منتدى الوسطية يواصل تحذيراته من خطورة "سيداو" على الامن الاجتماعي


جراسا -



تعليقات القراء

kh. adwairi

سيداو ... بين رؤية الأوصياء وظلم المرأة باسم الدين

سيداو : تعريف وواقع :
سيداو (CEDAW) وهو الاسم المختصر لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. في عام 1967م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة وتبنت معاهدة حقوق المرأة السياسية والمقدمة اليها من مفوضية المرأة بمنظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1973م بدأت المفوضية بدراسة وضع " اتفاقية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة " ، بحيث يتم ازالة التقييدات أو الانحياز والتفرقة المبنية على أساس الجنس في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية وغيرها. واعتمدتها الجمعية العامة الأمم المتحدة في نهاية عام 1979م وأصبحت (سيداو) سارية المفعول ودخلت حيز التنفيذ بنهاية عام 1981م كاتفاقية دولية ملزمة ( ادبياً واخلاقياً ) لمن وقع عليها (نحو 50 دولة في ذلك التاريخ) ، وربما ناهز الـ 100 في هذه الأيام .
وفي عام 1992م ، وقعت الحكومة الاردنية على اتفاقية (سيداو) والمصادقة النهائية عليها وذلك بنشرها بالجريدة الرسمية في تموز 2007م ، واصبحت الاتفاقية حيز التنفيذ ضمن اطار التشريعات والقوانين الاردنية .

وكانت الحكومة الاردنية قد تحفظت على ثلاث مواد اساسية وفروعها في الاتفاقية ، وهي الفقرة (2) من المادة (9) الخاصة بقانون الجنسية، والفقرات ( ج، د، ز ) من المادة (16) الخاصة بالزواج والعلاقات الأسرية ، والمادة (15) المتعلقة بالمساواة في الاهلية القانونية والمدنية ، إلا أنه ووفقا لوزير الداخلية فإن الحكومة وخلال الربع الأول من العام الحالي قد رفعت التحفظ على المادة (15) التي نصت على ان تمنح الدول الاطراف الرجل والمرأة نفس الحقوق فيما يتعلق بالتشريع المتصل بحركة الأشخاص وحرية اختيار محل مساكنهم وإقامتهم . ولا تزال البنود الأخرى جاري التحفظ عليها لتعارضها مع أحكام قانون الجنسية وأحكام الشريعة الإسلامية وهي المتعلقة بجنسية أطفال المرأة الأردنية المتزوجة من أجنبي والولاية والقوامة والوصاية على الأطفال وتبنيهم واختيار اسم الأسرة.

ووصل النقاش والجدل في الاردن أشده هذه الأيام حول اتفاقية (سيداو) والى درجة التراشق في بعض الأحيان ما بين المؤيدين والمعارضين للاتفاقية ، خصوصاً بعد ان رفع المنتدى العالمي للوسطية مذكرات ثلاث وقع عليها أكثر من (60) شخصاً من علماء الشريعة ورجال الفكر واساتذة الجامعات الاردنية الى رئيس الوزراء ورئيس مجلس الاعيان ورئيس مجلس النواب، تطالبهم فيها بعدم رفع التحفظات عن بعض بنود الاتفاقية وعدم الاستجابة للضغوط التي تمارس على الحكومة لإلغاء تلك التحفظات على بنود الاتفاقية.

وتعمل الجهات المختصة من المنظمات والمجالس المتابعة والمهتمة حالياً على عقد اللقاءات والندوات بهدف التوفيق بين موقفي المؤيدين والمعاضين للخروج بموقف موحد حيال سيداو والتحفظات الواردة عليها .

الظلم باسم الدين ....
والآن ، فلندع التقرير بشأن (سيداو) للمتخصصين واصحاب الشأن يقرروا ما فيه المصلحة بهذا الأمر، ولنتناول بعض الخواطر والافكار والتساؤلات التي تهم كل منا ، وليس بعيداً عن الموضوع ، بل في صلبه ، وأودها همسات آمل أن تصل الى كل قلب (عقل) كل من يقرأ هذه السطور وبالذات كل من هُم في موقع تناول الشريعة وقراءة وشرح النصوص الدينية ، للأمانة العظيمة التي أُسديت لهم .
إذا كان الصادقون وأهل الحق سيسألون عن صدقهم ! { ليسأل الصادقين عن صدقهم } فما بالك وكيف بغيرهم؟
لماذا لا زلنا نرفض ونهاجم ونتحفظ لأي جديد ؟
وكأن الجديد القادم يهدد حياتنا ويريد ان يقتلعنا من جذورنا ، وبعد فترة وربما اخذت سنين ، نعود بتطبيق او المطالبة بهذا الذي رفضناه بالأمس ، وربما وانت تقرا هذه السطور يبرز كالبرق اجابة في ذهنك ، ان لدينا ثوابت وخصوصية كأمة ــ خير أمة أخرجت للناس ــ نقيس عليها وما ناسبنا أخذنا به وغير ذلك رفضناه بذريعة ليس كل ما يصلح للغير بالضرورة يصلح لنا لأسباب كثيرة . وكأننا أمة الكمال (سلوكأ وتصرفاً ) فلا ينقصنا شيء !!
لماذا لا زلنا نعيش عقلية المؤامرة ؟
خاصة والموضوع عن اتفاقية (سيداو) ، فهناك من بعض الرافضين لها من صرح بأن هذه الإتفاقية التي كان من ورائها اليهود الذين يهدفون لاخراج المرأة من بيتها تحت ظروف الضغط الاقتصادي لتصبح سلعة من السلع يـُتَاجر بجسدها وشرفها وبكرامتها تحت دعاوى سيداو بحجة رفع التمييز ضد المرأة. فيما البعض أشار بأن اتفاقية (سيداو) تهدف أول ما تهدف إلى هدم أسوار الأسر العربية والإسلامية وحل روابطها وتكاتفها وتكافلها وتفكيكها .
اليس في هذا تسطيح وسذاجة ؟
فيما صرح آخرون بأن اتفاقية (سيداو) إن هي إلا إعلان الحرب على الله !!
وكأن كافة عمليات التدمير والتقتيل ونهب ثروات الأمة التي مارستها الدول الاوروبية ايام استعمارها للبلاد ولا زالت وإن بصور أخرى ، ليست حرباً على الله !! وكأن دور اللهو والقمار والبغاء والشذوذ المرخصة المنتشرة في امريكا وغيرها من دول العالم ليست حرباً على الله !!
وكأن نهب ثروات الأمة وتبديدها من قبل المستبدين والفاسدين في البلاد العربية والاسلامية ليست حرباً على الله !! في الوقت الذي يتسارع فيه فقهاؤهم الى سيف طاعة أولى الأمر لكل من يشق عصا الطاعة واخراجه من الملة لأنه من الفئة المنحرفة والضالة . والحمد لله انني لست مع هؤلاء ولا أولئك وانني بريء منهم جميعاً .

لماذا نظلم الأنثى والمرأة أماً وزوجة وبنتاً وأختاً ... باسم الدين ؟
عندما يكلمنا الغير ويقترب فيه من المرأة ، كما في حالة (سيداو) ، يتنطح الأوصياء بأن الاسلام كرم المرأة واعطى لها حقوقها كاملة ، يتنطحون بمواقف مسبقة وقوالب محنطة وجاهزة . وكأن مفوضية المرأة بمنظمة الأمم المتحدة والتي استمرت (6) سنوات (1973 ــ 1979) بدراسة تلك الاتفاقية واعطت الحرية للدول في التحفظ على ما تشاء من بنودها هم من اليهود أو متعاطفين معهم وليس لهم هم ٌ الا اخراج المرأة المسلمة من بيتها لتصبح سلعة من السلع يتاجر بشرفها وكرامتها تحت دعوى سيداو بحجة رفع التمييز ضدها !!

نعم الاسلام كرم المرأة ، ونقف ضد كل من يريد المساس بثوابت ديننا وخصوصيتنا ، وما أجمله من موقف . ولكن نظلم الأنثى والمرأة بسوء التعامل وسوء الخلق معها وبظلم في جزء كبير منه برعاية وتوجيه الأوصياء علي عقولنا والأوصياء على المرأة والذين جعلوا انفسهم كهنوتاً اسلامياً ونصبوا انفسهم أو نُصبوا ليكونا الواسطة بين المسلمين وبين ما يريده الله عز وجل من خلال آرائهم وشروحاتهم على النص المقدس ، وهو انهم اصبحوا طبقة علماء وفقهاء وشُراح لما يريده الله عز وجل بنصه المقدس ، وبعضهم تميز بزي محدد كما الطيلسان والعمائم وألوانها سواء لدى السنة او الشيعة وغيرهم ، وماذا يختلف عن التزيي لدى القساوسة والرهبان والحاخامات ؟ .

يكمن الخطر بتقديس تلك الآراء والشروحات لدرجة انها احتلت نفس مرتبة النص المقدس ـ وأن لم يقل أحد بذلك وهو مرفوض بطبيعة الحال ـ لكن واقع الحال وما عليه الفقهاء والشراح مما نسمعه ونراه هو ذلك ، الا ترى معي التبني لرأي محدد وترجيحه دون باقي الآراء هو تقديس لهذا الرأي ، وما ذاذا يعني التعصب لرأي محدد والاستماتة في الدفاع عنه والتحزب فيه انتهاء بوسم المخالف بالانحراف عن الجادة او اخراجه من الملة وربما تكفيره واستباحة دمه ، الا تقديساً لهذا الرأي . وكثيراً ما نرى بعض من هؤلاء الأوصياء ترديد عبارة : قال شيخ الاسلام ... عشرات المرات في اللقاء الواحد ! والى عهد ليس ببعيد كان يقام في المسجد النبوي الصلاة المالكية والصلاة الحنبلية .. لا الحنفي يصلي خلف الحنبلي ولا الشافعي يصلي خلف المالكي ... الى ان تم ضبطها على المذهب الحنبلي .
وكأن عجلة الزمان توقفت عند وقت وظروف ومعارف ومعطيات الحياة بكل تجلياتها الربانية من مسخرات في الحياة توقفت هناك عند زمان شيخ الاسلام .

لذا ، في هذه الخواطر والتسؤلات يقصد فيها الآراء الفقهية المتراكمة عبر القرون ولا يقصد منها الاسلام كنص مقدس في الكتاب او كسنة نبوية صحيحة ــ والنظر اليها كتجربة أولى للرسول صلى الله عليه وسلم وليست تجربة نهائية في تمثيل النص المقدس كواقع في الحياة . هذا أهم اسباب الخلل في هيكلية الفكر والعقلية الاسلامية في طريقة تناولها للسنة الشريفة ؛ بعدم النظر اليها كتجربة أولى وليست اخيرة ، وانسحب ذلك حتى على الكثير من التفسيرات للنص المقدس من كلام الله عز وجل . كانت السنة للرسول صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي ترجمة أولية للنص المقدس في واقع الحياة ، لها معطياتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية في ذلك الوقت ، فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم لنا الأسوة الحسنة في كيفية التعاطي مع منهج الله في واقع الحياة ، وأمرنا الله تعالى أن نقتفي ونقتدي بهديه في الحياة { ولكم في رسول الله أسوة حسنة } .

أين تكمن الأشكالية ويتمركز الخلل ؟

تكمن الاشكالية في الآراء المتراكمة عبرالقرون ، والتي لم تتفاعل مع روح السنة الشريفة كتجربة ومنهاج بقدر ما هو تقليد ودون مراعاة لمعطيات وظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية التي قدر الله عليها التسبيح كحركة وتطور وتجدد في الوجود. فلا زال هؤلاء يصرون على العيش بظروف ومعطيات ومعارف الحياة للقرن السابع الميلادي وهم في القرن الواحد والعشرين !! إضافة الى ما يتعلق من آراء وتراكمها عبر القرون حول النص المقدس ، والتي يحتاج الكثير منها الى المراجعة لتناسب العصر الذي نعيشه لأنها صيغت بظروف مختلفة عن ظروفنا . ومنها الآراء الكثيرة المتعلقة بالمراة ، وهي آراء تصب في ظلم المراة باسم الدين والأمثلة على ذلك كثيرة . سواء الآراء المتعلقة بتعدد الزوجات ، أو ضرب المرأة ، أو معنى النشوز، أو مفهوم القوامة ، أو لباس المرأة ، ابسطها مما نعرفه في وقتنا المعاصر ( فكيف وتراكماتها عبر القرون !) ، مثل ان تعليم الأنثى : حرام !! ففي بلاد الحرمين الى ما قبل (35) عاماً لم يكن هناك مدرسة واحدة تعلم البنات !! وقبل عام احترقت مدرسة في مكة وقضى اكثر من عشرة من البنات حرقاً عدا الإصابات بجروح بدرجات مختلفة ... والسبب منع رجال الإطفاء والدفاع المدني من دخول المدرسة !! كيف يدخل الرجال على (الحريم) !! ناهيك عن قتلى المئات كل عام عند التزاحم في رمي الجمرات بموسم الحج !!
عندما دخلت الدراجة الى تلك البلاد كانت تسمى ، (حصان ابليس ) ، والى عهد ليس ببعيد عندما دخلت السيارة ، أخذت فترة طويلة بين الشد والجذب : حلال ، حرام ، حلال ، حرام ... اي لم يكن تقبلها بسهولة . ولما نبعد كثيراً ، قبل سنوات دخلت القنوات الفضائية ، فكان (الدش ) حرام ، والهاتف النقال حرام ، وعدلت فتوى التحريم الى الهواتف التي تحمل الكميرات ، ومنع ادخالها البلاد . وأخيراً رفع التحفظ ، ولا زال تحريم قيادة السيارة للمرأة محرم شرعاً ، وان تم في الآونة الأخيرة التحريم ليس من باب الدين وانما خصوصية المجتمع ...
وانظر في افغانستان ما يجري الآن حيث تم تدمير أكثر من (1200) مدرسة للبنات !!
أليس هذا من صور التمييز ضد الأنثى ( قبل ان تكون أمرأة ؟ ) .
صور لا تنتهي من العذابات وباسم الدين والعادات ... وكثير من الآراء المتخلفة ، تطل عليك من باب قاعدة [ سد الذرائع ] .... تصل أحيانا الى درجة الهبل والعمى ، بسبب التخلف عن مواكبة العصر وعدم التاقلم مع الظروف الجديد ة ، وما اسهل القول ، بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
سد الذرائع ... لا زال هناك من يحرم السفرالى بلاد الكفار او المكوث هناك خوفاً على الشباب ... !! ولا زال هناك من يحرم سفر المرأة بدون محرم ! ( في بداية تأسيس مجتمع المدينة كانت بعض النسوة يخرجن ... وتقوم القبائل وقطاع الطرق بالاعتداء على النساء او خطفهن حسب عادات القبائل في ذلك الزمان ، فمنع الرسول صلى الله عليه وسلم ان تسافر او تخرج المراة وحدها خوفاً من اللصوص وقطاع الطرق ) ... والآن ؟
طريق معبدة ، وسليمة ، وفيها تتنتشر الاشارات التوجيهية والتحذيرية ... هل نصدر قانوناً بمنع السير على الطريق او منع قيادة السيارة بحجة وذريعة حصول حوادث السير ، بذريعة حصول حوادث السير ... ؟؟؟؟

ويأتي الوصي ليقول الاسلام كرم المرأة . فقد أوقف الاسلام وأد البنات الذي كان يمارس في الجاهلية ، نعم الاسلام كرم المراة ، ولكن سواد عظيم من المسلمين ، وبسبب الآراء (غير المقدسة) ، ارتدوا الى جاهلية أشد وأظلم في قبحها من الجاهلية قبل الاسلام . أليس تجهيل البنات ومنعهن من التعليم هو جاهلية أشد من الوأد الجاهلي ؟ بهذا التكريم للمرأة تم وأد عقلها لتعيش ميتة بجلد حي !! فكيف لهذه الأم الجاهلة أن تربي ؟ وما نوعية ما يخرج من تحت يدها ؟
ومن صور وأمثلة الآراء حول ظلم المرأة باسم الدين (والدين كنص منها براء) ، السلوكيات الذكورية المرافقة لتعدد الزوجات ، والفهم الخاطيء لمعنى النشوز السائد منذ قرون ليخدم الذكورية ، والفهم الخاطيء وغير الدقيق لمعنى الضرب ، والفهم غير الدقيق كذلك لمعنى القوامة ، حتى باتت تلك الآراء وعبر القرون زيتاً يصب في وقود ( هولوكوست ) ظلم المرأة.
دعك من من صور الظلم المرعبة بحق المرأة المنتشر بين عامة الناس والمرافقة للمفاهيم السابقة للتعدد والضرب والنشوز والقوامة وكل ما له علاقة بالمرأة ، فعلى سبيل المثال ، لا الحصر ، في التعدد وما يرافقه من ظلم دون احترام اسباب التعدد ودون مراعاة لأبسط قواعد العدل المطلوب فيه ، المهم هو الآراء المتعلقة بالتعدد وظروفه في تناول النص المقدس لقول الله عز وجل في سورة النساء : { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } النساء (3) . وسبحان الله ، ترى الكثيرين عند الحديث عن التعدد الا ويذكر الاية وكأنه لم يحفظ منها الا الآتي { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } كرد على ان الاسلام اباح له التعدد بغض النظر عن تفاهة الاسباب لديه ، أما الاسباب الموضوعية فتحترم . وعلماً بان الآية تتحدث عن الأيتام ، فمن ارد ان يتزوج له ذلك ، مثنى (زوجتين) فاذا كان متزوج اصبح عنده ثلاث زوجات ، و(ثلاث) له ان يتزوج ثلاثة فان كان عندة زوجة اصبح لدية اربعة ولا يتعدى ذلك وهكذا .. ومن كان المقصود بالزواج بهن ؟ أليس الأرملة التي عندها أيتام ؟ فمحور الحديث عن الأيتام واساسه (الأيتام) . فمثلاً رجل عنده زوجة ، وذهب وتزوج (مثنى) اي زوجتين اثنتين وكل منهما عندها اولاد ايتام ، هذه عندها ولد او ولدين وتلك عندها ولد او ولدين ذكور واناث بغض النظر ... اصبح عنده ثلاث زوجات ، زوجته الأولى وله منها اولاد ، وزوجتاه (المثنى) وايتامهما .
فهل للسادة العلماء والفقهاء واساتذة الجامعات من مراجعة موضوعية لهذا الأمر وغيره مما يتصل بالمرأة ، وتبيانه دون التأثر والجمود عند الآراء السابقة ، فآراء السلف ليست مقدسة ، وتناولهم الظروف التي نزلت بها الآية ، وهنا التعدد كمثال ، ( اذا علمنا انه كان عند الكثير من الناس كعادة وظروف ذلك الزمان التعدد أمر طبيعي ، فبعض الصحابة كان لدية العشرة من النساء ، وبعد سقف الاربع ، أمسك بالاربع وطلق الباقي ) ، وكذلك تناولهم ظروفنا المعاصرة ... وتبيان لمن يريد الزواج ان يتوجه الى التي معها الايتام ........ لا ان يكون عمره في الستين ويبحث عن زوجة بالعشرين ...!! بحجة الدين أباح له ذلك !!!!
وطالما ان هذه الآية من المحكم أي تضمنت احكاماً شرعية ، لا كما يظن البعض بمفهوم المحكم من انه الواضح والصريح وان شمل معنى المحكم هاتين الصفتين. وطالما أنها من المحكم ، إذاً فمجالها الاجتهاد وضمن حدود النص ، لا كما تقول القاعدة الشرعية ( لا اجتهاد في النص ) . أما التأويل فهو للمتشابه من القرآن . ويا للأسف تركنا التأويل لمتشابه القرآن يتم على ايدي الغرب ، سأذكر كيف ذلك بعد قليل .
فهل للسادة العلماء والفقهاء ورجال الفكر من مراجعة موضوعية للقاعدة المذكورة ؟
حيث ان الاجتهاد في النص من محكم التنزيل شريطة الاجتهاد ضمن الحدود في المحكم ، أما التأويل فمجاله الايات القرآنية وخاصة المتشابه . اليس من الجائز وفي ظروف تكون فيها المصلحة (وتحقيقاً لمقاصد الشريعة) ان يصدر قانوناً ولا يتعارض مع نص الآية المحمكة ، كأن يصدر قانون يمنع الجمع باكثر من زوجتين ؟ أليس هذا اجتهاد لم يتعد حدود الله في النص ؟ والشواهد في الاجتهاد كثيرة رغم وجود النص ، لكن ضمن النص وبما لا يتعد حدوده . فكيف لو تم ذلك بصدور قانون يمنع الزواج الثاني الا من الارامل ومن في حكمهن .

ذكرني موقف بعض المعارضين بالمثل القائل : إحنا بنقول ثور وهم بيقولوا احلبوه ! وآخر يقول : عنزة ولو طارت . اتفاقية (سيداوا) ـ وليس في معرض الدفاع عنها او ضدها ـ تتحدث عن سلوكيات متحيزة ضد النساء والأطفال . ويأتي الأوصياء والفقهاء ليقولوا : الاسلام كرم المرأة . [ بالعامية : ما حدا جايب سيرة الاسلام ] . وبالمقابل فإن اي شخص منصف غير مسلم وبدون مواقف مسبقة عدائية منه ، إن عرف الاسلام على حقيقته ، فإنه يدين به ، والشواهد على ذلك في بلاد الدنيا عديدة منهم علماء ومفكرين وعمال وفلاحين . بينما صور واشكال ظلم الأنثى والمرأة ومن بعدها ـ الاطفال بالضرورة ، تملأ بيوت المسلمين وعلى رأي المثل الشامي : ( ياما بيوت مبيضها سكوت) !.

الله سبحانه وتعالى ، وضع لنا نصوص واضحة كآيات محكمة حول الميراث . وحددت النصوص المقدسة بآيات الله تعالى للأنثى انصبة (نسب) مختلفة نصف ، وربع ، وسدس ، وثمن ، ونصف حسب وضعها الارثي معها اولاد او بدون اولاد . وفي بعض الحالات يكون نصيبها اكثر من الذكر . ( لاحظ آيات تقسيم الميراث تتحدث بلفظ ذكر وانثى وليس رجل وأمرأة ) وفي ذلك معاني وحكمة ...
مثال بسيط : لنأخذ واحدة كمثال من النسب الكثيرة للميراث من حدود النص القرآني المقدس { للذكر مثل الأنثيين } .
ما بال الفقهاء ورجال الفكر والعلم ، تسمروا وتحنطوا ، في الحركة الاجتهادية ، وتوقفوا على الحد ، على الحدود والتي هي النسب المقررة ؟ لاعبوا ـ والمعذرة على ما اسوقه الآن ، لاعبوا الكرة ، يلعبون قانونياً داخل حدود اللعبة ، قدم ، تنس ، طاولة .. وعندما تخرج حركتهم خارج الاطار المحدد للعبة ... نسمع صفارة الحكم بوقف اللعب لأن هناك تعدياً بتجاوز الإطار (والحدود) المقررة للعبة ( آوت ) مثلاً ، ويوقف الاستمرار .لاحظ اللاعبون يلعبون داخل حدود وإطار الملعب . لكن تخيل من اصر على ان يلعب على حدود (اطار الملعب) بدلاً من دخول ساحة الملعب. كيف يكون حاله ؟؟؟ لا شك أنه سيخسر اللعبة ، أو أن الجمهور والحكم سيطردوه من الملعب ويستبدلوه ....
واستكمالاً للمثال : هناك (120) ديناًر صافي الإرث المعد للتقسيم ، والورثة فقط ذكر وانثى ، الحدود تقرر للذكر (80) دينار وللأنثى (40) دينار. والآن اذا ما تم التقسيم كالتالي : للذكر (70) ديناراً ، وللأنثى (50) دينارأ ..او (65) للذكر و(55) للأنثى . هل في ذلك تعدٍ على حدود الله ( أو حرب على الله كما يشير للبعض ) ؟ .
أما إذا تم التوزيع بواقع (81) دينار للذكر و(39) للأنثى ، فهذا تعدياً على حدود الله ... لأنه يخالف النص ولا يحققه .
هذا في رأيي المتواضع ما ادعوا اصحاب الاختصاص للخروج من الجمود والتقوقع والتخلص التكرار والاجترار لآراء لا تناسب ظروفنا.
وكذلك السارق ، يقول تعالى : { السارق والسارقة فاقطعوا ايدهما } ، اذا حبسته او عزرته .. لن تتعدى حدود الله . لكن بعد القطع وهي الحد الأقصى للعقوبة التي حدها الله ، سجنته يومين او غير ذلك من العقوبات ، في ذلك تعدياً على حدود الله ....
هذا هو الاجتهاد في النص . اين علماء المسلمين في كافة المجامع الفقهية والمنظمات والمؤتمرات عن هذا ؟؟؟؟
وبدلاً من ذلك تكبل عقولهم وتجمد فكرهم قاعدة متوارثة [ لا اجتهاد في النص ] . خاصة في الحدود وما يتعلق بسلكيات الانسان والتي تتطور وتتجدد كسنة جعلها الله في الكون .
أما امور العبادات ، فلا مجال لمثل هذا الأمر ، كأن يفكر احد بصلاة المغرب اربع ركعات ، او يطوف عشرة اشواط بدلاً من سبعة .
فما بال المسلمين في سلوكهم (الا ما رحم ربي) ، يحرمون الأنثى كلياً من الميراث ؟ أليس هذا سائدأ ؟ أليس هذا ظلماً للأنثى والمرأة بدافع العادات والتقاليد ؟
أليس هذا السلوك تمييزاً ضد الأنثى والمرأة وظلم لها ؟
أليس هذا السلوك منهم أشد في حربه على الله من (سيداو) بخصوص الذين وسموها بأنها حرب على الله ؟
وإن سلمنا (فرضا) بهذه الحرب المعلنة ، نستنتج على الأقل ، أن الشر في حربها (سيداو) اقل درجة من شر من حرم المراة ميراثها على الاطلاق .
أعود لأحشر نفسي فيما ليس لي ، ( وليس دفاعاً عن سيداو ) ولا تخصصي الاكاديمي قانون ولكن همسة في أذن من تخصصه القانون ، (سيداو) تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث ، الهمسة الأولى : سيداو تطلب المساواة ، وكأنها تقول انت اعطيت الرجل ، وهنا ياتي دور المساواة : اعطي المرأة ايضاً . والهمسة الثانية ليس كل ذكر رجل ولكن كل رجل ذكر ، وليس كل انثى امرأة ولكن كل امرأة انثى ، ولو بحثت في كل الدساتير والقوانين التشريعية في العالم المتعلقة بتوزيع وتقسيم الميراث ، لن تجد بعظم واعجاز ذلك التوزيع الرباني الوارد في القرآن الكريم .
فالقضية والاشكالية ليست في الاتفاقيات والقوانين ، وانما الإشكالية في المتوارث من العادات والتقاليد السلبية التي ربما هي اشد رسوخاً من الدين وحدوده ، وفي السلوكيات الاجتماعية التي تجعل المراة في المجتمعات الشرقية الذكورية في مستوى من الدرجة الثانية في التعامل الانساني .
بعض الجهات هذه الأيام ، هرعت الى العشائر ، تستفزها في ذكوريتها وشرفها ، وتستنهض هممها للدفاع عن شرفها الذي بات يتهدده الخطر من خلال هذا الغريب القادم واسمه (سيداو) هدام القيم ومفكك الأسر ....!!
حتى اليوم هناك من يتوارى عن ذكر اسم ابنته في كرت الزفات ، وكلكم يعرف العبارة : يتشرف زيد بزفاف ولده عمرو على ( كريمته) للطرف الآخر وبذكر اسمه ، لاحظوا ... وكأن من العار ان يذكر اسمها !! يا أخي ، زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم تذكر باسمها ، نقول خديجة زوجة الرسول ، وعائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ...

أو كصورة اكثر بشاعة لذكر (لا أقول رجل) يخون زوجته ، وعندما تكتشف أمره ، يسرع بتطليقها ، وهنا ظلم مضاعف ...!!

ولا احد يجهل السلوكيات الهمجية التي تعامل به الأنثى في البيت والتمييز ضدها لمجرد انها انثى تختلف عن أخوانها الذكور !! ولا احد يجهل الاسلوب والسلوك الأكثر همجية من معاملة الزوج لها في النهار بالجرح وعدم الاحترام وربما يصل الأمر الى الشتم والضرب ويأتي في نهاية المطاف يريد اثبات ذكوريته !! متسلحاً برواسب متعفنة بالية اختلط فيها سوء الفهم للدين بالعادات والقاليد .
أليس في هذا السلوك البسيط تمييز ضد المرأة ؟ هذا على سبيل المثال ، واذا اردت تتبع هذا الأمر تجد آلاف السلوكيات التي تجعل منها مستوى دوني وغير لائق!! وهي من هي ، الأم والزوجة والأخت والأبنة والخالة والعمة والجدة .... عيب .

لماذا لا نقدم ما هو جديد للعالم ؟

لماذا لا زلنا نعيش في تخلف وانحطاط ؟
لقد كان هناك نوع من المجاملة الدبلوماسية في الهيئات والمؤسسات الدولية تبديل مصطلح الدول المتخلفة وتسميتنا بالدول النامية !
لماذا لا زلنا نعتمد في صناعاتنا وفي علاجنا وفي خبزنا وفي اتصالاتنا وفي وسائل مواصلاتنا وفي سلاحنا على الغرب ؟
انظر حولك وراقب كل مناحي الحياة التي تعيشها وبكل تفاصيلها ... لن تجد شيئاً من ابداعنا ومن ابتكارنا ... والصناعات والمعامل المنتشرة لدينا هم من قام بتأسيسها وانجازها ... النفط هم من يقوم بالحفر عنه واستخراجه وتصنيعه ... بل نعيش عالة على الغرب بمعنى الكلمة ، حتى سماعات مساجدنا هم من سوقوها لنا ، وكهربائها وانارتها هم من وردوها لنا ... وسجادات صلواتنا هم من وردوها لنا ... حتى البستنا ... نتفاخر ونقول هذا جوخ انجليزي ، وهذا حذاء ايطالي ... وحتى (الغترة والشماغ والعباءة) انجليزية او صينية ودخلت اليابان على هذه الصناعة .... فوط اطفالنا ونسائنا صناعة وتطويراً ....

لماذا لم نقدم نظام الشورى للعالم ؟
ينظر الغرب عموماً الى الاسلام على أنه دين التطرف والحرب المقدسة ،‮ وهو ‬نظام شمولي و‬معاد للديمقراطية،‮ ‬يدعو إلى الارهاب والممارسات غير الانسانية ، وانه دين جنس وملذات وتعدد زوجات . وهذا يدرس في المناهج الدراسية للطلبة ، وضمن هذه المناهج قد تعرض الإسلام كدين لجميع أنواع التشويه والتحقير . هذه صورة الاسلام في ديار الغرب ، أما في ديار الاسلام ومواطنه فما يزيد الصورة السابقة قتامة وظلامية وتعزيز لها ، هي تلك السلوكيات التي تصدر عن المسلمين ، الاتكالية والفساد وعدم احترام الوقت .... ولا تخفى عليكم ما آلت اليه الأمور في السنوات السابقة من تصرفات طائشة ورعناء أضرت المسلمين في بلادهم والجاليات الاسلامية وعلى كافة الاصعدة ، وذلك كله بسبب الآراء الفقهية الجامدة والتي تريد ان تعيش الماضي بظروف القرن الواحد والعشرين .....!!

عندما جاء الغرب الينا بمفهوم الديمقراطية ، أخذت سنين طويلة التيارات التقليدية الاسلامية المتقوقعة على الماضي في محاربتها ومنهم من وصفها بالكفر ــ وليس وصفها بأنها حرب على الله كما (سيداو) الان ــ ولم ترد تلك التيارات ( وحتى اليوم) ان تفهم روح رسالتها العالمية وتتعامل مع روح رسالتها بتجربة جديدة تتناسب مع الظروف المعاصرة كما تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرسالة في عهده وكانت التجربة الأولى في سنته الشريفة.
أخيراً بعد قبولهم خوض الانتخابات وتجربتهم للديمقراطية ، هنا المهم ، قالوا لم تاتوا بجديد عن الديموقراطية ، هذه عندنا منذ (14) قرن ، ونحن عندنا الشورى ، واصبح يعلق على مداخل البرلمانات العربية كلها آية { وأمرهم شورى بينهم } .
جميل ، طالما ان هذه الديموقراطية هي الشورى ، فلماذا لم نقدمها للعالم ؟ ولم يسمع بمثل هكذا نظام قبل ذلك ؟ اين الشورى في خلافة الأمويين ، وهم الأقرب الى العهد الأول ؟
لم نقرأ الا عن حكم وراثي ومستبد لنحو مائة سنة [ واستثني من فساد تلك الحقبة الخليفة عمر بن عبد العزيز ، الخليفة العادل الزاهد ، وربما تستغربون ان مدة حكمه فقط سنتان ونصف ، ومات ولم يتجاوز الأربعين من عمره !] واين الشورى في حكم العباسيين ؟ والذي استمر حكمهم لأكثر من خمسة قرون كحكم وراثي ومستبد ... وكافة من جاء بعدهم .....

كيف تركنا تأويل القرآن يتم على ايدي الغرب ؟
أول ، يؤول ، تأويل ، هي من افعال التضاد ، اي أول بمعنى آخر . تذكرون في بداية سورة يوسف قوله تعالى : { إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشركوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين } يوسف (4) . وفي الآية (100) من السورة قوله تعالى : { ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤيا من قبل قد جعلها ربي حقاً ..} . الرؤيا كصورة في الذهن وكقول بين الصبي وأبيه آلت وانتهت الى حقيقة واقعة مبصرة محسوسة ملموسة .
وكأن تقول أن القتل العمد عن سابق اصرار وتعمد يؤول بصاحبه الى حبل المشنقة ، أي ينتهي بصاحبه الى حبل المشنقة.
وكذلك الأمر في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم ، فالتأويل النهائي لها هو ما تنتهي إليه الآية من قول (نص الآية) الى ان تصبح آية مبصرة كحقيقة مادية محسوسة ملموسة .
{ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }

الغرب وعلى سبيل المثال يكتشف من خلال علوم الجيولوجيا والبحار والتصويرأن هناك برزخ بين الماء المالح والماء العذب ، لا المالح يؤثر على العذب ولا العذب يؤثر على المالح في هذا البرزخ. ويأتي دورنا ، للتدوين والجمع ، ونعلن : [هذا موجود عندنا منذ (14) قرن] !! في قوله تعالى ( هذا ملح أجاج وهذا عذب فرات وبينهما برزخاً } وقوله : { وبينهما برزخ لا يبغيان } لماذا تقاعسنا عن دخول هذا المجال وتقديمه للعالم .
يكتشف علماء الجيولوجيا او طبقات الارض ان الجبال لها اوتاد بهذا الوصف تماماً ، ونسارع ونعلن ان هذا موجود عندنا منذ (14) قرن . وفي قوله تعالى : { والجبال اوتاداً } .
وقل مثل ذلك الكثير الكثير عن الحقائق العلمية في مجالات نشأة الحياة والانسان وخلقه وحقائق في الكون ، في الريح والسحاب وحركة الأرض والاشارة للجاذبية والجبال والبحار والزراعة ولغة الحيوان والاشارة لعبور الفضاء والاشارة الى عدم فناء المادة وسرعة الضوء والضغط الجوي وغزو الفضاء.
وهناك من اهتم بجمع هكذا اكتشافات واختراعات ـ الدكتور زغلول النجار ـ حول الإعجاز العلمي في القرآن .
ما يحزن اننا تركنا امر هذا البحث العلمي للغرب ، فهو الذي ينتج ويكتشف ، وفي ضوء هذه الفتوحات العلمية للقوانين الربانية التي تحكم الوجود يستطيع الانسان التمكن منها والسيطرة عليها ، وهذا اصل التسخير لما في الكون من الله للانسان ، ان ينظر ويفكر ويكتشف ليستفيد من هذه القوانين في تسخيرها لفائدة الانسان.
انظر الى استغلال قوانين الفيزياء والضغط الجوي الربانية ، كيف صنعو لنا الطائرات !
انظر الى استغلال قوانين الفيزياء والطاقة و الضوء ، كيف صنعو لنا الهواتف الخلوية !
انظر الى استغلال القوانين واكتشافها ، وكيف صنعوا لنا الكمبيوتر ولاستخداماتها في كافة نشاطات الحياة ومجالاتها براً وبحراً وجواً ..!
وما عملنا ، فوق عيشنا عالة على الغرب في كل احتياجاتنا . على الأقل نحترم انفسنا . ونخرج من وهدة الجهل المتراكم عبر القرون ، ونفهم الحياة بروح العصر الذي نحن فيه ، لا أن ننكفيء على الماضي بحرفيته . بل ونحارب الجهل وننشر العلم . وبدلاً من ذلك تخرج فئة طائشة لتستخدم الطائرات كقنابل تدمر بها وتقتل بها الحياة وتجمع العالم على معاداتنا ، وتزيد صورتنا سواداً وقبحاً لدى العالم . وتستخدم الهواتف النقالة للتفجير بها عن بعد في قتل المدنيين والابرياء ، والانترنت لتري العالم كيف تفجر وكيف تقطع الرؤوس !! وتستخدم الأحزمة الناسفة على وسط المرأة لتفجر نفسها وتقتل الابرياء من الرجال والنساء والأطفال في عرس بفنادق عمان !! والسبب أدمغة مغسولة بعفونة آراء فاسدة للأسف باسم الدين ، والدين منها براء .

وأختم مقالي هذا بما يبشر وشيء يثلج الصدر ، ما توصل اليه العالم العبقري أحمد زويل الكيميائي والفيزيائي ، في اكتشافاته المذهلة حيث كرمته الكثير من دول العالم ، وكان قد حصل على نوبل في الكيمياء ، وقبل ثلاثة اسابيع تم تكريمه في الجامعة الاردنية . توصل الى العديد من الاكتشافات اهمها التلسكوب الذي يصور الاجسام بالابعاد الاربعة بما فيها البعد الزمني ، والمذهل ان العالم آخر ما توصل اليه ما يسمى بالمقياس (النانو) والذي يعادل جزء من ألف مليون جزء.
وعالمنا أحمد زويل توصل الى ابعد من (النانو) وابعد من ( البيكو) والذي يعادل جزء من مليون مليون جزء. حيث توصل الى (الفيمتو) والذي يعادل جزء من ألف مليون مليون جزء. ولا غرابة ان لقبوه في الغرب بآنشتين العرب ، وبنيوتن العرب . ويستحق . لأن اكتشافاته ستغير خريطة البحث العلمي في كافة المجالات الحياتية وتعود فائدتها على الانسان وبالذات صحته . و لك ان تتخيل الفائدة التي تعود على الانسانية في الطب والهندسة والصناعة والزراعة وغيرها في عالم حياة الانسان من المعلومة التالية للتقريب :

الفيمتو

• جزء من ألف مليون مليون .( جزء من مليون مليار = جزء من تريليون).
• في الملمتر مليون مليون فيمتومتر:

فيمتو أمبير = جزء من ألف مليون مليون من الأمبير (وحدة لقياس التيار الكهربائي) .
فيمتو كولوم = جزء من ألف مليون مليون من الكولوم (وحدة لقياس كمية الكهرباء) .
فيمتو غرام = جزء من ألف مليون مليون من الغرام .
فيمتو ثانية = جزء من ألف مليون مليون من الثانية .
ميليفيمتو متر = جزء من ألف مليون مليون من المتر .
[ الميليمتر= مليون مليون فيمتو ]

وأخيراً المعذرة ، إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فبفضل الله .


18-05-2009 12:01 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات