسته الاخيرة بشأن آلية توزيع الريع ودعم الاحتراف، جاء نتيجة شعورها بـ"الظلم" من المساواة في توزيع الريع، وترى انه اذا كان من حق الاتحاد ان يوزع معونة الريع بين الاندية بالتساوي، بحكم انه في هذه الحالة يقدم مساعدة للاندية، فانه ليس من حق الاتحاد ان يوزع الريع بالتساوي، ذلك ان الاندية تختلف من حيث قاعدتها الجماهيرية وهذا الامر مرتبط بالريع وحقوق البث التلفزيوني، وتختلف من حيث مقدار انفاقها على فرقها "لاعبين ومدربين" لا سيما فيما يتعلق بعقود الاحتراف والرواتب الشهرية، وتختلف ايضا بمقدار العقوبات التي تتعرض لها من قبل الاتحاد خصوصا ما يتعلق بمخالفات الجماهير.

من هي الاندية الشعبية؟

وربما لا يختلف اثنان على ان الاندية الممتازة الاثني عشرة الحالية تختلف فيما بينها من حيث القاعدة الجماهيرية، وتشير كل الظواهر الى ان فرق الوحدات والفيصلي والرمثا تحظى بأكبر قاعدة جماهيرية، ودليل ذلك ان المباريات التي تكون الفرق الثلاثة طرفا فيها تمتاز بحضور جماهيري طيب، اما بقية الفرق فهي تتراوح بين الضعيفة والضعيفة جدا من حيث القاعدة الجماهيرية.

وبالعودة الى محاضر جلسات لجان النظام والسلوك المتتالية، فان الاندية الثلاثة على وجه التحديد تلقت غرامات مالية تصل قيمتها الى عشرات آلاف الدنانير في كل موسم نتيجة العقوبات التي تفرض بعد معظم المباريات بسبب الهتافات التي تطلق فيها.

وثمة اندية مثل شباب الأردن والبقعة والجزيرة والحسين إربد لا تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، لكنها تنفق بكثرة على اعداد فرقها، ومن البديهي القول بأن اندية مثل الفيصلي والوحدات وشباب الأردن تنفق في كل موسم أكثر من نصف مليون دينار على فريقها، من رواتب للاعبين والمدربين وعقود احتراف ونفقات سفر وغيرها، بينما يتراوح انفاق فرق اخرى بين 150 الى 300 ألف دينار في كل موسم، فكيف يساوي اتحاد الكرة بين الفرق؟.

لمن الجمهور؟

الجدال الدائر حاليا بشأن عدم استفادة الفرق الكبيرة من جماهيرها او تلك التي تنفق بكثرة من دون ان يكون لها جمهور عريض، يعيد الى الاذهان "مسلسل الخلافات" الذي امتدت حلقاته طويلا، ولعلني اذكر في هذا المقام احد الامثلة التي حدثت عام 1998 عندما انقسمت الاندية الى معسكرين، احدهما ضم اندية الفيصلي والرمثا والحسين والقادسية والعربي وكفرسوم والاهلي، فيما ضم الثاني اندية الوحدات والبقعة والجزيرة، وحينها اتخذت الاندية السبعة الأولى قرارا بعدم اللعب في الدوري ما لم يقم اتحاد الكرة بتوزيع ريع المباريات بالتساوي بين الاندية، فيما رأى الوحدات ذلك اجحافا بحقه وطالب بتوزيع الريع مناصفة بين الفريقين المتباريين في كل مباراة.

واذكر هنا ان اتحاد الكرة كان يوزع الريع وفق الآلية التالية:

- الدوري الممتاز: 35% للفريقين المتباريين، 35% لبقية الاندية الثمانية، 8% بدل تسويق واشراف على بوابات الدخول، 2% بدل صيانة ملاعب، 5% لاندية الدرجتين الأولى والثانية، 15% تحكيم ومنتخبات.

- كأس الكؤوس: كامل الدخل لاتحاد الكرة.

- كأس الأردن ودرع الاتحاد: 45% للفرق المشاركة بحيث توزع وفق نسبة عدد المباريات التي لعبها الفريق بالتساوي، 45% للتحكيم والمنتخبات والاتحاد، 8% بدل تسويق البطاقات والاشراف على الابواب، 2% بدل صيانة الملاعب.

هذه الآلية لم تكن تعجب الوحدات تحديدا، لأنه رأى فيها ظلما واضحا له، لا سيما وانه كان يحظى بحضور جماهيري مميز لم يكن يستفيد منه ويقال له آنذاك بأن هذا الجمهور هو "جمهور الكرة الاردنية"، وفي نفس الوقت كان الوحدات يدفع ثمن هتافات جماهيره، بعد ان يعتبر الاتحاد "نفس الجمهور" هو جمهور النادي وليس الكرة الأردنية، بمعنى انه يتم معاقبة النادي على جمهوره ولا يكافئ عليه وهذه معادلة غير مفهومة على الاطلاق.

بين الامس واليوم

نحو 11 عاما مضت على تلك الزوبعة وللصدفة فان ذلك الموسم شهد الغاء الدوري بعد الاشكالية التي حدثت في لقاء الفيصلي والقادسية آنذاك، ومنذ ذلك الحين فقد اختلفت الاحوال، فالاتحاد حاليا يبيع حقوق البث التلفزيوني لشبكة

"ART" كما يقوم ببيع حقوق التسويق وبطاقات الدخول والاعلانات داخل الملعب، ومقابل ذلك يدفع مليوني دينار تقريبا تضاف الى نفقات اخرى على المنتخبات واجور التحكيم وغيرها من النفقات على البطولات الاخرى.

ويرى اتحاد الكرة بأن الاندية تستطيع ان تتميز عن سواها بالدخل من خلال ما تحصل عليه من القاب، ويستدل على ذلك بأن الوحدات حصل في الموسم المنصرم على مبلغ 105 آلاف دينار كجوائز عن البطولات الاربع التي حصل عليها، واذا ما تمت مقارنة جائزة بطل الدوري الحالية ومقدارها 50 ألف دينار فانها تزيد 10 اضعاف عن تلك التي كانت مخصصة لبطل الدوري عام 1998 والبالغة 5 آلاف دينار فقط، مما يعني ان الاتحاد ضاعف قيمة الجوائز المالية اكثر من 10 اضعاف، ومع ذلك فان الاندية تراها غير مناسبة لحجم الانفاق الذي يصرف على الفريق. 

ماذا يعني الاحتراف؟

حدد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم جملة من الشروط لتطبيق الاحتراف منها، عدم تدخل القطاع العام في إدارة الدوري، وأن تكون الجهة المنظمة للدوري كيانا قانونيا تابعا لاتحاد الكرة، وأن يكون لها بنية إدارية تنظم المنافسة والتسويق والإعلام والمالية، وأن يكون ممثلو الأندية واتحاد الكرة والإدارة العليا للدوري أعضاء في الجهة العليا لصنع القرار للدوري (اللجنة التنفيذية)، وأن تكون وظيفة رئيس مجلس الإدارة بمثابة دوام كامل، وأن يكون للدوري مراجعة أرباح وبيان خسائر وميزانية، وأن يكون له مدقق حسابات أيضاً.

وكذلك لا بد أن يكون للدوري نظام تسويقي مركزي يتكون من بعض العناصر مثل حقوق الإعلام ورعاة محددين وسلع، كما لابد أن تكون له استراتيجيات تطويرية ووسائل نشر مثل دليل الدوري وبرنامج المباراة، ووجود موقع الكتروني, وتكون العناصر الثلاثة مثل الحقوق الاعلامية والرعاية والسلع هي المصادر الرئيسية للدخل في الدوري.

وفي هذا الصدد تقول الاندية ليترك اتحاد الكرة لنا مسألة التسويق وحقوق البث التلفزيوني والريع ولا نريد معونة احتراف، ولكن هل تنجح الاندية في ادارة نفسها بينما اتفقت أكثر من مرة على ان لا تتفق وتنسجم في مواقفها الجماعية؟.
 



تعليقات القراء

النورس الاردني
اكثر نادي له قاعدة جماهيرية هو الزعيم
الموج الازرق
والوحدات مشجعينه من المخيمات مش فاضيين للمباريات عندهم بسطات بشتغلوا عليهن
24-05-2009 10:25 AM
الى التورس الاردني
الى متى هذه التعليقات التافهة التي تنم عن سوء تربية واخلاق البيت السيئة والبيئة التي خرجت منها اي انك تعكس صورت اهلك في البيت ...
حبيبي جمهور الوحدات معروف على مستوى الوطن العربي انه اعرق واكبر جمهور في المنطقة ,,, جمهور الفيصلي في أكثر المباريات جماهيرية لا يتعدى 5000 متفرج
اما جمهور الوحدات في اضعف المباريات يتعدون 7000 متفرج

المخيمات التي تتحدث عنها هي نفسها التي اخرجت الاطباء والعلماء والبنوك واكبر الشركات في الاردن والبسطات التي تتحدث عنها هي ايضا التي تساهم في تربية الايتام وتعليم الاطفال والشباب وتوفير لقمة العيش الكريم ... وكلهم فخر بالعمل عليها

اما انت ايها المحترم فثقافتك بعيدة ان تفهم ما كتبت فحاول ان تجد شخص ليترجم ولك .
وكل الاسف على جراسا نيوز التي تنشر مثل هذه التعليقات العنصرية
24-05-2009 11:37 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات