الوطن للجميع بين الحقيقة و الخيال !


ليس من أي حق أي جهة في وطننا العزيز و الغالي الأردن الذي نفتديه بالمهج و الأرواح و الأموال أن تزاود على أي جهة أخرى مهما كانت بوطنيتها أو انتمائها طالما أنها تلتزم بشروط المواطنة الصالحة التي تسعى إلى خدمة الوطن و تقدمه و ازدهاره و مستعدة للدفاع عن أراضيه و استقلاله بكل ما تملك و تخدم أيضا مصالحه الوطنية و القومية بإخلاص و تجرد و شرف و أمانة في جميع الأحوال و الظروف لأن الوطن ليس مجرد جواز سفر أو مكان لقضاء إجازة الصيف أو انه وسيلة للتنفع أو الاحتكار و استغلال المواطن الفقير و المسكين و المغلوب على أمره , غير القادر لتدبر أسباب العيش الهانئ الكريم .

فهذا الانقسام الحاد ألعامودي و الأفقي في المجتمع الأردني الطارئ يجب أن يتوقف بعد أن تعالج أسبابه بأقصى سرعة قبل أن تقع الفأس في الرأس و يندم الجميع عندما لا ينفع لا اللطم و لا النواح و لا العويل على ما فات خاصة و أن هناك جيلا بكامله أمانة في أعناقنا جميعا ينتظر مستقبلا زاهرا و حياة آمنة و عيشا كريما و علما جيدا و خدمات صحية مناسبة و غير ذلك كثير .

كل ما ذكرت لا يتحقق بالأمنيات و الأحلام و الوعود الكاذبة و الخيالية و إنما يحتاج إلى خطط و وورش عمل تعمل ليل نهار من اجل تحقيق هذا الهدف النبيل و الأساس.

و ما هذا العنف المجتمعي في الجامعات و الشوارع و الحارات و هذا الارتفاع غير المسبوق في أعداد و أنواع الجرائم المختلفة وغيرها ما هو إلا نتيجة و ليس سببا فالفجوة تزداد يوما بعد يوم اجتماعيا و اقتصاديا و بشكل واسع بين فئات المجتمع و الوطن الواحد و المصحوب بفساد إداري واضح في القطاعين العام و الخاص على حد سواء . و ما يجرى و جرى في الشوارع العربية خلال السنتين الماضيتين تحت اسم اخترناه ألا و هو " الربيع العربي " الذي تحول إلى خريف دموي كانت كلفته مرتفعة جدا في الأرواح و الأموال و تهدمت و تلاشت فيه دول و مدن تاريخية و أخذت معها ما جمعته مئات السنين من عادات و تقاليد و حب و تآلف بين أفراد مجتمعاتها دينيا و عرقيا و جهويا .
للأسف الشديد فلقد تحولت المجتمعات العربية إلى مجتمعات متناحرة و متقاتلة عرقيا و طائفيا فنسينا ما يجمعنا و أصبح تفكيرنا منصبا على ما يفرق الأمة و يشتتها و يفرقها و بالتالي يضعفها و كل هذا يصب في مصلحة أعداء الأمة و على رأسهم دولة العدو الصهيوني لا غير.

و عودا على بدء , يبقى السؤال مطروحا :

هل نترك الوطن في مهب الريح في يد حفنة من صناع القرار الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الخاصة و البقاء أطول فترة ممكنة في الأمكنة التي يتواجدون فيها حيث ابتلي بهم الأردن منذ فترة ليست قصيرة و عملوا كل ما في وسعهم للوصول إلى ما وصلوا إليه .

كيف ؟. جميعنا يعرف كيف و سرق الوطن و نهب في غفلة من الزمن !!

لقد آن الأوان لوقف هذا النزيف الاجتماعي في سلوكنا و تصرفاتنا و أخلاقنا سائلين و مسئولين من دون تنظير على الناس يؤخر و لا يقدم . و الكل أيضا يعرف كيف ولا أظنني بحاجة إلى الغوص في الحلول و هي بالمئات و أولها محاربة الفساد من كل نوع و الجدية في محاسبة الفاسدين الذي أوصلونا إلى ما وصلنا إليه .

كفانا دجلا و كذبا و تأجيلا و ضحكا على الذقون لأننا بصراحة و قد قلتها في مقالة سابقة: " لم نعد نصدق أحدا منكم ", و لقد تعبنا منكم و من قراراتكم فكل ما بني على باطل هو باطل و سيظل باطلا حتى تزول الأسباب.

و هل لنا أن نتوقف عن المزايدة على بعضنا البعض في وطننا و عروبتنا و دينينا ؟. فنحن في هذا الوطن العزيز عرب مسلمون و مسيحييون و أردنيون فخورون بهذه الصفات نسعى جميعا للعيش في مجتمع مدني ديمقراطي نظيف من الفساد و الفاسدين و المفسدين لا أكثر ولا أقل !!!

أعيدوا للوطن و للمواطن أمواله المنهوبة و ابنوا بها مدارس و جامعات و مستشفيات و زيدوا رواتب الموظفين العاملين و المتقاعدين و ابعدوا أيديكم عن جيوب المواطنين...عندئذ سيكون الوطن بألف خير . فهل فعلتم أيها القائمون على أمور العباد ؟؟

هذا ما نؤمله و نرجوه في المدى المنظور فالوطن ليس مزرعة لأحد كائنا من كان أيها السادة حتى يعود الوطن وطنا لجميع أبنائه الأوفياء المخلصين .



تعليقات القراء

شوشو حمود
صدقت ... يا ريت كل المواطنين متلك بشرفك ووطنيتك وعزتك وكرامتك .... وكما قلت الوطن من حق الجميع
28-03-2015 02:46 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات