فض اعتصام رابعة العدوية .. يفتح الأفق أمام الأنظمة الفاشية


لا يمكن للأنظمة الفاشية والمتغطرسة والمتلونة والمائلة والمميلة والموقوذة والنطيحة، وكل من يروغ كالثعلب ويلبس جلد الحرباء.. لا يمكن أن يسمح بمرور ما حدث في الميادين المصرية دون دراسة دقيقة مستفيضة ،وبقريحة متعطشة ومفعمة بالسعادة والحيوية ، وكأنها كمن يصحو من كابوس مميت وفجأة عادة له الروح ويريد أن يتلمس الأشياء من حوله، ليتثبت من حقيقة وجوده بينها وانه ما زال على قيد الوجود وما زال هنالك أمل في الغطرسة.

كل الأنظمة الفاشية في العالم الحديث لم يدر في خلدها يوما ًرغم كثرة محلليها الاستراتيجيين وخبرائها العسكريين ومخابراتها واستخباراتها ومن والاهم من السحرة والكهنة لم يدر في خلد كل هؤلاء ما دار في مصر ..

مبارك يغادر كبينة القيادة في وقت قياسي ويوضع في السجن على ذمة التحقيق والمحاكمة.. فيضع كل من فاته قيام ليل وكل من أكل حق من حقوق العباد وأشاع الظلم والفساد، يضع كيساً اسوداً على رأسه وبثقب واحد يرقب من خلاله المشهد.. ومرسي يخرج من السجن إلى الحكم فيحلف اليمين كل فاشي بائس وماسوني تائه ؛ وكأنهم في طابور للتلاميذ " اقسم بالله العظيم لو ولج الجمل في سم الخياط لصدقنا.. ولكن لا طاقة لنا على التصديق لما يحدث في مصر " وراحوا يدعون ربهم دعاء يونس " سبحانك ربي رب العرش العظيم سبحانك إني كنت من الظالمين " ويعين مرسي السيسي قائداً لجيوشه فينقلب عليه، فيتنفس هؤلاء الصعداء وينفضوا غبار المقابر عن ذقونهم ،ويغتسلوا من رجس كان انيسهم طوال فترة حكم مرسي، ويعود أبناء الصندوق إلى الميدان، فيصيح الفاشيون صغيرهم قبل كبيرهم مالي أرى ارض مصر تنتج حراكاً كأنه أهرامات تتكاثر كالفطر.. فعادت ترتجف فرائص الذئاب والكلاب والدواب والذباب .. وكان يوم الخلاص بفض عذرية ميدان رابعة وعلى مرأى من العالم كله.

نعم الأفق متسع ألان ورحب أكثر من أي وقت أمام هذه الأنظمة، وصناع القرار والمخططين والاستراتيجيين، فالقد صنعت لهم الحالة المصرية العديد من طرق الخلاص والقدرة على العودة، ونحن نجزم أن غرف العمليات التابعة لهذه الأنظمة ستلقي بكل خططها في القمامة بعد اليوم ، وسيصبح حجها وحجيجها إلى الخبراء المصريين لتأخذ عنهم اصنص التعامل مع الحراكات .. غرف العمليات التي كانت تصطدم بالجدار في كثير من الأحيان، أصبح أمامها الكثير من الخطط المرنة وخطط الرجوع والتعامل مع الوقت وضبط النفس والانقضاض على الفريسة..

لا بد أن هنالك تنازلات قدمت من قبل الانقلابيين ومن والاهم على طبق من فضة لأخوتهم الأمريكان، هذا الطبق الذي تفوح منه رائحة الشرق الأوسط الجديد، لا بد وان هنالك مقايضات مقابل العودة، والأيام بيننا دول.. وستثبت لكم الأيام صحت ما أقول.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات