القنفذ يعرف شيئاً واحداً وكبيراً رمزي الغزوي


القنفذ يصطاد الأفعى بطريقة عجيبة ، ففور أن يقع نظره عليها تزداد أشواكه انتعاشاً وانتفاشاً ، ثم يدور حولها عدة دورات بسرعة برقية ، وفي كل مرة يقفز صارخاً ليصبح قاب نهشتين من هدفه ، ويحاول أن يكمش خطمه (أنفه) للخلف ، ليكون في حماية الأشواك المشرعة ، فأنفه نقطة ضعفه ، ولهذا تحاول الأفعى أن تنال منه في خطمه!!.

القنفذ يبدأ بالزحف على بطنه ، وهو متحفز لينقض باية لحظة ، ليمسك بها من نهاية ذيلها ، فتتلوى بأنيابها البارزة ، وحفيفها المخيف ، وتحاول أن تنال منه ، لكن الأشواك تحول دون ذلك ، وهكذا يظل القنفذ يعيد الهجوم مرة تلو المرة ، حتى يصل إلى مقتلها في عنقها ، فيجهز عليها ليلتهمها بشهية كبيرة وعلى تعب!. وبعيداً عن أشواك القنفذ المنفوشة ، وأنياب الأفعى الملغومة بالسم ، فالثعلب المراوغ تحصلت لديه حيلة لطيفة ضد البراغيث ، فهو يقطع قطعة من صوفه ويجعلها بفمه ، وينزل في الماء ، بادئاً برجليه ، والبراغيث تطير حتى تتجمع على قطعة الصوف ، فيلقيها في الماء ، ويخرج خالياً من البراغيث المزعجة!!.

قديماً قال الشاعر اليوناني الشهير آرخيلوخوس:(الثعلب يعرف أشياء كثيرة ، ولكن القنفذ يعرف شيئاً واحداً كبيراً)،،. فرغم أن الثعلب يحب القنافذ كثيراً ، ويحتال إلى ذلك ما استطاع سبيلا ، لكن كل حيله وكل مراوغاته تذهب أدراج الريح ، فعندما يتكور القنفذ جاعلاً نفسه كرة من الشوك الحاد ، ينسحب الثعلب خائباً لا يلوي على شيء!!.

فالثعلب قد يتماوت ، وقد يرفع قوائمه ليشعر القنفذ باللإقتراب ، لكن كل هذه الحيل تذهب أدراج اللاشئ ، عندما ينكمش القنفذ شاهراً أشواكه!! ، ولهذا ففي الأزمات الإقتصادية المهلكة أو المعضلات السياسية الكبرى ، تتقمص بعض من دول العالم دور الثعلب لتحتال لحياتها وبقائها ، ولكن الكثير منها تفضل أن تكون مثل القنافذ ، حيث في الكمون يكون الهدوء ، والسكينة وراحة البال!!.

أما البشر وطرائق حياتهم ، فلها أحيانا بعض الشبة ، فمنهم من يروغ روغان الثعلب ليحتال لمعيشته الصعبة ، بل وقد يتماوت أو يموت في سبيل تدبير أمورها وتسيير دفتها ، ومنهم من يكون (قنفذي التكتيك) ، ينكمش على شوكه وذاته ، فيما آخرون تغلبوا على الثعلب والقنفذ في آن واحد ، فهم مرة قنافذ حقيقيون،، ، ومرة ثعالب حقيقيون!! ، وربما ستجدون أيضاً من حولكم (ثعالب مقنفذة)...ربما!!.

ramzi279@hotmail.com



تعليقات القراء

ياسلام
حلوة كتير
30-05-2009 11:02 PM
ابوعناب
كلاهما من الثدييات. هل تعتقد يا صديقي رمزي بانه يجدر بنا ان نقوم على تهجينهما اولا حتى نحصل على ثعالب مقنفذه؟
لكن السؤال هنا كيف نستطيع ان نجمع بينهما رومانسيا مع وجود كل تلك الاشواك؟؟!!!!! اعتقد بانها ستكون ملحمة تتطابق مع رواية الحرب والسلام
تحياتي لك واعتزازي بك
05-06-2009 03:31 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات