ليش هيك


يقال في الموروث الشعبي أن " الله سبحانه وتعالى عندما يسمع المعيار يغار " والمعيار هو أن يقوم شخص ما بكشف سر شخص أخر بهدف نشر هذا السر بين الناس من أجل أن يصيب الطرف الأخر بالفضيحة بين الناس وبالذات بين من تربطهم علاقات مع هذا الشخص ، ويزيد أصحاب هذا المثل الشعبي الشعر بيتا ويؤكدون من خلاله أن الله سبحانه وتعالى يقوم ومن باب العقاب للشخص الذي فضح السر أنه ييسر له من خلقه من يقوم بنشر سره على الناس ، وتكون النتيجة النهاية ومن باب عدم مخافة الله من قبل البشر أن تصبح كل اسرار الناس منشورة بينهم ولايعد هناك سر مخفي على أحد من خلق الله .

وفي الفترة الأخيرة وبعد احداث مصر قامت كلا من الحكومة والإخوان في الأردن باللعب على هذا الموروث في كشف اسرار بعضهم البعض على الناس ، وفي محاولة من طرف أن يكون سره أكبر وأكثر ضررا من الطرف الأخر ومن خلال استخدام كافة الوسائل والادوات المتوفرة بين يدي الطرفين ومن أبرزها وسائل الاعلام ، أصبح وضع العلاقة بين الدولة وإخوان الأردن في مهب هذه الوسائل التي تقوم بأخذ ما تريد من الفضيحة وإلقاء الباقي في البحر وعن طريق اختيار عناوين كبيرة وملفتة للإنتباه كي تصيب هدفها .

والنتيجة وكما يقول المثل الشعبي أصبح غسيل الحكومة والإخوان منشور على حبال الوطن وحبال العالم ككل ولم يعد هناك ستر مغطى لأي طرف منهم ، والمواطن في وسط هذه المعركة والمساحة الكبيرة من أحبال الغسيل وضع يده على خده وصفن في هذه الحبال التي أخذت حيزا كبيرا من المشهد العام للوطن وغطت على ما تبقى منه من مناظر يستطيع هذا المواطن ومن خلال مشاهدته لها أن يزرع القليل من الطمأنينة في قبله بأن هناك شيء جميل في مشهد الوطن ككل .

ومع كل هذه المصائب التي تقع على رأس الوطن مايزال طرفي القصة يصران على ممارسة لعبة حبال الغسيل تلك وهما يعلمان علم اليقين ومن خلال تجربة البلاد التي تحيط بهم أن النهاية أوطان بلا جدرا ولا أسوار ولا شرفات وقد دمرت عن بكرة ابيها ولايوجد متسع لأي حبل غسيل ينشره أي طرف من أطراف الخلاف في تلك الأوطان مما جعلهم يستخدمون جدران وأسوار وشرفات ومباني أوطان أخرى كي يستمروا بنشر غسيلهم عيله ، لأن الهم الرئيسي لطلا الطرفين هو " المعيار " والجيمع يعلم أنه عند الميعار ربنا سبحانه وتعالى يغار والمواطن يطرح سؤال بسيط ..ليش هيك ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات