السيسي ودعوى التفكير


إن إصرار السيسي على النجاح الكامل لانقلابه على شرعية الحكم في مصر، بدون النظر للتكاليف المترتبة على الوصول إلى هذا النجاح، يقود إلى التفكير الجدي بأن الرئيس مبارك المخلوع كان رجلا لا يعرف الرجال من حوله، فلو كان السيسي مكان طنطاوي أبان حكم مبارك، لربما لازال مبارك للآن متربعا على عرش مصر، أو لربما استطاع بسهوله توريث ابنه الحكم، ولما آلت الأمور إلى خروجه من الحكم، بعد ثلاثة عقود من التسلط والتجبر.

ويقود التفكير أيضا إلى أن الرئيس المعتقل مرسي كان يعاني من نفس الداء الذي عانى منه مبارك، ولم يدرك أن السيسي سيكون بذرة فناء حكمه، واستطاع بمقدرته على دغدغة مشاعر المصريين، وبدعم الداعمين سواء من فلول نظام مبارك، أو من الزعامات العربية المريضة، والتي بدأ السوس ينخر عروشها، والدول الأجنبية التي كانت ترى أن قوة الإسلاميين في الحكم ستعجز عنها قوة الترسانة العسكرية التي يمتلكونها، وان خطرهم سيكون خارج حدود سيطرتهم، فسارعوا مجتمعين للانقضاض على شرعية الحكم في مصر، من غير الاعتبار بالدماء التي ستكلف حتى يتمكن السيسي من السيطرة على الأمور من جديد، أو لعل الله يظهر الإسلاميين على الانقلابيين، فتعود الأمور لمجرى الشرعية الذي يترقبه المصريين.

كما وان التفكير يقود إلى أن الدماء التي تلذذ السيسي بتلويث يد الجيش بها، ستجعل من الشعب المصري شعبا يرى بان جيشه ليس بأحسن حالا من الإسرائيلي، الذي كان يفتخر بأنه أكثر إنسانية منه، بل سيرى الشعب المصري أن جيش الصهاينة ارأف على المسلمين، من جيش مصر وقواتها الأمنية على شعب مصر، وسيكون ديدن الصهاينة أنهم الجيش المدافع عن وجوده، في حين أن جيوش العرب تدافع عن العروش.

ويشطح التفكير خروجا من محيط مصر، والدماء التي تقرب بها السيسي للزعماء العرب، الذين دعموه ووجهوه للانقضاض على الشرعية في مصر، بان تكون ارتدادات هذه الجريمة على عروشهم وشرعيتهم، فان كانوا دعاة فتنه فكيف سيكون عندهم شعور الكرامة والعزة لشعوبهم، أبدا لن يكونوا سوا جلادين للشعوب، ويكونوا اسواء حالا وأشرس سطوة من السيسي، طبعا فهم أساتذته، وهم من خطط، ومول، وبارك تحركاته.

أما إن جال التفكير صوب بني صهيون والأمريكان ومن دار في فلكهم، فهم في فرح وسرور، فقد تخلصوا من مرسي وشوقه للأقصى، وتخلصوا من هيبة الجيش المصري وقوات الأمن، بعد مذابح فض الاعتصامات التي تورطوا بها.

أما نحن شعوب العرب وبني الإسلام، فقد تعلمنا أن التفكير في الانقلاب على حكامنا معناه الموت بسعر بخس، فالحرية والأمن التي يمنون علينا بها، هي نفسها يديرها العسكر، ولديهم القدرة والنفسية المطمئنة بان يقلبوها علينا رصاص ونار وغاز.

وبالنهاية يقود التفكير إلى أن السلامة بقول: عاش عاش عاش، خير من قول شجاع بطل، وقد مات برصاصات العسكر.( قول جبان ولا قول قد فطس ).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات