ثنائية الدين والديموقراطية


خطوة للأمام وعشر خطوات للخلف وبهذا يتوهم القادة العرب من ملوك وإمراء وزعماء إنقلابات عسكرية دينية أنهم يحققون لشعوبهم التقدم مرفق معه الحرية والقليل من الديموقراطية ، هي بالمختصر تسمى لعبة اللعب بزمن الشعوب ؟ .
وليس بعيدا عن مصر ومهاترات العسكر واصحاب اللحى ورجال المال والنفوذ تقبع سوريا إلى الأن في ثلاجة أنقرة والدوحة كمتحكمين وحيدين في الطريقة التي سوف ينتهي بها الصراع على قطعة أرض دمرت خلال سنتين بشكل عجز عنه اليهود خلال عشرات السنين ، واصبح اللعب بالزمن مهارة لدى كل هذه القيادات ومن يسيروا خلفهم من محللين وسياسين وأبواق ناعقة على أشجار الغرب في ربيعه الأخضر كإخضرار الجنة التي وعدنا بها وأعطيت لهم لأن لهم الدنيا ونحن بإنتظار ربيع الجنة الأخرة .
وهذا الربيع الأخضر الذي ينتظرنا في الجنة أصبح يمثل قناعة أكيدة للاعبين الاساسيين في زمن الشعب ،وشاشات تلفاز قبل الأفطار بساعة تعج برجال دين بلحى يتمثل بها ألوان قوس قزح وثياب بيضاء كثياب الملائكة التي تأتي أطفالنا في أحلامهم ، وبعد الأذان مباشرة تصبح شاشات للضحك على ذقون هذا الشعوب وبقصص لاتبتعد عن واقعه ومن باب أن التفريغ هو أساس اللعب على زمن هذه الشعوب ، ويمتد الليل وتصبح الساعات التالية لصلوات التراويح ساعات حمراء ويشتد إحمرارها إلى قبل السحور بساعة ويعاد مشهد رجال الدين من جديد .
ولافرق بين تقلب شاشات التلفاز تلك وتقلب السياسة في الوطن الذي أطلق عليه عربيا من باب البحث عن الذات بين بقية الشعوب والقوميات الأخرى التي تمتد بجدورها لمئات السنين ، واليوم أصبحنا نبحث عن حكاية وضعت على رف تاريخ سلاطين الاسلام لسنوات وفتحت أوراقها اليوم تقول من صاحب الولاية على هذه الجنة الغيبية التي ينتظرنا بها الربيع ؟ .
ثلاثية امسكت بنا من رقابنا وقادتنا كالاغنام خلف رعاة " الدين والعروبة والديموقراطية " مع أن قاماتنا قامات إنسان ولكنهم أوهومنا في لحظة أن من يبحث عن الربيع هو الخاروف فقط وكي تكتمل اللعبة أصبحنا نمارس دور الخاروف بإمتياز وتركنا دون رعاة لأن هؤلاء الرعاة وجدوا الربيع لأنفسهم في قصور وحدائق بها من جنان السماء ما يكفيهم إياها ، وتركوا خلفهم كلابهم تنبح علينا لحظة أن نمارس إنسانيتنا ونقف على قائمتين وليس أربع ونعود مع أول نباح لها نسير على أربع .
فهل ينال الغنم الربيع في موسمه أم يجف الربيع قبل أن يصل الغنم له ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات