تقليد أعمى شتت الأوطان ودمر الأجيال


أحن الى ذكريات أجدادي المملوءة بالعطاء بمجرياتها البسيطة ، على الرغم أنهم أقلية بالسكان لكنهم كبار بالشهامة والعز والفخر والرجولة والكرامة وطيبة النفس والمحبة والإيخاء والايثار وصلة الارحام والكرم والطيب ..... ، بيوت بعضهم صُنعت من الصخور والطين والتبن والخشب بايدي الرجال بدون ثمن سوى طبق من الفتة ( شوربة وخبز بلدي ) يأكلونها بعد الانتهاء من العمل ، والبعض الاخر بيوتهم من شعر الماعز المنسوجة بأيدي النشميات صاحبات الوشم لابسات ثوب العز الساتر ( المدرقة ) ملفوفة الرأس بالمقنع والعصبة ، رجال ركوبهم الإبل والخيل والحمير شوارعهم الرمال والتراب والصخور ، الأغنام والإبل والناي وشاي النار ورغيف خبز القمح وكلب الحراسة .... رفاقهم في البرية ، لغتهم لغة القران وكلامهم شعر البداوة ولهجتهم العربية الأصيلة ، لا يعرفون الفساد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، تجمعهم العشائرية الأصيلة التي بنت الدولة ، عادات وتقاليد انبثقت من ديننا الحنيف ، القران والسنة تعليمهم ، كرمهم على حساب جيبهم ومن رزقهم وليس على حساب غيرهم ، كما نرى اليوم من كثرة عزائم المسؤولين وعلى رأسهم من يقول لا بد من التقشف لأن البلد لا تتحمل ديون ( ولائم كرمهم يدفع ثمنها الشعب ) ، أموال الدولة مسموحة لأصحاب القرار بالصرف والتبذير وملء الجيوب و ممنوعة على المواطنين الذين كتب عليهم الدفع للتعويض ، أما ما نشاهده ونلمسه ونعيشه هذه الأيام التي انعدمت فيها صفات البداوة وماتت فينا العشائرية الأصيلة بعاداتها الطيبة ، قتلها التقليد الأعمى للغرب لتكون عاداتهم القذرة تعليم وتقليد وتطبيق حتى أنستنا ديننا وزرعت فينا الانحطاط وانعدام الأخلاق وقتلت رجولتنا وغيرتنا حتى حولت الرجال الى أشباه نساء والنساء الى أشباه رجال في الباس والحركة والتصرفات ، تركنا مدرسة العروبة والإسلام التي علمتنا الأخلاق الحميدة والصفات الطيبة من معلمها سيد البشرية لندخل مدارس الغرب التي علمتنا العادات السيئة والصفات الرذيلة القذرة من معلميها الذين أرادوا للعروبة الدمار والاسلام الانهيار ونشر الاأخلاق حتى تعم الفوضى في كل مكان ، أمة إسلامية حكمت وبنت وزرعت العدل وساوت بين البشرية تتلقى الأوامر ممن لا يريدون للإسلام القيام ويأملون للإمة الضياع والانحطاط والتفرقة ، في السابق كانت الحضارة العربية الاسلامية التي بناها الأجداد ودفعوا الثمن لها الأرواح والأجساد لتسيل دمائم الزكية وتختلط بذرات التراب لتبقى أصوات صهيل الخيل والتكبير مسموعة على مدار الزمان لكن الفساد وانعدام الاخلاق وتنجيس ذرات التراب التي تحمل قطرات الدماء أزالت الأثار لتموت الأصوات ، استعمار اجتاح الأوطان ساعدناه بإحتلال البلاد حتى نجس الارض ونشر فساد الأخلاق و أنسانا الدين وقيم الاخلاق ، تقليد أعمى بكل المقاييس لنكون دُمى بأيديهم تحرك في أي وقت يشاؤون ،كلامهم مسموع وأوامرهم نافذة ، بعدما كان تاريخنا حافل بذكريات البطولات والاستشهاد ونشر العدل والثقافة بين البقاع ، لكن ضعاف النفوس والجواسيس الذين أغراهم الطمع والمال والخوف على كرسي الحكم أعانوهم على دمار الأوطان وشتات العرب وتحويلهم الى دول متناحرة ، أما حاضرنا الذي نعيشه في البلاد من فساد متفشي وضياع للأخلاق وانتشار لأوكار الانحلال وعنف بين العشائر وتخريب للممتلكات وقطع وقطاع للطرق بداية الدمار والانهيار لمجتمع دخله دخلاء الإنحطاط الذين زرعوا فيه بذور الفساد حتى يزداد الانحلال ويبقى أهله في ضياع لا يفكرون إلا في رغبات الشيطان واهوائه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات