مشهد من أربعة مشاهد


ما حدث في مصر خلال فض إعتصام الإخوان ضاع في خضم معركة العرب في الربيع العربي وإن كان الرقم كبير إلا أنه لايمثل شيء مقارنة بملسلس الموت السوري والعراقي المستمر ، وخمسمائة مصري في يوم واحد ولم يتكرر هذه الرقم في الايام التالية أفضل من خمسون قتيل في سوريا يوميا وفي العراق .

وبالتالي عن ماذا سوف يتحدث الزعماء الغربيين والعرب ؟ عن شعب مصر أم العراق أم سوريا وجميع ما صرح من قبل هؤلاء الزعماء يدخل بباب الخجل السياسي ، والرئيس أوباما لم يتمكن من وصف ما حدث في مصر بالمجزرة لأن سوريا ليست مجزرة وكذلك العراق وما يحدث هو مجرد تصفية حسابات بين الشعوب وحكامهم والعالم ليس معني بالدخول بين البصلة وقشرتها .

ولللأسف في نفس الوقت أفسد الاعلام المصري بشقية الإخواني المدعوم عربيا والرسمي المدعوم عربيا وغربيا فضاعة المشهد المصري ، ولم يعد لمشاهد الجثث أو الدماء أو الصراخ أي تأثيرا على المشاهد العربي فكيف بالمشاهد الغربي الذي في الأصل لايعينه الشأن العالمي بشيء ، وفي الاعلام هناك ما يسمى قاعدة التكرار التي تصيب المشاهد بالبلادة وعدم الاهتمام وبالتالي البحث عن ما يفرغ فيه من طاقته ويضيع فيه وقت فراعة ويمارس اللعب بالزمن بعيدا عن مشاهد الموت والقتل .

وهناك مشهد أخر أخرج القصة المصرية من إهتمام المشاهد وهو العدد الكبير للمحللين والسياسين واصحاب الرأي والرأي الأخر مما وضع المشاهد في خانة المتاهة في البحث عن حقيقة ومصداقية ما يعرض على شاشة التلفزيون وما هو الدور الكبير الذي تلعبه الانتقائية الاعلامية في التعامل مع الحدث وهذه إنتقائية تحقق لممارسها سياسته واجندته التي اقام لأجلها وسيلته الاعلامية ، وفي نهاية الأمر أصبحت مصر مشهد من مشاهد الربيع الدموي العربي والسياسين وجدوا لأنفسهم سوقا جديدا لممارسة هوايتهم عبر وسائل الاعلام ، ومصر هي مشهد من أربعة مشاهد لفليم الربيع العربي المفتوح النهاية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات