الاستثناءات في البادية الأردنية حقيقة أم وهم؟


تعاني مناطق البادية الاردنية من ظروف استثنائية واحوال قاسية في مختلف جوانب الحياة التي تمس المواطن البدوي في هده المناطق الصحراوية القاحلة ، وخاصة في ظل مواسم القحط والمحل المتواصل بسبب انحباس الامطار ، وفي ظل انهيار اقتصاد البادية الاردنية والتي يعتمد بشكل اساسي على قطاعين مهمين : هما الزراعة ، والثروة الحيوانية ، فالقطاع الاول وهو الزراعة تم ضربه من قبل الحكومة من خلال اهمال واضح متعمد لقطاع الزراعة والمزارعين في البادية الاردنية .

حيث اهملت وزارة الزراعة تقديم الخدمات الزراعية للمزارعين وهجر الكثير من الناس العمل بهذا القطاع الحيوي ، وكدلك قطاع الثروة الحيوانية وذلك بسبب رفع الدعم عن الاعلاف ، ليس هدا فحسب بل عدم تقديم الخدمات والدعم والمساندة لمربي الثروة الحيوانية في البادية الاردنية من اجل تدمير منظم لهدا القطاع والقضاء عليه وتحول الكثير من ابناء البادية الاردنية متسولين وشحاذين امام بوابات الجمعيات الخيرية من اجل الحصول حفنة من دنانير لدفع رسم جامعي او فاتورة مياه او كهرباء او علاج.

اما عن باقي الخدمات في البادية الاردنية فحدث ولا حرج ، انهيار تام في قطاع التعليم والصحة والبنية التحتية والتأهيل والتدريب والاهتمام بالكوادر البشرية ، وايضا ارتفاع وازدياد نسب الفقر والبطالة وخاصة بين حملة الشهادة الجامعية ، وازدياد نسبة الرسوب في امتحان الثانوية العامة ، وبروز ظاهرة الغش في الثانوية واصبحت ظاهرة واضحة للعيان ، وغياب دور منظمات المجتمع المدني ، فالجمعيات الخيرية تعجز عن تقديم ابسط الاشياء من طعام وشراب وكساء او تبني الاسر الفقيرة والمعدمة ،لقلة الامكانيات وضيق اليد وعدم الدعم الحكومي ، وعدم توفير فرص العمل وخاصة من قبل المصانع الموجودة في البادية الاردنية والتي تقدر ب 1100 وهي لا تشغل الا العاملين من خارج البادية،ولا تنشر الا التلوث في الماء والهواء والتراب ، وبشكل عام فان الاحوال في البادية متردية وقاسية وهي تزداد سوءا من مختلف الجوانب .

ان تفعيل دور لجنة المبادرات في الديوان الملكي ، والصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية ، ومستشارية العشائر ، وصندوق التعويضات البيئية والاموال التي بحوزته والتي تقدر ب160 مليون دينار.

وفي ظل الاحوال التي نعيشها في البادية فقرا وقهرا وسياسات تجويع وتهميش واقصاء تطل علينا اصوات من بعض القوى السياسية والاحزاب والتجمعات والنخب المثقفة وكتاب الاعمدة والنخب المثقفة ، تطالب بإلغاء الامتيازات والاستثناءات لأبناء البادية الاردنية ، ونحن بدورنا ابناء البادية الاردنية نتساءل عن هده الامتيازات الكاذبة والوهمية ، فأين هي الامتيازات والاموال والوظائف الحساسة والعليا لأبناء البادية في الديوان والرئاسة والدوائر المستقلة ، واين هي الوظائف لحملة الشهادات العليا من حملة الماجستير والدكتوراه في التعيين بالجامعات الحكومية المحرمة علينا نحن ابناء البادية ومحللة على غيرنا ممن أتى من هنا وهناك، اما ربع الكفاف الحمر فلهم الصحراء حرها وغبارها .

ان الاستثناء الوحيد للبادية الاردنية هو انها تعيش على هامش التنمية الوطنية وهي تعاني من الفقر والجوع والبطالة والحرمان ولا بد ان ينتهي مسلسل التجويع والتهميش والاقصاء والابعاد وفتح ملف التنمية في البادية الاردنية واتباع سياسة الاحتواء وفتح حوار مع النخب المثقفة في البادية الاردنية ودراسة الملفات العالقة والتي هي بحاجة الى البحث والدراسة قبل تفاقم الأزمة وتطورها وتفجرها في مناطق البادية الاردنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات