فاقد الدهشة ، عباس وكيري


 كيري رايح ، كيري جاي ، بِلا سُكر ولا شاي...!

- ولما كان فاقد الدهشة ، قد فرغ للتو من عملية تفنيد الحالة المصرية ، على إيقاع زيارة وليم بيرنز للقاهرة ، ونقد فاقد الدهشة لمواقف جميع القوى السياسية المصرية ، وبعيارات زائدة لجماعة الإخوان المسلمين ، الذين سلَّموا لحاهم للأمريكي في سعيهم المحموم للحكم منذ بداية ثورة يناير 2011 ، وتأكيدهم لمصداقيتهم بإعترافهم المُبهر بمعاهدة كامب ديفيد ، التي إعتبرها فاقد الدهشة أنها بمثابة كبيرة الزنا ، وأنها هي التي أسقطت الإخوان المسلمين في كل مكان وإلى غير رجعة ، مُثنيا على مقولتي ، ، وزاد فاقد الدهشة قائلا : لو لم يعترفوا بهذه المعاهدة المشؤومة ، لكنت اليوم أتصدر المشهد في رابعة العدوية ، لكني الآن لا أخفي أنني لا أميز بينهم وبين مبارك ، كوني أرى أن جماعة الإخوان المسلمين ، قد وجهت طعنة نجلاء في ظهر فلسطين ، القدس وحق العودة .

-هذا الفعل الإخواني المشين الذي لم نكن متأكيدين أنه سيحدث وبتلك السرعة ، رُغم أننا كُنا نشعر بهذه الفعلة ونتحسسها من زمن طويل ، وفي أحيان كثيرة كنا نقتنع أن المُتأسلمين سيفعلونها ، وأنهم يستعدون لمنح إسرائيل الشرعية الإسلامية ، بعد أن حصلت على الشرعية الليبرالية الفلسطينية في معاهدة أوسلو ، والشرعية العربية بمبادرة السلام العربية ، بيروت 2002 ...!

- الرئيس محمود عباس ، إلى متى...؟

-سؤال طرحه يسرعة صديقي اللدود ، كي يتابع ويقطع الطريق علي ، خشية تعكير صفو مزاجه ، وهو يستمتع بالمشروبات الرمضانية ، وسيدة المشروبات القهوة مشفوعة بسجائر ونتستون أحمر ، ما حداه للتساؤل من جديد...!

-ألم يحن الوقت يا أبا مازن ، لدلق إبريق زيت المفاوضات ، وإطلاق رصاصة الرحمة على فلسفة المفاوضات حياة...؟ ، أم أن الأمر كما يُقال إن جماعة فتح برمجوا أوضاعهم ، وحددوا الطريق لمكاسبهم وتوريث أبنائهم الوظائف والمهمات المُجزية ، وذلك في إبقاء الحال هلى هذا المنوال ، مفاوضات ومن ثم مفاوضات وليس مهما من عاش من الفلسطينيين ، تأزم ، تسخم ، تلطم ، تهجر ، تفجر أو مات، وأنهم ""قيادات السلطة"" ليسوا بصدد أي عمل أو فعل حقيقي ، يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المُستقلة ، على حدود الرابع من حزيران ، عاصمتها القدس الشرقية ، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، إلى مدنهم ، بلداتهم وقراهم التي هُجروا منها في فلسطين التاريخية...!!!

- يا سيادة الرئيس ، عشرون عاما مرت على أوسلو ، وما يقرب عشر سنوات وأنت في كرسي الحكم ، وفلسطين ، الأرض ، الشعب والقضية مكانك قِف ، فهل لسيادتك أن تُنبئنا إلى متى سيستمر هذا العك...؟ أم أن على الشعب الفلسطيني أن ينتظر مدة أطول وربما للأبد ، كي يزداد عدد القصور ، الفلل ، الشركات والمصالح التجارية ، الصناعية والإقتصادية التي يستحوذ عليها قادة فتح والسلطة وينعمون بها هم وأبناؤهم ، أحفادهم ، أنسباؤهم ، أصهارهم وأقاربهم...؟ ، أم أن هذه المكاسب تقع ضمن مستلزمات الإستحقاق النضالي ، والبديل الشرعي للمواجهة مع الصهيوني...؟.

- يا سيادة الرئيس ، كفى...! ، فلم تعُد الجعجعة مقبولة بلا طحين ، وإن كان الرهان ما يزال قائما ، بأن يصل الفلسطيني إلى حالة اليأس كي يرضى بكنتونين مسخ ، واحد في غزة والثاني على نصف الضفة الغربية ، وتحت سيطرة العسكرتارية والأمن الإسرائيلي فهذا وهمٌ ليس بعده وهم ، لأن الفلسطيني ما يزال وسيبقى حتى يرث الله الأرض وما عليها ، يُولد ويُدفن بإسم الله وإسم فلسطين. وليس من الحصافة ولا من صدق الوطنية أن يستمر برنامج المفاوضات حياة ، وقد حقق القائمون عليه من المكتسبات حد التخمة.

- إعتدل فاقد الدهشة في جلسته ، رشف القهوة وأشعل سيجارة ، نفث الدخان بقوة ، رماني بإبتسامة صفراء وخاطبني قائلا،،،سأعترف لك أنك على حق ، حين قُلت أن كيري يشتري وقتا للصهيوني ، كي تتضح الصورة العامة لمآلات ما يُسمى الربيع العربي ، وأن الأمريكي لم يلتفت لقضية فلسطين في زمن الرخاء ، فكيف هو الحال في زمن الشدة وقد ضاع الدليل ، تاهت البوصلة ، والغد في علم الغيب ، ولكن،،،! ألا يجدر بأبي مازن أن يلتقط اللحظة ، ويُشهِّد على صدق وطنيته الفلسطينية ، ويضع الأمريكي ، الصهيوني والعالم أمام الحقيقة الفلسطينية ، وفي مأزق صعب سياسيا ، قانونيا ، إنسانيا وشرعيا بموجب القرارات الدولية ، الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، منظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية ، والأمر لا يحتاج لأكثر من لحظة موقف رجولي من رجل فلسطيني ...؟

- إذ هممت بالحديث ، أطلق صديقي اللدود فاقد الدهشة صرخة ، وقال إصمت ودعني أُفرغ ما في جعبتي وأردد وجهة نظرك ، التي طالما لم يلتفت إليها الرئيس عباس ، وقد أصبحت بالغة الأهمية بعد سقوط حماس ، في المجارير الإخوانية ، وأعترف لك أن على أبي مازن ، وهو العارف بألاعيب الأمريكي أن يضع العالم أمام خيار واحد ، لا ثاني له وأن يقف أمام حشد من الصحفيين والإعلاميين من أرجاء الأرض ، ويُعلن أن على إسرائيل والمجتمع الدولي ، أن يوفر للشعب الفلسطيني دولته المستقلة ، على حدود الرابع من حزيران ، عاصمتها القدس الشرقية ، خالية من المستوطنات كليا ، ومتصلة بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، وأن يتم الإعتراف والموافقة على هذا المطلب الفلسطيني ، بدون أية شروط أو مفاوضات ، وضمن مدة محددة لا تزيد عن شهر في أحسن الأحوال، وما دون ذلك فإن الرئيس أبو مازن وبقية قادة السلطة ""الدولة...!"" الفلسطينية سيغادرون فلسطين ، والّيكُن بعد ذلك الطوفان فالقرد الفلسطيني لن يُمسخ بأكثر من قرد...!

- فيما إنشغل اللدود بطقوسه من جديد ، خرجت إلى الردهة في يدي سيجارة وفي الأخرى فنجان قهوة ، وتأملت بنبوءَة فاقد الدهشة وتجلياته ، فوجدت نفسي تائها بين الشك واليقين ، إن كان الرئيس عباس وبقية العصابة الفتحاوية ، هم فعلا كما يدّعون أنهم مناضلون فلسطينيون...! أم أن فاقد الدهشة وأنا من الحالمين...؟

- كما تعلمون ، فاقد الدهشة أنا وأنا فاقد الدهشة ، ولن أندهش إن سمعت ما يُسمى قيادات فلسطينية ، ترقص طربا على أُهزوجة ، كيري رايح ، كيري جاي محمل سُكر وشاي...!!! فهم ""القيادة الفلسطينية"" يعيِّشون كيري وحمولته ، فيما أنا أكون قد أخطأت العنوان...!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات