( النزاع الأخير .. سامحني )


رجل بخريف العمر اصابه مرض مزمن وتطورت حالته الى حد شعوره بقرب أجله .. وهذا الامر دفعه الى طلب المسامحه من الجميع .. كلمة ( سامحني ) تتكرر كثيرا وبمواقف معينه .. ما سر هذه الكلمه ؟ ..

لماذا تطلب مسامحتي ؟ .. هل بسبب وضعك الصحي ؟ ولماذا لا تطلب مسامحتي وانت بصحتك وعافيتك ؟ .. وهل تشعر أنت بأنك فعلا أخطأت معي لتطلب مسامحتي ؟ .. المنطق يقول اذا لم تخطأ معي فلن تطلب مني مسامحتك ؟ .. ام ان المسأله مساله شكليه جرت العاده ان من يتوقع او يشعر بدنو اجله انه يسعى لطلب مسامحة الجميع لكي يضمن على الاقل ان الجميع مسامحه وهذا الامر سيعطيه نوعا ما شيء من الراحه النفسيه لمغادرة الدنيا وهو مطمئن البال .. هل ضميرك يعذبك وتحس بان هناك معصيه ارتكبتها اتجاهي ؟ .. ولنفترض اني لم اسامحك هل ستفرق معك كثير المسأله ؟ .. هل تعتقد حسب وجهة نظرك انك لم تخطئ معي وان معاملتك لي كانت مبنيه على اساس تقييم الامور من زاويتك ووجدت ان معاملتك لي او معي هكذا هي وهكذا استحق بناءا على قناعاتك وافكارك وشخصيتك .. في حين ربما اجد تعاملك معي من وجهة نظري انك تماديت واسأت لي ؟ .. من سيحكم بيننا الان لنرى من يسامح من ؟ .. هل انت اناني الى هذه الدرجه بحيث اردت ان تصفح عنك الناس وانت أسأت لهم واكلت حقوقهم والحقت بهم ضررا ماديا ومعنويا وكسبت منهم بالدنيا وتغولت عليهم ثم بلحظه ضعف اردت ان تسامحك الناس وبهذا تكون قد نجيت بافعالك ويكون لك حجه عند الله ان من أسات لهم انهم سامحوك ؟ .. هل المسأله ( تخجيل وشفقه ) ؟ .. ربما هناك الكثير يسامحوك بدافع الشفقه على وضعك الصحي او مجامله ويكون ظاهريا امامك اما باطنيا تجدهم يلعنوك ولا يسامحوك هل تستطيع ان تميز بين الصادق بالمسامحه وبين ممن يجاملوك ؟ ... انت على فراش الموت .. تحتضر .. وقد منحك الله الوقت والفرصه لكي تطلب مسامحة الناس في حين هناك الكثير ممن ماتو ( بغته ) ولم تسنح لهم فرصة ان يطلبوا المسامحه من الاخرين ولكن الامر بالنهايه يعتمد على رد الحقوق لاصحابها ان كانت ماديه او معنويه .. الناس اجمالا لا يهمها امرك ان كنت بالجنه او بالنار ما يهمها الناس مصالحها فقط .. اقول لك .. اذا قمت بالنصب والاحتيال على شخص ما واخذت منه مالا بغير حق وطلبت مسامحته هل تعلم ان مسامحته لك فقط مبنيه على ردك ماله اليه .. اذا لم ترد له ماله لن يسامحك وهذا دليل واضح ان الشخص لا يهمه شخصك الكريم ولا يهمه ماذا فعلت من حسنات اوسيئات اوقيامك للفروض او عدم قيامك .. هو يبحث عن الجزء الخاص به الذي يربطك به من اجل مسامحتك وهو ان ترد له ماله .. اذا ردت له ماله سيسامحك وغير ذلك لن يسامحك .. وان سامحك بدون ان ترد له حقوقه قد يكون ذلك اما مجامله وظاهريا امام الناس وربما شفقه بك لكن باطنيا لا يسامحك .. واذا جاء على نفسه كثيرا وسامحك يكون ذلك ابتغاءا لوجه الله هو لم يفعل ذلك من اجلك تأكد تماما وانما فعل ذلك ابتغاءا للاجر من عند الله ولوجه الله لعل يصب ذلك بميزان حسناته .. وربما لسان حالك يقول ( لا يهمني ) ان تزداد حسناته او لم تزداد المهم ان هذا الشخص يسامحني حتى اقف بين يدي الله نظيف ونقي ولا احد يريد مني شيء ... اما الشخص الذي سامحني لا يهمني بعدها اذا اكرمه الله وادخله الجنه نتيجة مسامحته لي .. انا لا يهمني الا نفسي... (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) .. اللهم نفسي ..

هذا التعنت والتجبر والاستمرار بالظلم والاصرار على التمادي بالجور والفسق حتى وهو على فراش موته ( يساوم ) البشر على مسامحته وبدون ان تتواجد لديه نيه بأن يرد الحقوق لأصحابها ماديه او المعنويه .. لا يزال ماله ونفسه وكبرياءه يعزان عليه ويسيطران عليه وكأنه يريد ان يأخذههما معه الى القبر .. الله اكبر .. لقد وجدت وتعاملت مع اشخاص كثر من هذا القبيل .. يريد الناس ان تسامحه ببلاش رغم ظلمه لهم ...

والحق يقال هناك اشخاص وهم على فراش الموت او وهم بصحتهم وعافيتهم حقيقة يردون الحقوق لاصحابها ان كانت ماديه او معنويه مخافة الله ويتراجعون عن اخطائهم طواعيه طمعا برحمة ومغفرة من عند الله .. ربما يخطأ انسان مع انسان بكلمه او بأستغابه او بنميمه او بأذى بسيط أو ضرر ( ضرر معنوي ) وفورا او بعد فتره يطلب منه مسامحته ويعتذر منه . وذلك نابع من ايمان الشخص بأن الموت حق وقد يأتي بغته بغض النظر عن وضعك الصحي وهو دائم الاتصال مع الله ويبرئ ذمته اولا بأول مع الناس ويعتذر منهم ويرد لهم حقوقهم .. يوجد ناس كثيرون مثل هذه الفئه ..

هناك اناس كثيرون يحلون عن الدنيا وبدون ان تسنح لهم فرصه طلب المسامحه من الاخرين .. فيقوم اهل المتوفي وهم على ( رأس القبر ) وبعد الدفن مباشره ينادي احدهم .. سامحو .. سامحو يا جماعه .. هو بدار الحق ونحن بدار الباطل .. اذا اساء لأحدكم سامحو .. وادعو له بالمغفره والرحمه وادعو له ان يدخلوه الجنه تجري من تحتها الانهار ... كيف يستوي هذا الامر ؟ .. رجل اساء للجميع ..

على الاقل اساء لشخص وعاش الدنيا بطولها وبعرضها وهو يظلم الناس ويأكل حقوقها .. وتطلب مني انا شخصيا ان اسامحوه وهو كان بالأمس قد اكل مالي واساء لي معنويا امام الناس وتهجم علي والحق بي الضرر ولم يراعي الله بشيء معي ومع غيري والان تدعوني ان اسامحه وان يدخله الله الجنه تجري من تحتها الانهار خالد فيها ابدا كمان .. والله كثير .. الله لا يسامحو والى جهنم وبئس المصير .. وبأذن الله واحد احد هو وفرعون على مستوى واحد بنار جهنم مخلد بها ابدا .. هذا ما يستحقه فعلا وبدون عواطف ولا مجاملات .. يجب ان يأخذ عقاب افعاله واقواله .. جف الحبر ورفعت الاقلام .. من الأخر .

الواحد بس يقترب منو الموت او يشعر بمصيبه تصيبه فورا يركض الى الناس ويطلب مسامحتهم شفويا .. سامحوني .. وكأنه يشحد منهم المسامحه .. اين كنت انت عندما اكلت حقوق العباد وبعز قوتك وصحتك .. كنت تعتقد انك ستعيش مخلدا .. وكنت تعتقد ان البشر امامك مثل العبيد والغنم .. تحكم بسطوتك ونفوذك وبمالك وبظلمك وبجورك .. لم تراعي جار .. ولا اخ .. ولا اهل .. ولم تزكي .. ولم تصل رحم .. ولم تعدل بين اهلك وناسك . وعيشتك واكلك ومنامك انت واولادك واهلك حرام بحرام .. من مال الناس من يتامى وفقراء ومحتاجين والاموال العامه والخاصه .. وفجأه عند لحظة ضعفك بدأت تستجدي المسامحه واذا لم تستجديها انت استجداها اقربائك على رأس قبرك .. ولن تنالها .

هناك من يطلب المسامحه لقريبه من الناس وعلى رأس القبر ويكون رجل تقي ويخاف الله واقرباءه يودون ان تسامحه الناس ان اخطأ معهم بشكل بسيط او غير مقصود .. تجد الناس عندما تعلم ان هذا الشخص كان شخصا فاضلا وتقيا ومحترما وطيبا فورا تسامحه لأن ما ارتكبه ربما من اشياء هي زلات قد يقوم اي بشر بها.. البشر غير منزهين عن الاخطاء .. وانا اقول لهذا الشخص الله يسامحو كونه لم يأكل حقوق العباد ولم يأذي الناس هذا ندعو له بالرحمه والمغفره وان يدخله الله الجنه .

ملاحظه : والله أشي بدعو للأشمئزاز والقرف والقهر عند ما تصل الوقاحه بالظالمين من الناس انها لا تتوانى لحظه بأن تتاجر حتى بالحسنات والسيئات في ساعة الموت وغير ساعات الموت حتى مستغله ظروف الناس البسطاء والفقراء والطيبين واتباع اسلوب الشفقه والدهلسه وهو اسلوب من اساليب النصب والاحتيال ايضا هذا اسلوبهم وطريقتهم وشيء متعودين عليه .. حتى انهم يأكلون ويظلمون انفسهم واقرب الناس اليهم .. كل شيء عند مثل هاي الاشكال قابل للمساومه .. ظانا بنفسه انه ممكن ان يضمن له مقعد بالجنه وهو من قتل وسرق وظلم وعمل السبع وذمتها بالدنيا .. نعم ان الله غفور ورحيم ورحمن ورحيم لكن الله سبحانه وتعالى بنفس الوقت شديد العقاب ولا يظلم عنده احدا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات