كمواطن اردني مسن وأعرف ما أكتب وأسئل عنه امام الله قبل كل شيئ ، كما أنني أتحمل تبعياته لدى أي جهة وأتحمل المسئولية عن كتاباتي مهما كانت مواضيعها وأعبر عن رأيي ولا يهمني احد لانني اعتقد أن أخطائي لم تكن ذات تاثير أن وجدت ، لان الكمال لله وحده وقد أخطأ وأصيب ، وكتبت ما أعتقد أنه حق ودافعت عن كتاباتي بقوة وأصرار وُهددت من قبل أكثر من جهة ومن قبل أكثر من مجموعه ولن يؤثر على نهجي الكتابي أي معترض ، لأن كتاباتي لها جمهورها وقرائها ولها معجبيها ومؤيديها ولها نابذيها وحاقديها ، وهذا ما بنيت عليه الطبيعة البشرية ...فهناك يوجد محب ومقابله مبغض ولا يعجبه شيئ ، فالله الذي خلق البشر كثير من خلقه يعادوه جهارا نهارا ومنهم من يفطر في هذا الشهر الفضيل ولا يخجل من الله الذي كتب الصيام على عباده من المسلمين .

فموضوعي الذي ساتطرق اليه هنا هو الأضراب الذي نفذه مجموعة تحمل الرتب العسكرية على أكتافها ، وتزين بها البدل الوظيفية التي تصرف لهم من الجهة التي يمثلوها وهي دائرة الجمارك التي كرمت موظفيها وأعطت الموظفين الصفة العسكرية فمنهم الباشا بالرتبة والبيك والافندي والحفنتلي والكل له تقديره من قبل زملائه.

وله الاحترام من قبل التجار... والمخلصين على البضائع التي ترد لمواقع الجمركة المخصصة في اماكنها المختلفة ، في عمان والعقبة والمنطقة الحرة والمطار والرمثا الحدودية ، التي يتعاون موظفي جماركها مع التجار الذين يبلغون عن بعض زبائنهم الذين يأتون من محافظات أخرى ويتسوقون من الرمثا أيام العز الحدودي والتجاهل التهربيبي .

الذي كان سائد في الاماكن الحدودية ومنها الرمثا التي استغنى بالثراء أهلها من التهريب وعدم جمركة كثير من البضائع ، ومصادرة ما يشتروه متسوقي المحافظات الذي يصادر ويعاد للتاجر في الرمثا بعضه بواسطة بعض موظفي الجمارك ، الذين منهم من يضرب الآن منذ أكثر من أسبوع يطالب بزياده في الرواتب ، وهم الفئة الأكثر من غيرها المستفيدة ماديا ً في اضراب حراكي لا داعي له في هذا الظرف الاقتصادي السيئ .

والبلاد تمر في وضع لا نحسد عليه في ظل تغولات الغلاء الذي يتلوه غلاء تلو الغلاء ، من أجل أن يستقر الوطن في وضع يمكنه من تجاوز مرحلة الضغوطات الدولية ، في ظل الربيع العربي الذي استغله كثير من الحراكيين الهرائيين المتسلقين بعضهم مأجورين لجهات خارجية ، وينفذون اجندات استعمارية .

فأدعوا موظفي الجمارك وهم جزء هام من الوطن وكونهم يحملون الرتب العسكرية ، وهم الاكثر من غيرهم يجب ان يكونوا انضباطيين لاننا نعرف ان الجندي لا يضرب من اجل منفعة مادية شخصية ذاتية ، ولا نريد فتح الابواب امام باقي موظفي الدولة ليحذوا حذو عسكر الجمارك .

وهم الاوعى من غيرهم والاحرص على الاقتصاد الاردني الذي توقفت مصادره ، جراء اضرابكم ايها الاشاوس وانتتم من عطلتم عجلة الانتاج بإضرابكم لان البضائع من المواد الخام تكدست في الموانئ وافتقرت لها المصانع ، التي ستتوقف عن الانتاج لنفاذ مخزوناتها.

وسيعطل عمالها ويتوقف الوطن في رمضان الخير وتتوقف الحركة التجارية ، والتجار ينتظرون التخليص على بضائعهم لبيعها في مواسم الاعياد والأعراس وعودة التلاميذ لمدارسهم بعد شهر تقريبا ويبدأ الموسم الدراسي .

واضراب ابنائنا الجمركيين يعطل مسير الوطن الذي تكتمل دوائره بتعاون بعضها مع بعض وليس فصل بعضها عن بعض ، فالعجلة تدور والمستقبل للجميع والمتضرر الكل والمستفيد الوطن ، ولا نريد منكم يا اشاوس الجمارك تعطيل اقتصادنا الذي يعتبر الدخل الجمركي هو الاساس في موازنة الدولة التي تعتمد دخولها على الجمارك .

التي تعد الاعلى في العالم من ناحية الجباية العالية التي تفرض على السلع ، كمكوس تجبى من التاجر الذي يضيفها على المواطن كتكلفة اضافة على رأس المال ، لان قوانينها مزاجية وتعليماتها عشوائية ولا ثوابت في قوانينها الا على البسطاء من التجار والمسامحة لكبار الفجار بحجج تشجيع الاستثمار ودعم بعض التجار المقربين من المضربين.

الذين لا وجوب لاضرابهم مقابل الأمن الذي ننعم به في اردن الهواشم ، الذين بدئوا بالاصلاحات الجادة والتغيرات في مؤسسات الدولة للافضل ، والبعد عن المحسوبيات التي دمرت الوطن وانهكت كواهله بالمديونيات المتنهبة من موازناته المتراكمة عبر عقود السنين من الفساد.

كانت خيمتها تظل كل فاسد وتحمي كل مختلس ، قريب من المتنفذين الذين نهبوا الوطن وباعوا ممتلكاته ونهبوا ثرواته ومنها العوائد الجمركية واختلاساتها في حرة الزرقاء وغيرها من المناطق الجمركية .

فيا حراكيي الجمارك ... ويا مضربي من موظفين دائرة الجمارك العامة ... الا يكفي الضغوطات الخارجية على الوطن ، الا يكفي اسبوعية الحراكيين الذين لم يراعوا شئون الوطن ومواطنيه وتعطيلهم للمصالح بحجة الحرص على المواطن وهم الكاذبين في ادعائهم .

الا يكفي اضرابا يا رجال الجمارك وانتم الجباة المخلصين كنتم ، الا يكفي دمارا ً لاقتصادنا الوطني وسوقنا المحلي الا تشعرون مع التجار الذين يساهمون في دفع رواتبكم ، وانتم اتلفتم بضاعتهم تحت ظروف الاجواء الصيفية والشمس اللاهبة والطقس الغير مستقر بتقلباته وتغيراته .

فالعودة عن اضرابكم هو عين العقل وعين الصواب دعوا الفتنة نائمة ، ترفعوا عن الصغائر وانظروا ما يحدث في دولنا العربية ودول جوارنا التي اصبح فيها لا يطاق العيش ، من غلائات ومن فقدان الثقة بين السائل والمسئول بين التاجر الذي تغول ، على المستهلك الذي عن جادة الطريق تحول واخذ يبحث عن اسطوانة غاز بعشر اضعاف ثمنها الاصلي .