أمُنا الحكومة


منذ أن بدأت إعادة هيكلةثقافتي ومهنتي التي قضيت لأجلها اربع سنوات بكالوريس وسنيتن ماجستير وأقريت لنفسي أن الصحافة مهنة تستحق أن تمارس غصب عن الجميع ومن باب أنها مهنتي كما المهندس والطبيب وبقية المهن التي يمارسها البشر سواء خريجي الجامعة أو المعاهد الفنية أو مدرسة الحياة التي يجتمع تحت سقفها الجيمع .

منذ تلك اللحظة وأن أحرص على أن استمع أكثر من أن أتكلم وأن أعطي الذي أمام تنبيه قوي بأنني صحفي مما يعطيه الحق بأن يمتنع عن الحديث أو يستمر في الحديث ، الذي يعتبر بالنسبة لي هو خبر ، وتكبر القضية تلك عندما يكون الذي أمامي مسؤول ذو صفة حكومية ويبدأ بالحديث معك عن كل شيء إلا عن نفسه كي يبعدها عن قصة الخبر الذي يعيطك أيها بشكل مباشر أو غير مباشر .

وهذه المقدمة وضعتها كي أوضح السر في القرار الأخير لرئيس مجلس النواب الحالي بإخضاع موظفي المجلس لنظام الهيكلة وحرصه على أخذ موافقة مجلس الوزراء منذ تولية رئاسة المجلس السابع عشر وهو يصرح للجميع أن خمسمائة موظف قد تم تعينهم في المجلس خلال تولي الدغمي والفايز رئاسة المجلس مما وضع مجلس النواب بكوادره الوظيفية بحالة من الترهل والإداري لدرجة أن عدد النواب وبعد زيادته إلى مائة وخمسين ليسوا بهذا العدد الكبير من الموظفين ما بين مدير مكتب وسكرتير ومهام إدارية، والمجلس هو الذي يدفع رواتبهم وليس النواب .

وكنت في جلست مع أحد موظفي مجلس النواب قبل يومين لشأن يتعلق بدراستي الحالية عندما بدء الحديث عن رغبة رئاسة المجلس بإعادة هيكلة الخمسمائة موظف وتوزيعهم على مؤسسات ودوائر حكومية لأنهم عينوا خلال فترة رئاسة دولة الفايز ومعالي الدغمي وعلى أسس تحكمها المنفعة مع القاعدة الانتخابية لكليهما ، والتأكيد لهذه القواعد أن فلان ليس بأحسن من علان الذي وظف مائتين وخمسين موظف وأنه قادر على تعيين مائتين وخمسين موظف مثله .

وبهذه الطريقة التي يمكننا أن نعكسها على بقية الدوائر والمؤسسات الحكومية من جانب التعيينات وعلى مدار سنوات عديدة نكتشف السر بالخلل التوظيفي في أجهزة الدولة ، وأن العصا السحرية للهيكلة لن تصلح ما أفسده هؤلاء الرجال بل ستكون عصاه تزرع في قلب المؤسسات الحكومية وتبقيها لسنوات طويلة واقعة تحت ضغوطات هؤلاء الرجال ونفوذهم الذي لن ينتهي إلا بانتهاء دورهم في الحياة السياسية في البلد .

والأمثلة عن تكرار وجود هذه الآلية في الكثير من المؤسسات الحكومية السيادية كثيرة جدا ويتم الحديث عنها بين فترة وأخرى بوسائل الإعلام ويتم إغلاق بابها أمام الإعلام دون أية أسباب تقنع الشعب أن هناك شيء ما يتغير بهذا البلد ، ومن هذه المؤسسات رئاسة الحكومة والديوان والمؤسسات المستقلة والكثير من مزارع التنفيع ذات الصفة الخاصة جدا ..وتعيش أمُنا الحكومة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات