حماس: فلسطينية أم إخوانية؟


 في الوقت الذي يتوجب فيه على الفلسطينيين حيثما كانوا ، ومهما تكن إنتمآتهم السياسية ، معتقدانهم الدينية ومسمياتهم الفصائلية ، أن يركزوا إهتماماتهم على إنهاء الإنقسام ، المُصالحة والوحدة الوطنية ، ومن ثم على قضيتهم والمآلات التي وصلت إليها ، السبل التي يمكن من خلالها مواجهة الغطرسة الصهيونية ، طريقة التصدي لحُمّى الإستيطان ، إجتراح أشكال من النضال لحماية المسجد الأقصى المبارك وبقية المقدسات المسيحية والإسلامية ، درء خطر التهويد ، التنديس ، تغيير المعالم والهدم ، الذي يُهدد أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وأن يلتفت جميع الفلسطينيين وبكل قواهم لتحديد خارطة طريق فلسطينية توافقية ، تُحدد وبشكل نهائي وواضح المعالم ، ما هو مقبول وما هو غير مقبول ، لإنجاز إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة ، المترابطة جغرافيا على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، ومن ثم تحديد مدة زمنية لهذا الإنجاز ، وبدائل إفشاله من قبل العُصابية الصهيونية ، وأن تكون هذه البدائل مُعلنة ومُتفق عليها من كل المكونات السياسية والنضالية الفلسطينية ومُلزمة للجميع ، وليست خاضعة للعبث ، التبديل والتغيير إلا في حالة ما هو أفضل لفلسطين الأرض والشعب ، وشريطة أن يتم إطلاع الشعب الفلسطيني علنا وبكل وسائل الإعلام على كل خطوة ، إذ لم يعُد من الحصافة تغييب الشعب الفلسطيني عن مصيره ، مصير أرضه ومقدساته وحق في العوده للمدن ، البلدات والقرى التي هُجر منها في فلسطين التاريخية.

- أما وإن كان هذا هو الحد الأدنا المقبول فلسطينيا في هذه المرحلة ، بحكم الواقع الموضوعي وموازين القوى الإقليمية والدولية ، الراجحة بنسبة 99 بالمئة لحساب الصهيوني ، وهو حد توافق عليه حركة فتح علنا وكذلك حماس ، بموجب تصريح الشيخ خالد مشعل ، في آخر زيارة له إلى العاصمة الأردنية عمان ، مُتماهيا آنذاك مع إعتراف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ محمد بديع بإتفاقية كامب ديفيد، وعلى لسان الشيخ محمد مرسي ورسائل الغرام بينه وبين "الإمام...!" شمعون بيريز ، فإن ما هو ليس مقبولا أن تُغادر حماس فلسطينيتها لحساب إخوانيتها ، وأن تُقامر بحياة ومصير الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وحتى في الشتات ، وتشتري لهم أعداء جدد من الشعب والجيش المصري ، الذين طالما كانوا سندا قويا لفلسطين وشعبها ، وفي أجواء بالغة الحساسية وتحت وطأة التلاعب الصهيوأمريكي بأطراف المعادلة المصرية.

- إن الصهيوأمريكي يعمل بقوة على تدمير كل ما هو عربي وإسلامي ، ويعبث بمشاعر كل الأطراف المتناقضة والمتصارعة في الوطن العربي ، فهو مع الكل وضد الكل في آن واحد ، وشعاره تجاه ما يجري في مصر ، سورية ، ليبيا ، اليمن ، العُراق والسودان وغير مكان عربي أو إسلامي ، > ، واليذهب كل العرب والمسلمين إلى الجحيم ما دامت إسرائيل بسلام ،وبالتالي سيمهد الصهيوأمريكي الطريق لأية قوى وفي أي مكان عربي أو إسلامي سُبل إشاعة الفوضى ، العنف ، القتل وإراقة الدماء ، مادام القاتل والمقتول هو عربي أو مسلم .

-على ضوء هذا الواقع المُريع ، إن في مصر ، سورية ، العُراق وغير مكان آخر في العالم العربي ، كيف لنا أن نفسر مواقف حركة حماس من المصالحة الفلسطينية ، وقد شهدنا كل أساليب المراوغة ، التي إعتمدتها حماس على مدى سنوات الإنقسام ، ليتبين اليوم وبكل وضوح أن السبب في ذلك ، هو ضمن المشروع الإخواني العالمي والسعي الحثيث لفرض الهيمنة الإخوانية على جميع أنظمة الحكم العربية...!!!، فهل هذا يليق بالنضال الفلسطيني حين تنخرط فيه حركة حماس على هذا النحو المشين...؟؟؟ ، أم أنه واجب السمع والطاعة للمرشد العام للجماعة ، الذي حرض ويحرض على الموت في مصر ، في سبيل الحكم والكرسي للشيخ مرسي...؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات