بأي حالٍ جئت أيها العيد


لن أتكلم هذه المرة عن حالة الأجواء السياسية والعمليات العسكرية الجارية في منطقتنا العربية وانحياز أغلب الدول العربية إلى العالم الغربي حيال مشاهد جلد الذات سواءً في مِصر أو سوريا أو باقي المناطق الملتهبة من الجسد العربي.
بل سوف أتحدث عن حالة الفقر والعوز بين الأردنيين في ظل تنامي حالة القهر المتفشي في أنفس المواطنين، والمرتسم على جباههم وقلة حيلتهم بعد الخروج من شهر رمضان المبارك وما واكبه من صلات الرحم ، وقرب حلول عيد الفطر السعيد وما سيرافقه أيضاً من صولات وجولات وعيديات ، مروراً بفتوح المدارس والمتطلبات الدراسية من قرطاسية وزي المدرسي ...الخ
ونحن نتحدث في هذا المجال عن مجتمع لا يكاد يفي راتبه المتطلبات الاعتيادية بل إنه يمضي شهره في نكد العيش في لاقتراض من البنك (كشف راتب) ثم من الأصدقاء ، معتقداً خبراء الفكر والأقتصاد، بأن هذه سياسة (الخضوع والتبعية) من الحُكومات المتعاقبة لعدم تفريغ العقول إلا للتفكير في لحاق لقمة العيش ، فكم من حكومة آتت وذهبت بشعارتها البراقة لتحسين حال المواطنين ومكافحة الفساد، ولكنها في حقيقة الأمر كانت تكذب على نفسها وعلى شعوبها إلا ما ندر من حُكومات نظيفة وشريفة إلا أنها لم تستمر طويلاً لمخلافتها للمزاج من قِبل المتنفذين في الطبقة العليا .
بينما تنعُم الفئة البرجوازية والتي تُعد على أصابع اليد في حالة من النعيم والبذخ ، وهي بالطبع لأصحاب المعالي والسعادة والعطوفة بالمختصر (المكوشين على البلد وبايعينها بنكلة) والأسماء مكشوفة ومعروفة وحدث بلا حرج.
يتسائل المواطن الشريف النظيف إلى متى سيستمر هذا الوضع المزري وإلى متى سيبقى الأردنيين الأحرار شماعة أخطاء الحُكومات القديمة والحديثة التي تلعن كُل حُكومة اختها ليستمر الضحية المواطن الأردني في بيع عفشه ومنهم من يقبل على بيع مبادئه وقيمه من أجل الرشوة التي يستبيحها لنفسه في ظل الأوضاع السائدة من ضنك العيش وقلة الحال .
فماذا أحدثت حُكومة الدكتور عبدالله النسور هل حلت جزءً من المشاكل الاقتصادية ؟ هل ساهمت في حلول غير تقليدة منها على سبيل المثال زراعة مادة القمح الاستراتيجة بدلاً من الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية ؟ هل فكر بحلول سياسية ناجعة تهدف إلى تهدئة البؤر الملتهبة في الأردن .
لم تفعل جُل الحُكومات الأردنية شيئاً واحداً مما ذُكر بل كانت حُكومات تراكمية لإنتاج الفساد بل ساعدت على تكريس الفساد وعلى تجميد الأوضاع والرهان على شعبها في المزيد من الصبر والتحمل ، والظهور على شاشة التلفزة كالحملان الودعية بكل لباقة وكياسة حتى يشعر المتلقي بأن هذه الحكومة ستعالج الجراح وتخفف الأعباء ليتفاجئ بعد رحيلها بأنها زادت من تعفن الجراح وأرهقت المواطن بما لا يطق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات