فوط سياسية


في مشهد أخير لأحد الافلام الامريكية عن مقدم برنامج تلفزيوني ساخر رشح نفسه للرئاسة امريكا وفي النهاية وبعد فوزة ومن ثم تخليه عن المنصب قال جملته التي أصابت مقتل في ذهني والتي تقول أن رجال السياسة لديهم يتم استبدالهم كما تستبدل حفاظات الاطفال عندما تتسخ بواحدة جديدة ، وكون الحكومة مقدمة على تعديل وزاري ومن باب النصيحة اوجه لدولة النسور ما خرج به ذهني بعد مشاهدتي لهذا المشهد .

تؤكد الحياة السياسية في الأردن أن هناك علاقة قوية ما بين رجال السياسية حفاظات الأطفال ، وبالقليل من المنطق نجدها علاقة قوية وراسخة وتبدأ هذه العلاقة قبل اختراع ما يسمى بسندوش " البراز " أي أيام فوط القماش والطريقة التي كانت أمهاتنا يتعاملن بها مع هذه القطع من القماش ، في تلك الايام لم تكن الفوط الجاهزة للإستخدام قد وصلت لنا وكانت امهاتنا يضطرن إلى نزع فوطة القماش ومن ثم غسلها "بحها " بالماء الساخن ومن ثم يتم استخدام النيلة من أجل إعطائها بياضا ناصعا كون تلك الفوط سوف يتم نشرها على حبل الغسيل وسيشاهدها كل الجيران ويعتبر نصاعة بياض تلك الفوطة دليلا على أن تلك المرأة " شاطره وحدقه " ، وفي الزمن الحالي يتم استخدام الفوط الجاهزة سريعة الاستبدال بغيرها وبأسعار تنافسية وبعروض خيالية .

وعلاقة رجال الساياسة لدينا بتلك الفوط تكمنبأننا نجد العالم الغربي تعتمد الحكومات فيه على رجال السياسة كما تعتمد النساء على فوط الاطفال الجاهزة بحيث يتم الاستغناء عنهم بمجرد أنتهاء صلاحيتهم وإمتلائهم بالقاذورات والاوساخ ، ونحن في الأردن وفي القرن الواحد والعشرين ما نزال نستخدم طريقة فوط القماش في اختيارنا لرجال السياسة مما يجعلنا نضطر إلى غسلها في كل مرة تمتلء بالاوساح ونقوم بإستخدام كافة ادوات التنظيف ونحرص على أن تنشر على حبال الغسيل وهي بيضاء ناصعة البياض ، ومن ثم نعيد استخدامها لنفس الغرض كي تمتلء بالاوساخ من جديد وهكذا يستمر استخدامنا لنفس الفوطة إلى أن تبلى قطعة القماش وتنتهي ونحرص على أن نأخذ منها قطعة إحتياط للمستقبل من باب أنها من نفس الصنف" العائلة " من حيث الجودة والقوة .

وإلى أن يصلنا إكتشاف الحفاظات سريعة الاستخدام " الديموقراطية " أعاننا الله على غسيل فوط القماش ونشرها على حبال غسيل الوطن كل صباح كأسلوب في اختيار الحكومات وما يتبعها من تعديلات وملحقاتها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات