حقيقة الاقتتال العقيم في مصر وتبعاته على العالم العربي


نعمَ الفكرُ ونعمَ القلمُ ، ونعمَ الرأيُ الصّواب ..لمن يلتزم جانب الحق والعدل والحياد من كتابنا ومفكرينا وسياسيينا.. مشكلتنا نحن العرب أننا نؤمن بسرعة بالمبادئ ، ونثق بالعملاء والجواسيس والخوانة وأعداء الأمة . ونحن لنا تجارب عظيمة مع هذه التيارات التي لم تضمر للعرب يوما سوى الشر .. ولم أجد بدا في معرض سياقي هذا إلا أن أستشهد بحديث نبينا المبعوث رحمة للعالمين .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : تفترق الأمة الإسلامية على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة .. أفلا نشك بأسلمة بعض من يدعي الإسلام في هذه الأيام ، فكما نرى فإن هناك فئات ضالة ما زالت تقاتل في العراق ويرأسها المالكي ، الذي جاء ممتطيا صهوة دبابة أمريكية على عجل في أعقاب اكتساح قوات التحالف للعراق ، وبشغفٍ منقطع النظير ، جاء كي يحكم العراق بالحديد والنار ، ونحن نرى في هذه الأيام .. كيف تتفنن الفئات الضالة في التنكيل بالعراقيين من علماء ورجال دين وأصحاب فكر تحت حجج واهية ، ونرى أيضا أشكال القتل في الجزائر وليبيا ومصر وسوريا واليمن ، نرى العجب العجاب في الطريقة التي يذبح بها الناس ..
نعم يذبح العظماء والمفكرون وأرباب أقلام وعلم ، يذبحون بطريقة لا يمكن أن يتحملها أكبر الجبابرة لسوء الاساليب والطرق التي يتم ذبح الناس فيها .. ذبح النعاج .. نحن لا نحتمل أن يقتل الإنسان بأي طريقة كانت ، ولا نقبل أبدا لجوء أحدنا إلى قتل أي حيوان ضار .. فكيف يمكن القبول بقتل إنسان ذبحا بالسكين على السُّنة الإسلامية التي عهدناها من لدن أولئك المجرمين .. واليوم كما نرى في مصر ، يذبح الآلاف بنفس تلك الطريقة الهمجية .. وعلى طريقة الذبح الإسلامية ... فشعبة واحدة هي التي تنتظر مصيرها إذن كي تُذبح على الطريق الإسلامية وحسب شرع الله .. على أيدي اثنتان وسبعين شعبة هي التي تتولى هذا الذبح إذن !.. فهم كلهم بحكم المؤكد سيبقون خونة وعملاء وجواسيس ومجرمين لا يردعهم دين ولا خلق ، لقد باعوا ضمائرهم ودينهم مقابل حفنة من الدولارات ، فمن هو مرسي ؟؟ ومن هم الأخوان المسلمون الذين اكتشفهم المصريون أخيرا بما يمتلكون من ترسانات الأسلحة الفتاكة ، وما أن اندلع القتال في مصر حتى بدؤوا يعيثون في الأرض فسادا وتنكيلا وقتلا وتدميراً.. بينما من المفروض أن تكون اعتصامات المواطنين الشرفاء ، مجرد شكل من أشكال التعبير عن عدم الرضى بالواقع وبطرق سلمية مجردة تماما من كل أشكال العنف والإجرام ، فقد تكون الإعتصامات السلمية بعيدا عن استخدام السلاح وبعيدا عن مظاهر القوة والإجرام والتحديات ، اعتصامات بدون شعارات كاذبة مسيئة ، وبلا مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، وبلا مدافع ولا رشاشات ولا قنابل ، ولا قناصين قتلة سفلة لئام .. يقتلون بلا رحمة ولا هوادة .
من وجهة نظري التي لا أقبل من أحد أن يحتج عليها بغير ما تحتمل من أوجه الحق ، فإن من يحمل السلاح بقصد قتال طائفي على تراب الوطن العربي ما هم إلا مجرمون وعملاء وخونة ، ويظهر جليا أن كل همهم هو البحث عن الكراسي والمناصب والحصول على الأموال .. والغنى والثروات .. من خلال وعودهم بتقديم خدماتهم الجليلة لمصلحة إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر ، ويدل على هذا بأن أعمالهم المشينة ما هي إلا تبديد لقوى الجيوش العربية وتحويلها عن مهامها الرئيسية وهي حماية الأوطان ، والوقوف في وجه العدو الصهيوني كلما كان ذلك ممكنا ، لم يفهموا لا هم ولا كل المغرر بهم ، بأن بعثرة الجهود ، وقتل الشرفاء والعظماء والمفكرين من أبناء الوطن ما هو إلا جريمة بحد ذاته ، يجب أن يعاقب عليها كل من يرتكبها قتلا بقتل .
وغدا سيفاجأ الجميع بهروب معظم العملاء والخونة ، والجواسيس من أي جهة كانت ، وسيتركون الساحة في مصر ويهربون إلى دول أخرى لا شأن لها في العروبة والإسلام إلا أنهم كانوا محرضين على الفتنة والجريمة والقتل مثل حكام قطر الذين لم يتركوا بابا للعمالة ولا الخيانة ولا التآمر على العروبة إلا ولجوه ، وعلى مستوى بعض الشخصيات من دول إسلامية بشكل لا يقبله ضمير إنسان عرف الله وآمن به وبما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فأنا منذ اليوم وبفردية وحرية مطلقة أكتب ما أراه ، ويراه الكثيرون من شرفاء أبناء هذا الوطن الذين أصبحوا يدركون حقيقة وكنهِ ما أكتبه وكتبته من قبل ومن بعد ، بعيدا عن الزيف والكذب والمراوغة والخداع ، وبمعزل عن أهواء وعقليات ذوي الأفكار الهدامة والخيانة والعمالة والعلاقات المشبوهة والفحش .. فإني أؤمن إيمانا مطلقا ، بأن مطالبة أي شعب لدولته بالحقوق والواجبات المترتبة عليها تجاه الشعب ، هي حق وواجب ، على أن لا تتم بهذه الطرق العدوانية والوحشية والهجومية ، ولا باستخدام السلاح ، أو إشعال حرب على تراب الوطن لا يعرف كم تكون خسائرها من أبناء الوطن سوى الله ..
المطالبةُ بالحقوق والواجبات يجب أن تتم بطريقة سلمية ، وعلى العقلاء جميعهم أن يعدوا لذلك إعدادا جيدا ، وأن يضعوا خططهم بشكل محكم وبأساليب سلمية يجب أن تظهر سلميتها للعيان وبوضوح تام .. وأن لا يجعلوا للحكومة ولا لقواتها النظامية سلطانا عليهم ، لكي لا يضطروهم إلى استخدام السلاح أو القتال غير المتكافئ بين الأخوة على تراب هذا الوطن .. من يدعي بأن أبناء الجيش والعسكر هم من قارة أخرى فعليه أن يفيء إلى أمر الله ، ونحن على مر التاريخ ما عهدنا بالتنظيمات على اختلاف أنواعها ، والتي كانت كثيرا ما تلجأ إلى اختيار مسميات غريبة لتنظيماتها .. فمثلا .. حزب الله هو الحزب الذي انخدع به الكثير من الناس .. والشيعة هم الطائفة التي أظهرت في الفترة الأخيرة عدائها للإسلام ، فبعدما كنت من أول المؤيدين للثورة الإسلامية أنا ومن معي من أبناء الأردن اكتشفنا خطأنا بأننا نؤمن بمنظمة شيعية لا تقوم إلا على القتل ، فكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام والصور الحية من شوارع طهران بمئات من جثث المسلمين السنيين ، وهم معلقون على أعواد المشانق ، ولا ندري إن كانت قد جرت لهم محاكمات عادلة ، أم أصبح الحكم والقتل ميدانيا وبدون محاكمة ، فهذا ديدن الفئات الضالة والمضلة ، وسائل الإعلام التي تنقل الصور الحية من جميع أقطار العالم ، عجزت أن تنقل لنا صورة واحدة من أي قطر من أقطار الدول الأوروبية وغير الأوروبية في الشرق والغرب تثير الإشمئزاز كما نقلت من الشارع المصري .. الموضوع في مصر لا يحتمل الظلم ولا الإدعاء بالكذب على فئة دون فئة .. وإذا كان المشكلة هي السعي للحكم ، فإن الأخوان المسلمون ليسوا جديرين بالحكم أكثر من غيرهم .. فقد كانت السنة التي حكم بها الأخوان المسلمون مليئة بالمتناقضات ، فأساس الحكم ليس خطبا نارية ولا أقوالا ولا دعايات .. ولعل معظمنا يذكر تماما ما أفرزه مؤتمر أنقره في تركيا قبل ثلاث سنوات ما بين المخابرات الأمريكية والمخابرات الصهيونية وجماعة الأخوان المسلمين في الشرق الأوسط ، والتي على أثرها تم تقسيم المنطقة جغرافيا إلى قطاعات ، تحكمها الأقليات الإسلامية الباحثة عن الحكم على طريقتها التي تلائم الواقع الحالي المفروض على المنطقة ، وكما يحلوا لها .. وباتحاد يشبه إلى حد كبير ما يسمى بالاتحاد الكونفدرالي . فكيف لنا أن نؤمن بحقيقة حكم إسلامي مبني على منوال ومخططات الصهيوأمريكية .
من منا سيقتنع بسهولة ، بأن مثل هذه الدويلات الإسلامية التي كانت من الممكن أن تظهر للوجود في حالة نجاح تلك المخططات ؟
بالختام .. فإن العالم العربي اليوم أصبح يتخبط بالفعل في ظل حكام لا يدركون أخطار تلك المؤامرات والمخططات التي تواجههم في عقر دارهم .. وحينما يواجهون الخطر لا يجدون من يلتف حولهم أو يدافع عنهم من أبناء شعبهم ، نظرا لسوء علاقاتهم مع شعوبهم وأوطانهم ، وبات معظمهم يكرس حياته بالمطلق لإرضاء الأسياد في الغرب وفي تل أبيب ، على أسس انتماءات ليست سوية .. فهي منهجية أقرب ما تكون إلى العمالة منها إلى حكم شعوبهم على أسس من العدل والاستقلالية .
فيا من تبقى من حكام العرب عليكم أن تحسنوا علاقاتكم بشعوبكم وبمواطنيكم ، قبل أن يأتي يوم لا تلقون أي مهرب من ويلات وسخط الشعوب ، ولأنكم لم تحسوا من قبل بوخز ضمائركم التي باتت بعزلة تامة عن الحياة ...
ولعلي قبل أن أختم فعلا .. أود أن أذكر حكومتنا الرشيدة ، بأن أيام الحكومات التي يتهمها الأردنيون بالفساد .. كانت الحياة في الأردن أفضل ألف مرة من الحياة في هذه الأيام .. فالمفسدون الذين نهبوا ثروات البلاد ، لم يحرموا الشعب حصته من الخيرات المنهوبة ، وها نحن نرى النسور يعتصر آخر قطرة انتماء لدى الأردنيين ، بحيث أصبح الأردنيون يتمنون أن يعود للوطن بريق ذلك الألق الذي صاحب بيع المؤسسات والأراضي والمقدرات .. والأردنيون اليوم أصبحوا أكثر إدراكا من ذي قبل ، بأن الدينار الأردني أصبح اليوم لا يساوي سوى مائة فلس فقط من قيمته أيام عهد الفساد والفاسدين ..
ألا رحم الله حكومات أفسدت ، وأعطت للشعب بصيصا من الحياة ، وأمل مشرق بمستقبل لم نكن نتوقعه لولا مجيء عبدالله النسور ليتولى منصب رئاسة الوزراء .. وكم أتمنى أن أرى طبيعة الحياة الخفية التي يحياها النسور بين أسرته وأهله ..
والله من وراء القصد ،،،،،،،،،،،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات