العرب اليوم خطوة للخلف


في رده على الوضع المأساوي الذي أصاب جريدة العرب اليوم يقول وزير الاعلام المومني " أن هناك محددات تعيق تدخل الحكومة في آزمة صحيفة العرب اليوم والسبب أنها صحيفة مملوكة للقطاع الخاص " ، وبهذا السبب أو المحددات التي طرحها معالي الوزير إثبات حقيقي أو ما يسمى إعتراف رسمي أن بقية صحفنا اليومية الغير مملوكة للقطاع الخاص وهن إثنتان تتكأن على جيب الحكومة في سر بقائهما .
وهي حقيقة تؤكدها كذلك حجم الخسائر المالية التي تتكبدها تلك الصحف وعلى مدار سنوات وهي بملايين الدنانير ، وفي نفس القوت حجم الترهل الوظيفي بهما مقارنة بجريد العرب اليوم التي يعمل بها ستون صحفيا واربعمائة موظف وكذلك إرتفاع مستوى الرواتب وبالذات للقيادات العليا في تلك الصحف وكتاب المقالات اليومية أو الاسبوعية ، ومع ذلك تستمر تلك الصحف بالصدور اليومي ولايؤخذ بعين الاعتبار أخر الاعتصامات التي نفذها موظفي تلك الصحف للمطالبة بحقوقهم ولا أحد يعلم نهاية المفاوضات بين الإدارة والموظفين .
وجديث الوزرير المومني يعطي نتيجة واحدة فقط وهي أن صحيفة العرب اليوم لو أن الحكومة تمتلك بها حصة فأنها سوف تستمر رغم خسائرها المتراكمة كالصحف الشبه رسمية الأخرى ، وهذا يؤكد في نفس الوقت على الإعلام الأردني المستقل فقد ركن رئيسيا من أركانه بل يمكن إعتباره حجر الأساس في بدء مرحلة التحول الديموقراطي في نهاية الثمانينيات وظهور الصحافة الحرة المشاكسة وهي صحافة كشفت الكثير من قضايا الفساد سواء السياسي أو الإقتصادي وأصبح تقوم بدورها كمراقب في المجمتع بدلا من الدور الجميلي والموالي للصحف الشبه رسيمة .
ويبقى في ساحة الصحافة الورقية اليوم صحيفتين تعود فيهما الملكية للقطاع الخاص وكل واحد منهما تمثل حالة خاصة جدا في حيث الملكية ، الأولى تعود ملكيتها لمجموعة مالية ضخمة قادرة على إبقاء عجلة الصحيفة في الدوران ، وكذلك للحجم الكبير للشبكة المالية التي ترتبط بها ملكية هذه الصحيفة مع غيرها من الإقتصاديات التي تمدها بحجم كبير من الاعلانات وفي نفس الوقت العقلية التسويقية الجيدة التي تدار بها هذه الصحيفة ، وبالاضافة إلى إستقطابها لعدد مميز من كتاب المقالات الذين لاتطالهم ماكنة الترويض الأمنية أو الحكومية مقارنة بالصحف الشبه رسمية ،ولكن يبقى السؤال إلى متى يمكنها الصمود ؟ .
والصحيفة الثانية تعود مليكتها لتنظيم سياسي كبير يمتلك قواعد جماهيرية تربطها بها علاقة إلتزام وعهد حزبي أكثر منه علاقة قارىء مع صحيفة ، وكذلك يمتلك هذا التنظيم مؤسسات خدماتية مالية ضخمة تجعل من نفقات هذه الصحيفة جزء بسيط من حجم الانفاق لديها ، وهي صحيفة أصبحت في عهد الربيع العربي تمثل لسان المعارضة الاسلامية بقوة وهذا يمدها بماء الحياة كي تستمر وتتصدر واجهة الخبر المأخوذ من الجانب الأخر للحدث والذي يعاكس جانب الحكومة أو الجانب الرسمي التي تمثله الصحف شبه الرسمية .
وفي نهاية يعيد وزير المالية إلى الأذهان حقيقة أصبحت تطفوا على سطع الربيع الأردني وهي تقول أن ما يحدث اليوم هو إنتكاسة خطيرة في موسم هذا الربيع مما يجعل الوطن يتوهم أنه يعيش في نتائج ما أطلق عليه التحول الديموقراطي ، وهو في الحقيقة ليس تحول بقدر ما هي فترة إختبار لأيهما أطول نفسا في هذه السابق الدولة أم ربيع الشعب وأن الدولة هي حبل النجاة لأية وسيلة إعلامية تغرق في هذا الوهم ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات