الكذب ملح السياسة


قال لي وبكل هدوء لماذا يكذب النسور ؟ ، وهذا السؤال طرحه مواطن أردني ليس له بالسياسة أكثر من أن يتأكد من أن راتبه سوف يكفيه هو أهل بيته لنهاية الشهر أو الربع الأخير منه دون أن يمد يده ويصبح من ضمن ال45% من الأردنيين الذين يستدينون كما ذكرت بعض الدراسات الأخيرة ، وهو يطرح سؤاله وتحيط عينه هالة من السواد وجبينه متقطب .

وكانت إجابتي له وبكل عفوية ' أن الكذب هو ملح السايسة ' ، وعندها قال أنني أجير الثقافة الشعبية لصالحي دائما ' هو مدرس لغة عربية متقاعد ' وأنني أبحث دائما عن المثل واضعه بالقرب من السياسة للخروج من أزمة المصطلح السياسي الذي تعج به كتب علوم السياسة .

عزيزي مدرس اللغة العربية المتقاعد وبعد سنوات من محاولاتك إيصال لغة القرآن للأجيال كمحاولة لتجاوز طغيان اللغة الغربية على كلامنا ، وبعد سنوات من البحث عن الدرر التي في أعماق اللغة العربية التي لم يسأل عنها الغواص أبدا كما قال الشاعر أحمد أبراهيم ، أقول لك أنك أضعت عمرك كله وأنت فقط تحاول البحث عن الفعل المبني للمجهول ، وعن هذا المجهول الذي فعل فعلته وأوقعك أنت وأسرة بيتك في متاهة البحث عن لقمة العيش بالقليل من الكرامة .

وهذا المبني للمجهول سيدي ومدرسي ومدرس الاجيال هو الدولة وعلم السياسية وملح طبختها الذي لا لون له ولاطعم ولارائحة ولكنه يفعل فعل الملح في الطعام ويعطي للأشياء نكته غير نكهتها الطبيعية ويجعلنا نأكلها بكل متعة ، وأن يقول رئيس الحكومة شيئا ما اليوم ومن ثم يكذب ما صرح به في اليوم التالي ليس بشيء غريب عن علم السياسة وعليه كمواطن أن يقنع نفسه يوما ما أن الطعام يمكن أكله بدون ملح وعندها سوف يتوقف الرئيس عن ممارسة الكذب بتصريحاته ، وهذه اللحظة تأتي فقط عندما يكون الإسنان مصاب بإرتفاع ضغط الدم وينصحه الأطباء بالاتبعاد عن الموالح كافة وأن يراقب نسبة الملح في طعامه .

وربما مع الزمن القادم وعندما يكون لدينا حكومات تحاسب على كذبها ' ملح سياستها ' الزائد من قبل طبيب الشعب ' الجهات الرقابية تتوقف هذه الحكومات عن الكذب وإعتباره ملحا لسياساتها سواء الداخلية أو الخارجية وهذا يعطي دليل على أن ضغط الحكومة أصبح مرتفع



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات